المرأة (المصرية)..... قضيتها قضية الانسان



مجدي محروس عبدالله
2018 / 8 / 3

احتلت المرأة دورا هاما في نشوء الحضارة فلا يمكنا اغفال دور المرأة الاجتماعي
والاقتصادي والسياسي في ارتقاء امة ما.
وقد لعبت المرأة المصرية دورا هاما في حضارة مصر القديمة فالرسوم الجدارية على
المعابد صورت دور المرأة في الحياة المصرية فالعالم عرف المرأة المصرية من خلال نفرتيتي وحتشبسوت وكليوبترا
وعندما كتب قاسم امين كتابه "تحرير المرأة" استلهم افكاره عن تحرير المرأة من الريف
المصري والذي احتفظ بكثير من "بقايا" مبادئ واخلاقيات الحضارة المصرية الاصيلة فلم
يرى المرأة عورة يجب تغطيتها باكياس سوداء مثل القمامة كما نرى بكل اسف الان في العاصمة
بل كان ينظر للمرأة وجسدها بكل احترام وتقدير فمنذ عقود خلت كان من المعتاد ان نرى في الريف المصري امرأة تقوم باخرج ثدييها لأرضاع طفلها امام العامة بدون ان
تخجل من ان ترضع طفليها من ثدييها امام الجميع ولا احد يختلس النظر اليها لأنه شيئ طبيعي
لكن الان للاسف الشديد وتحت موجات التصحر الثقافي والاخلاقي لمصر وانتشار قيم البداوة والوهابية المتطرفة ووصولها حتى الى ريفنا الحضاري تم تآكل بقايا الثقافة المصرية الاصيلة
واختفت قيم احترام المرأة وجسدها واصبح ينظر اليها كسلعة او متاع يشترى ويباع وتم اهمال تعليم المرأة حتى وصلت احوال المرأة المصرية الى وضع اسوء بكثير مما كانت عليه في الاربعينات .
واصبح المتطرفون يهتمون بلبس المرأة اكثر من اهتمامهم بطفل يمشي حافي القدمين مشردا في الشوارع مستأثرين بثقافة البترودولار التي وفدت لمصر خلال عمل الكثرين من المصريين في الخليج الى الدرجة التي اصبحنا نرى موديلات ملابس المرأة المصرية على نمط نساء الخليج
من اسدال ونقاب وغيره.
لقد اختفى ذلك الكائن الجميل "المرأة المصرية" الذي كنا نراه صباحا ويشرح قلبنا واصبح مغطى تحت اطنان من الملابس السوداء القبيحة وكأننا من انتشار مظاهر القبح في حياتنا
وتجلت الوحدة الوطنية في اروع صورها عندما تكاتف الجميع في احتقار المرأة وجسدها بين فتاوي الشيوخ وتصريحات واوامر رجال الدين المسيحي الذي حدد احدهم ماذا يلبسون وماذا لا يلبسون
اننا يجب ان نلاحظ ان قضية حقوق المرأة ترتبط ترابطا وثيقا بحقوق الاخريين في المجتمع
مثل حقوق الاقليات والاطفال والمعاقين و غيرهم فالمجتمعات التي تراعي حقوق المرأة تراعي ايضا حقوق الاقليات بل يتعدى الامر الى انه يتم تقييم مدى تقدم المجتمع عالميا بمدى احترامه لحقوق
المرأة والاقليات وكافة الحقوق الاخرى
لقد تسللت الافكار المتطرفة الى بيئتنا وافسدت مجتمعنا وقيمه وابعدته عن الحضارة واصبحت تنظر الى جسد المرأة كأنه عورة وتطور الامر الى اعتبار شعرها عوره فلزم ان تلبس الحجاب
و تطور الى اعتبار ان وجهها عورة فغطت وجهها ايضا ولا نعرف ماذا يمكن ان يحدث ايضا
اننا مطالبون باعادة الاعتبار للمرأة المصرية فهي الام والاخت والحبيبة والزوجة فلا يمكن ان ينهض مجتمع يعيش اكثر من نصفه في قهر وظلم.