هل من منصف للمرأة



رائد سفيق توفيق
2018 / 9 / 16

هل من منصف لها؟
رائد شفيق توفيق
ليس ثمة شك ان ما كتب عن المرأة بحثا وتحليلا جاء على الكثير من جوانب معاناتها ، ومسيرتها الانسانية ودورها الريادي في بناء المجتمع في تفصيل وافِ ، لكن المكتوب عنها في غالبه ادب صرف لم يدخل حيز التنفيذ الفعلي لتغيير واقعها الذي نصت عليه الشرائع والاديان وبينها الدين الاسلامي الذي وضع المرأة في اعظم مكانة واسماها حين جعل الجنة تحات اقدام الامهات .
ان غالبية ما تناولته الاقلام ليست الا موادا لم تستكمل بعد اسباب القوة لها ، بالرغم من ان المرأة هي واقع فعلي لصور الحياة بالوانها وارهاصاتها وهناءاتها ، وغالبا ما كانت مشعلا لانتفاضات الدم ، تلهب احداث الوطن وتثور بها ، ومع ذلك لم يزد حظها عن ان يكتب عنها بضع كتابات يطوي عليها الزمن صفحاته ولاترفع الا لحاجة الاستشهاد بها للاستهلاك الاعلامي والدعائي لا لكي تكون نبراسا ومشعلا ينير للناس طريقهم ، بل للترويج عن ما يهدف اليه المستفيدون من تضحياتها واستخدام ذلك وتوظيفه بما يحقق له اهدافه امعانا في انتهاك حقوقها .
لقد آن الاوان ان تحظى المرأة بما تستحقه من مكانة رفيعة خاصة ونحن اليوم امام مفترق طرق ونحن نعيش مرحلة تاريخية من تاريخ بلدنا ، سيحاسبنا التاريخ عليها ما لم تأخذ المرأة مكانتها ودورها الحقيقي ممثلا بكونها نصف العالم والمجتمع والخلق بل اكثر من ذلك انها الام التي فضلها الله على الأب حين قال الننبي محمد ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) ، لذا توجب علينا اليوم ان نعمل على ان تنال المرأة المكانة التي تستحق ونسكت الافواه التي تحاول امتهان المراة بذريعة الدين والمذهب ، وان يكون لها الحظ الأوفر في إدارة مجالات واسعة في الدولة العراقية الحديثة .
وننوه الى ان اكثر الناخبين عددا وتاثيرا في سير الانتخبات ونتائجها النهائية هم النساء وهكذا فانه لا يجب ان يقتصر دورها على شذرات قليلة هنا وهناك لا تتوازى مع اقل ما تقدمه هذه المخلوقة الرائعة ، اذا ما قيست بما كان ينتظر من السياسيين تجاهها ، الامر الذي يفترض ان ينعكس على مدى اهتمامهم بالمرأة من خلال اطلاعهم على احوال الامم وثقافات الشعوب وعلى الافكار الجديدة والمعرفة الواسعة انطلاقا من روح الدين لا من معمميه الذين لا علاقة لهم بالدين الا بما يعود عليهم هذا الدين من منافع لاشباع غرائزهم ، ونلاحظ في عراقنا الجديد انصراف اكثر الساسة ان لم نقل جميعهم الى معالجة ومعايشة صراعاتهم منشغلين عن الروابط التي تشدهم الى عجلة التطور الذهبية التي لا تفتأ تقطع مسافات الزمن بحثا عن الخير والرفعة ، وهم منشغلون بخصوماتهم في خضم السجالات الافلاطونية التي لا نهاية لها متناسين قضية المرأة التي يجب عليهم ادراجها ضمن اولويات بناء الوطن اذ لا وطن ولا شعب من دون المرأة .
ونحن اذ نخط هذه الكلمات انما نذكرهم بانهم ما كانوا ليكونوا لولا المرأة التي لا غنى لنا جميعا عنها فهي الأم التي ربت والأخت التي ساعدت والإبنة التي عانت والزوجة التي ضحت ونصف المجتمع إن لم تكن أكثر من ذلك .
فهل من منصف ينصفها؟!