ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة14



مارينا سوريال
2018 / 11 / 13

شارع الحلوانى
علقت الزينة فى ارجاء الشارع احتفالا بالدكان الجديد والمولود ..كم شهرا يبقى قبل ان ياتى؟ هل سيكون ذكرا اريده ذكر..تضحك ام اسماعيل وتمسك بالحلاوة بين يديها بقوه تنتظر حتى تخرج تفرك المال بين يديها تعد اوراقه الكثيره تتمتم مجنون من يعطى كل هذا ؟ثم تضعه فى جيب صدرها الداخلى ..كل هذا تحصل عليه مريم بنت بائعة الجبن والجرجير..تزفر ..
يحضر الطعام على المائدة تراقبه يضع من كل صنف يراقبها تعلمت ان العناد لن ينفعها الان ..رأت من قبل كيف يغضب ربما حدث كل هذا ليلة غضبه تلك! تجلس يضع امامها الطعام يراقب بطنها جيدا..يتحسسها.. يتمتم لها انتظره انتظره اهتمى بنفسك جيدا فى غيابى الدكان الجديد على وجه انه خير خير كبير قادم لاجلنا اتفهمين ..
اختار شابين من الحى ليساعداه فى دكانه الجديد..يبقى سر صنعته لديه كما اوصاه ابيه يردد امامهم ابى اوصانى باهلى ..ابى حلم بالدكان ..اعطانى سره ..علمهم ان يكونوا له اعين وذراع ..
اصبح الباب مفتوحا تأتيها ام اسماعيل ولبيبة بالطعام كل يوم تردد لبيبة عليها انها المخظوظة بين اخواتها لاتهتم لحماتها تراقب تدور فى الشقة تضع اكياس الطعام فى الثلاجة الحديثة بينما تستدير لبيبة صوب التلفاز انظرى يا حماتى انه تلفاز ملون احضر زوج اختى لها ..اختى اصبحت زوجة تاجر ..
تريد ان تنهض للبيبة مثلما كانت تفعل فى الماضى تزفر فيها كلماتها من بين شفتيها تسبها دون ان تسمع الاخرى الحروف واضحة لكنها تعلم انه سباب تبالها اياه قبل ان تنصرف..منذ صغرهن كرهت لبيبة وتمنت بقاء الاخت الكبرى لكنها رحلت ولم تعد ترسل الى كلمة لواحدة فيهم قالت لبيبة نست الجميع ينسون انت بلهاء هل تتركنى انا وترسل اليك تحلمين باللحاق بها لاتحلمى لن تغادرى من تستحق الرحيل هنا هى انا ..راقبت عروقها وهى تنتفخ حينها غيظا مثلما تفعل الان وهى تضع حبات العنب فى فمها ..تردد زوجك حنين انظرى يا حماتى ابنك لم يحضر لى شيئا وانا ألد له بدلا من الولد اثنين ..تلكز اختها لما لاتخبريه ان زوجى اختك اقرب له من الغرباء من يعملون لديه فى دكانه الجديد ..ليبقى زوجى فى القديم ليكون الى جوارى وعين له على الدكان وحاسدين الدكان..ترد ام اسماعيل من بعيد اطمئى يا مريم زوجة الحلوانى انكسرت بعد ان رحل ابنها اللص واختبأ الثانى والثالث مسطول لايعرف احدا مكانه ..تصرخ لبيبة ما بك ياعجوز هل تكرهين ابنك لهذا الحد تجيبها لم يعد ابنى بعد ان تزوجك ..تراقبهم مريم من بعيد..كم امامها من وقت حتى تلد ..انه ياكل من احشائها كل ليلة كيف تقول هذا لهم ولكن لايحق له ان يتناول جسدها كل ليلة تشعر به داخلها ..بقاسمها دون ان تطلب منه لم تسأله حتى الحضور فكيف ياتى ؟ هل انجبتهن امهن بنفس الطريق ..بغضب ابيهم ..هل عينى المراره التى تعرف بها عين امها بسببهن..هل اكلن من لحمها حتى ماتت بعيدا عنهن؟!..لااحد سيجبها الان كانت فى الماضى تتعلم لتقرأ لتعرف الاجابة عن كل هذا ..منذ اتت بيت صادق اختفت كتب مدرستها ..ارادتهم لكن لايمكنها طلب قدومهم..انه يكرههم تعرف..يكره الكلمات يعطيها لفتى من اهل الحى يأتمنه ليكتبها له ..تتعجب كيف يعلم ان هذا الفتى لن يسرقه ؟انه لايثق بأحد ولا بها .. يفتح النافذة فى حضوره منذ ان تزوجت لم ترى الطريق سوى فى العزاء بعد ان اصطحبها هو وخباها فى الداخل ..يحضر ما يريده من طعام دون حاجة الى السؤال ..لم تراه يترك مالا ..تسمع صوت القفل يدور ..لما يثق بلبيبة تحمل نسخة مفتاحه ؟ تتولى اعداد الطعام تحضر ام اسماعيل لتنظيف المكان كل ليلتين ..كل شىء يسير كما يريد هو ..تضرب الاوجاع بطنها انه هو يتحرك اكبر من زى قبل ..مخلوق اخر يكبر داخلها ..انها تخاف بشده تحلم انها اخرجته من جسدها فى الليل وتركته فى داخل الحمام واوصدت الباب جيدا جسدها ملطخ بالدماء ..تنهض متعرقة يتحسسها جبهتها ويسقيها المياه بين شفتيها يهمس هل نرى الطبيب غدا ؟ اخبرينى هل هناك ألم ؟ألم انه هناك فى كل مكان لكن لاتخبره لالاشىء ..تاتيها لبيبة عاقدة حاجبيها فى الصباح التالى تجلس معها تعد لها البيت والطعام تردد ام اسماعيل مريضة يمكن ملاك الرحمة يريحها انها لاترحم نفسها كل دهانات العطار لم تعد تجدى مع اوجاع قدميها طيلة الليل تنازع وزوجة اخيه لافائدة منها تخيلى لبيبة من تخدم ام اسماعيل ..تزفر لاتنتظر اجابة من مريم التى تتحس بطنها ..ترى كيف سيكون شكل الصبى يشبها ام يشبه ابيه؟ تكتم الذنب هل يعلم انها لاتريده بداخلها هل يعاندها لذا كلما حاولت التخلص منه تمسك بجدران رحمها اكثر حتى ضرباتها لاتؤلمه انها تؤلمها هى ..