من الضحية التالية؟



جمال الدين بوزيان
2018 / 8 / 24

ماذا بعد الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الطفلة سلسبيل بمدينة وهران؟ سيجف حبر الجرائد و الأقلام التي كتبت عنها، و سوف يصمت صوت الغوغاء الساكنة بمواقع التواصل الاجتماعي للانشغال بمواضيع أخرى و الانتقال من قضية لأخرى و كأنها غوغاء هاربة من الملل و تقتل الوقت بالانترنيت، و المؤكد أنه من غير الصائب أن نعول عليها في تبني و مساندة القضايا المصيرية من دون توجيه من طرف نخبة ذكية تجيد استخدام فنون الاتصال و مواقع التواصل الاجتماعي.
قبل سلسبيل، كان هناك إبراهيم و هارون، و بينهما كان ضحايا آخرون من أطفال أبرياء من تشفع لهم براءتهم لدى أصحاب القرار بالجزائر لتشديد العقوبات على كل مجرم يغتصب الأطفال أو يقتلهم.
كم ضحية أخرى يجب أن تسقط لكي يحين وقت تدخل أصحاب القرار؟ الحل السريع لجرائم البيدوفيلي المصحوبة بقتل الضحية هو العقوبة القصوى (الإعدام)، عقوبة عادلة و ليست قاسية كما قد يرى بعض من ينادون بحقوق الإنسان، يطالبون بالرحمة بالمجرم و هي في الحقيقة رحمة ظالمة و في غير محلها، الأولى لهم المطالبة بحماية الطفولة من هذا الانتهاك المباح باستمرار.
لا أعرف و لم نسمع يوما بمجرم بيدوفيلي شفي أو تاب و سار بعدها في الطريق السوي، لا يوجد مجرم مهووس بالأطفال يستطيع العلاج و التعافي من هوسه و ميوله المرضي، بمجرد توفر فرصة الاختلاء بطفل آخر سوف يكرر نفس الجريمة السابقة.
قد يقول علم النفس بتعافي أصحاب الميول المرضية للأطفال لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما، و ما يواجهه مجتمعنا اليوم يستدعي تطبيق العقوبات الردعية الشديدة قبل تجريب نظريات علم النفس و علم الاجتماع، و قبل محاولة الظهور أمام الرأي العالمي بعباءة حقوق الإنسان الأولى المحافظة على سلامة أطفالنا وسط مجتمع غارق في الجريمة بكل أنواعها.