زواج القاصرات جريمة بحق الطفولة .



نبيل محمد سمارة
2018 / 9 / 6

إن قضية تزويج القاصرات ، تعتبر من القضايا الشائكة بل جريمة يجب وضع حدا لها ، حيث أن هذه القضية ما زالت تمارس في وطننا العربي بحجة الاعراف والتقاليد بل الأمر يتعلق بتيارين الأول يرفض أن تزوج القاصرات ، فيما الثاني يدافع على ذلك ، ما يجعل المجتمع العربي منقسم بين قسمين مؤيد ومعارض، حيث تطالب العديد من الجمعيات والمنظمات بمنع زواج القاصرات، مرجحة ذلك أن الفتيات القاصرات التي يتم تزويجهن معرضات لمجموعة من الأخطار، فيبدو ان وضع قوانين صارمة وسد جميع الثغرات القانونية التي لا تزال تسمح بزواج القاصرات، لم تفلح مع المحافظين على تلك العادة السيئة بسبب تسلطهم على جميع مفاصل القوانين .
القاصرات اللواتي لم يبلغن سن الثامنة عشر يعتبرن طفلات صغيرات من متعة الألعاب وبراءة الطفولة حرمن وسلبن، ليتحولن بين ليلة وضحاها الى سيدات في منازل غير قادرات على تدبر امور البيت من الطبخ والعمل وهن قبل مدة قصيرة كانن يلعبن في اللعاب الدمى ، واخيرا تكون النتيجة الهرب الى جهة مجهولة

فزواج القاصرات ظاهرة اجتماعية قديمة يمكن وصفها بالكارثة لما لها من نتائج سلبية على الفتيات، وغالبا ما ينتهي هذا الزواج بالفشل مع وجود طفل أو أكثر مع فتاة لا تعرف كيفية تربيتهم ، وينتشر هذا الزواج في المناطق الريفية بشكل خاص ولكن نسبة هذا الزواج تتفاوت من دولة الى اخرى فمصر واليمن تتصدران اعلى المراتب في زواج القاصرات بسبب الفقر والبطالة اللذان يدفعان الأهالي الى تزويج بناتهم بمقابل مادي سخي وقد يكون تفشي الجهل من أهم أسباب موافقة الأهل على هذا الزواج على اعتبار أنه ستر للفتاة مهما بلغ عمرها.
ولكن ما اثار حزني وقلقي حين شاهدت قبل ايام صورا لقاصرات سوريات ارغمهن الحروب والاقتتال والفقر والجوع الى الزواج من بعض الخليجيين وهم باعمار الشيخوخة , فتصوروا معي اي سعادة ستعيشهن تلك القاصرات مع هؤلاء الذئاب الذين انتهزوا الحروب وانتهزوا فقرهن من اجل التمتع بهن واتخاذهن للتسلية , ولا ادري الى اي درجة من الخسة وصلت بعوائلهن ليبيعوهن لهؤلاء الوحوش , تمنيت من بعض الخليجيين ان يساعدوا عوائلهم بالمال بدل من شرائهن كمثل من يشتري لعبة او هاتف جوال , تمنيت ان يكون لهم ضمير حي او ليعتبروهن حفيداتهم .
هذه القضية يجب ان تأخذ بالحسبان ويجب على جميع الدول سن قانون يجرم زواج القاصرات وتعتبر جريمة مشابهة بجريمة السرقة ,