المنبوذة1



مارينا سوريال
2018 / 8 / 4

فتحت عيناها على الاتربه من كل الجهات ..لم تعتدها ما الفارق الكل هنا سواسيه فى ذلك ويعتادون فيما الفارق الذى يجعلها تتضايق وتبدى تذمرها فتجلب لنفسها مزيدا من الكره وسطهم..كم مضى من الوقت؟يوم اثنين اسابيع اشهر سنوات منذ هربت من ذلك المكان .تشعر بالرضى عن ذاتها فهى تستطيع الاستيقاظ مبكرا والعمل حتى الليل دون كلل ..لااحد ينظر اليها بعد ان حلقت اخر شعره فى رأسها واصبحت حليقة الرأس الى الابد..اربعة عشر او خامسة عشر..الوقت لايعنى شيئا فالشارع كما هو لايتبدل حاله اعتادت ما فيه من شرور ..لكن لما لم تعتادعلى ذلك البيت وكرهته لم تكن وحيدة فى ذلك هناك اخريات مثلها فى الاشهر القليلة الماضية تعرفت عليهن اختارت الاولى لها اسم نادية والاخرى اصغر قليلا اختارت امنية والثالث مريم تدعى او تدعى فالاخريات كنا اكثر صدقا منها اصغرها الواشية اما هى فبعد ان ازالت اخر بوصيلة شعر نبذت كل الاسماء فما الفارق بينهن او البقية الجميع يسدد كل ليلة المبلغ المطلوب كى يتمكن من النوم فى ذلك الشارع الطويل والمهجور من اخريين لايشبهونهم..ليس لها شىء لتختار اختارت الا تختار منذ سنتين الان اعادت حساباتها وتذكرت هل ولدالصغير الذى حملت فيه زوجة الاب هل انجبت الام تلك البنت ماذا اسموهم ؟لن تعرف ابدا احيانا تتضايق لانها تفكر فى اسماء الصغار من الناحية الواقعية هم اخ واخت لها ولكن لالا هذا ليس حقا ربما سيحملون نفس الدماء لكنهم لن يعرفونها ابدا ولن تعرفهم ايضا..
يستمعون الى صوت الصراخ من جديد ينهضون من داخل خيمتهم الصغيرة فى ذلك المكان المظلم يراقبون فى الظلام محاولين معرفة الصوت انه صوت الولد الجديد يصرخ يصرخ من جديد سيقتله تهمس نادية تلكزها الاخريات تبقى هى وحدها تستمع للصراخ انه يستخدم سلك كهربا من جديد جربت ذلك الامر من قبل انه اكثر شىء مؤلم عرفته حتى الان تربت يدها اليمنى على اليسرى فهى ترتعش من الخوف وتذكر الالم وارتفاع الصوت الا يخاف من ان ياتى احدهم ولكن ولكن من ياتى الى هنا لاجل ذلك الصوت انه لااحد جلست تنتظر لاتعرف لما لم تدخل مثل البقية للنوم ..كيف ينامون يعتادون الصراخ والالم والموت لايبالون بكل شىء..
كان الطعام هو مشكلتها الاكبر منذ ان خرجت ولم تعد..لانها هناك كانت تجد شيئا ليؤكل حتى لو تعرضت للضرب بينما هنا عليها العمل طيلة اليوم وسط القمامة وقد تعثر على ما يصلح او ما تلقى به من جديد وعندما اشتد الجوع كانت تاكل كل شىء لافارق فاسد كم حشرة تقاسمتها معها بل انها كانت تزيحهم بهدوء هو طعامهم ايضا ولابد من ان يتناولوه مثلها..كان الاب يصرخ عندما يراها هناك تومض الضوء ليلا حتى تاخذ الحلوى منذ ماتت الام واتت اخرى كان عليها ان تحتسب كل لقمة جديدة تساءلت ماذا تغير انها لاتفهم نظراتهم ..عندما حاولت حمل الصغيرة الاولى تعرضت للخدش على ذراعها سمعتها تصرخ انها اسقطتها ارضا عمدا..لم يحدث فقد اهتزت بجسدها تجشأت لم تفهم افلتت..هى ايضا ارادت الصراخ على الام لتحملها..نزفت شفتها فلم تنطق بحرف..
انخفض الصراخ عادت للنوم ..حل نهار ذلك اليوم مبكرا استيقظ الصبيه مبكرا لديهم عملا جديد اليوم ..كانت لكل مجموعة منهم عملا خاص فواحد هو من يقوم بالوقوف على النواصى والبيع بينما اخر يراقب له الطريق ..وحين تاتى اشاره الخطر يلقى بما لديه ويهرب لكن عقاب هذا جسيم..يقولون ان الاكبر سامح احدهم الاسبوع الماضى فقط لاجل الصبى الذى اتاه من صلبه ..حسدتها الفتيات لانها كانت معه..هنا حيث عليك ان تجد طريق بمفردك كان هذا الدرس الاول الذى تعلمته وليس بالامر السهل..