دعاة حرية المرأة نبراس يزيل ظلامنا



امير عبد عباس
2018 / 7 / 30

يتهم الكثيرون دعاة حرية المرأة على أنهم (دعاة لتعريتها) لانهم يسعون لحرية الملبس، وهذا التصور مغلوط من أساسه وغير مبني على قاعدة صلبة أو شواهد ملموسة.
في هذه الورقة سأكتفي بالرد على ترهات هؤلاء الاغيار المهتمين بصون المرأة والمحافظة عليها. وسأوضح بأن هؤلاء هدفهم ليس الا تشويه  عمل وجهود دعاة حرية المرأة.
أن جسد المرأة ليس ملكا لأحد بل هو ملكا لها وحدها وهي حرة ان تعريه او تستره  فالمحافظين عليها ليسوا بصفتهم شرطة موكلين من جهة عليا مهمتهم ان يحافظوا عليهآ،فهي المسؤولة (وحدها وحدها) عن جسدها،كما الرجل من حقه ان يلبس مايشاء من دون شروط اجتماعية أو أخلاقية كذلك المرأه.
وبهذا الصدد اقول لماذا من حق الرجل مثلا يلبس مايشاء؟ مثل ارتداءه (البنطال) وليس من حق المرأة ارتداءه، باعتبار ان ارتداء المرأة (للبنطال) كما يدعون هو محرم لما فيه من التبرج بالزينة، ولانه لايستر عورتها بل يظهر مفاتنها ويفصل اعضائها تفصيلا دقيقا، علاوة على ذلك فهو مشابه للبس الكافرات واهل الفسوق والمجون،وبالتالي اصبح هنالك فرق بين الرجل والمرأة في لبسه فالرجل مباح له باعتباره لايملك مفاتن كمفاتن المرأة كما يزعمون، وكأن المرأة جاءت من عالم آخر فهي لاتتاثر او تثار مشاعرها في حال إبراز الرجل لمفاتنه.
العجيب بالأمر دائما ما يربطون شرف المرأة بملبسها وهذه مفارقة مضحكة فهم لو دققوا جيدا في هذه المسالة تحديدا (االلباس) لأصابهم العجب العجاب، لان( اللباس) له جذوره التاريخية ومحكوم بالظروف البيئية والإقتصادية.
على سبيل الفرض نرجع لمثالنا السابق (البنطال) هل يعلمون بأن ابتكاره يعود لأسباب إقتصادية، فهو قد تطور في ظروف العمل والإنتاج، فقد التزم العبيد بلبس البنطال حتى يتمكنوا من العمل والالتفاف  والدوران بسرعة، والمفاجئ ان النبلاء بسبب ابتعادهم عن ساحة العمل والإنتاج اتخذوا الجلباب رمزا ارستقراطيا حتى يميزوا أنفسهم عن هؤلاء العبيد.
وكان قبل ذلك يعتبر البنطال في المواقع البارزة ضرورة من اجل حماية الإنسان من البرد القارص فكان الرجال والنساء يعمدون الى لف جلد الحيوان بين الساقين حتى تتوفر الحرارة اللازمة لحماية الجسم من البرد.
اما فيما يخص لبس الجلباب او الدشداشة فالملاحظ بان الرجال والنساء يرتدونها في المواقع الحارة ولايعتبرون ذلك تشبها بالنساء ولا يعتبر عيب أخلاقي، والسبب كما ذكرت هو بيئي لان الجلباب والدشداشة تعملان على تهوية الساقين أثناء الحر. نلاحظ ايضا ان الحجاب يرتدي من قبل الرجل والمرأة في شبه الجزيرة العربية بسبب الطقس الحار، فلم يخصص للمرأة فقط بل الرجل أيضا يجب عليه ان يتحجب لتفادي حرارة الشمس الهالكة.
نستنتج من هذا الاستعراض التاريخي بان نشأة ارتداء الملابس  لم تتعلق  بالمنظومة القيمية والأخلاقية، وانما كان بسبب عوامل الحر والبرد في المواقع الباردة والمناطق القريبة من خط الاستواء اذا السبب (بيئي)  وكذلك اقتصادي كما ذكرت .
اذا نستنتج  بان اللباس لايتعلق بالأخلاق فالأخلاق تختلف مابين الشعوب. فلماذا اذا  هذا الإصرار بان المطالبة  بحرية المرأة يفسر( بالتعري) ، فالاسباب واضحة وضوح الشمس في هذا الاستعراض التاريخي.
وعليه فان دعاة حرية المرأة لايدعون الى( التعري) و(الانحلال) كما يتهمهم الكثيرون، فالمسألة هي مسألة شخصية وتبقى متروكة للفرد فهو المسؤول الاول والاخير.
ليعلم الجميع بان دعاة حرية المرأة لايركزون على القشور بل يركزون على الجوهر،
أغلب  المحافظين يركزون عل القشور فهم يعطون الأهمية للحجاب واللبس الفضفاض وستر الشعر والوجه، ويهملون القيم  المسؤولة عن هدم شخصية المرأة منها الكره والبغض والحقد والنميمة والجشع والتعصب والتزمت والاعتداء على مشاعر الآخرين وعدم تقبلهم، ويبتعدون عن زرع القيم البناءة لشخصيتها مثل المحبة والثقة والاخلاص والتفاني والطيبة والرفق ومحبة الإنسانية اجمع وهذه القيم البناءة كلها تمثل جوهر الإنسان والتي يسعى دعاة حرية المرأة لتقويتها لصالح  المرأة .
دعاة حرية المرأة يسعون من اجل بناء امرأة غير مشوهةاو مريضة نفسيا وعقليا، امراة تكون مسؤولة وفاعلة في كل الأحداث والمشاكل المؤثرة في محيطها، وليست امراة يكون شغلها الشاغل الاهتمام بغرائز وشهوانية زوجها المدلل والطبخ والنفخ وسفاسف الأمور،امرأة شجاعة ابيه كريمة ذو شخصية متزنة ، امرأة تحمل كل الصعاب تكون مشاركة للرجل في جميع المجالات، امرأة يكون جسدها مقدس وليس سلعة تباع وتشتري، امرأة تكون فاعلة في هذا العالم الصاخب وليس مفعول فيها وبها وعليها .
اذا هل دعاة حرية المرأة بالفعل دعاة للتعرية والفسق والمجون حسب مايعبرون. ارجوا من اللذين يتمسكون بهذه التهمة ان يزيلوا اسفين الجهل والتعصب قبل ان يجيبوا على هذا السؤال.