لزواج ناجح



أحمد حمدي سبح
2018 / 8 / 16

بعد ارتفاع معدلات الطلاق في العالم وفي المجتمعات العربية على وجه الخصوص ، فانه لابد من بيان عدة امور من الواجب توافرها للزواج الناجح بعيدا عن شبح الطلاق الذي يدفع الابناء ثمنه وهي كالآتي:

1- كفاية مادية كاملة وملائمة للاحتياجات الأساسية وبعضآ من الترفيهية لان الحياة ليست فقط جد بل الحب واللعب والترفيه لهم دور أساسي في تكملة الحياة الجادة ، كما أنه في حالة التضخم المستشري سيكون هناك تنازل عن شئ من الرفاهيات دون مساس بالأساسيات التي لا تستقيم بدونها الحياة ، مع وجود امكانيات potentials عالية لزيادة الدخل في المستقبل .

2- استقلال مادي عن الأهل منعآ لتدخلهم واستغلالهم لذلك في فرض نمط نمط تفكيرهم وشروطهم في الحياة .

3- أن تكون المرأة عاملة مستقلة ولا تلقي بالحمل كله على زوجها وفي نفس الوقت مساهمة في مصاريف البيت فلا يشعر معها الزوج بأنها عالة عليه بشكل كامل ولا يتحكم فيها وفي مشارواتها وأوجه انفاقها طالما تصرف من مالها ، وبما لا ينتقص من دوره في الانفاق عليها وعلى البيت والأسرة ولا نتحدث هنا عن أشباه رجال يعيشون على أموال زوجاتهم سحتآ وبهتانآ وأيضآ حتى لا تشعر الزوجة بالملل وتشارك زوجها خبراتها العملية فيشعر بالثقة والقوة فيها .

4- الابتعاد عن الرغبة في فرض الرأي أثناء الخلافات والبحث عن أرضية مشتركة هنا وهناك ، وان استحكم الخلاف يكون اللجوء الى حكم من أهلها وحكم من أهله سبق وأن اتفقا في السابق على تحديدهما واللجوء اليهما في حال وجود خلاف ولم يجدا له حلآ .

5- الابتعاد عن الاهانة وتقبل الأسف دون مساس بالكرامة فان مست كرامة أحدهما من قبل الآخر فكان عليه تقديم مختلف الاعتذارات والهدايا ويشعر بقدر خطئه دونما مغالاة (التقل صنعة) وعدم قبول التجاوز .

6- اعطاء مساحة واسعة من الحرية مغلفة بالثقة في الشريك دونما تضييق وغيرة مبالغة تدمر ولا تجدد الحب ، وعدم التدخل في علاقات الصداقة طالما لم تحمل اساءة للطرف الآخر .

7- قولآ واحدآ ابتعدا عن الوهابيين والاخوان وأصحاب الفكر الداعشي واللذين لا يفكرون بالأمور الا بمنظور جنسي وأصحاب تهم الدياثة الجاهزة ضد كل من لا يتفق مع سواد عقولهم ونظرتهم التي يغشاها الجنس والخداع ويسوقونها تحت شعارات ومسميات دينية يسترون بها ضعفهم وسوء شهواتهم .

8- عدم السماح بتدخل الأهل في الحياة الزوجية تحت أي مسمى الا في حدود ما سبق وأشرنا اليه من تحديد مسبق لواحد او اثنين من الأهل أو الأصدقاء من الممكن اللجوء اليه او اليهما في حال استعر الخلاف بين الزوجين فلا حديث عما يخص الزوجين وبيت الزوجية مع أحد حتى ولو كان أمآ أو أبآ لهذا أو تلك ولا حتى السماح لهما بالتدخل والأفضل أن يكون منزل الزوجية بعيدآ عن أهل هذه أو ذاك .

9- التعارف الجيد والجيد جدآ قبل الخطوبة وقبل الزواج واعطاء فرصة كافية للوقت والظروف اللذان يسمحان بكشف كل طرف واستكشافه للآخر والاتفاق على الصراحة والمصارحة وبالعيوب قبل الحسنات لأن العيوب ستظهر ان آجلآ أم عاجلآ فبدلآ من كيل الاتهامات بالخداع والكذب بعد ذلك وجب الوضوح والمكاشفة مما يعزز من الثقة بالنفس والاحترام لدى الطرف الآخر فاما القبول بذلك واما مفارقة باحترام .

10- عدم مقارنة شريك بأحد من الأهل أو الأصدقاء هنا أو هناك لأن النتيجة هي كراهية للشريك الآخر وكراهية للمقارن به ، ويمكن حث الشريك على هدف ما بطريقة تعزز ثقته بنفسه ولا تحمل اساءة له أو لأحد غيره ولا تجعله يشعر أنه في محل مقارنة وأن شريكه أصبح يحمل لواء الاعجاب لطرف آخر مما يهدد العلاقة بين الشريكين في مقتل .

11- الاهتمام بالذات وبالمظهر وبالكلام الجميل والأفعال المشجعة والهدايا والمفاجآت الجميلة حتى ولو كانت بسيطة لما لها من بالغ الأثر في تجديد الحب .

12- زيارة دائمة ومن حين لآخر لأماكن الذكريات الجميلة وخلق لحظات جميلة في أماكن وأوقات رومانسية كالجلوس والاحتضان الرومانسي على شاطئ البحر ساعة الغروب فلها بالغ الأثر في اذابة جليد مصاعب الحياة والخلافات والارتكان اليها بالذكرى ساعة تشتعل الخلافات يومآ ما فتهدئ من الروع وتصفي النفس والبال .

13- حال حدوث اختلاف في وجهات النظر أيآ كان الموضوع حتى لو كان يتعلق بأسلوب تربية الأبناء فلا يجب أبدآ فضح هذا الاختلاف أمام العلن حتى ولو أمام الأولاد والأطفال ، بل يمكن حله والتناقش فيه في الوقت المناسب بهدوء أعصاب وبعيدآ عن أي أحد .

14- تخصيص يوم أو يومين من كل أسبوع للتنزه والخروج الى الأماكن العامة الجميلة والسفر حتى ولو لأماكن قريبة خارج زحام مشاكل الحياة وضغوط تربية الأبناء في جو أسري بهيج وهذا يساعد بشكل بالغ الأثر في ابتخفيف من وطأة الضغوط والمشكلات ويساعد الزوجة على الاهتمام بمظهرها وأسلوبها.

15- تخصيص يوم عيد الزواج كيوم يقضيه الزوجين بمفردهما ولو بحجز في غرفة في فندق صغير حتى ولو في نفس المدينة مع ترك الأولاد مع من يثقون فيهم ، هذا اليوم يوم تجدد فيه العهود والنذور وتسوى فيه المشكلات اكرامآ لهذا اليوم بدون أن يشعر أحدهما أنه تنازل غصبآ وجورآ فتسطع فيه شمس حبهما من جديد .

16- توفير الدعم والأمان للشريك واحتضانه والوقوف الى جانبه في مشكلاته وأزماته حتى ولو كان هناك خلاف بينهما فهذا في حد ذاته كفيل باذابة الخلافات بينهما وحلها وتكون هذه المشكلة او تلك الازمة وسيلة وطريق للتلاقي .

17- التربية والتنشئة الأسرية والمدرسية السليمة للزواج كمفهوم ومؤسسة حياتية وكيفية اختيار الشريك المناسب ومواجهة المصاعب والاختلافات بشكل مشترك وتعاوني وبناء أسرة سعيدة وذلك ضمن مناهج التربية الأخلاقية والسلوكية التي يتم زراعتها في النشئ منذ الصغر .