النقاب و الهوية الانسانية



حسام جاسم
2018 / 11 / 14

تم حظر النقاب في الدول العربية بشكل رسمي خلال هذة الايام كقانون فعلي او كمحاولات لسن قانون يحمي كرامة الانسان في مصر و الجزائر و المغرب و تونس
منذ فجر التأريخ و وجوه المنظومة الأنثوية ترعب السلطة الأبوية
أين نحن من تلك الدول في حظر هذا النقاب الذي يخفي كرامة الإنسان و أخلاقه و تعابير الوجه الإنسانية
كيف يكون تغطية الوجه لجنس ما دون غيرة حرية شخصيه ؟؟؟
و أن كانت حرية شخصيه فلما لا يتنقب الرجال ؟؟؟
لماذا ينقب جنس دون آخر ؟!!!
لماذا لا يختار الرجل الحر المستقل النقاب كحرية تعبير شخصيه كما يقال عن المرأة أنها اختارت النقاب كحرية شخصيه منها ؟!!!
إذن مفهوم الحرية الشخصيه مفروض على جنس دون آخر
إذن سقطت المساواة إذن لا حرية شخصيه في إخفاء الوجوه .
كيف نواجه الحياة بلا وجه !!!
كيف يزرعون الخوف على المرأة كي تعتبر وجهها عورة !!!
اعتبار وجه خلقة الله لنا عورة هذا الاعتقاد في حد ذاته جريمة لا تغتفر
فكيف إذن بارتداءه في الأماكن العامه و المؤسسات التعليمية و المطار و الشارع
كيف نعرف من يكلمنا خلف هذا الغطاء
كيف نعرف تعابير وجهه الصادقه أن كان حزين أم سعيد أم غاضب
كيف أفهم الدرس من معلمة تغطي وجهها !!!!!
كيف أحجب الشمس و الهواء النقي عن الوجه
كيف أحدد مد البصر و أضر العيون بالحواجز !!!!
و غيرها من الأمور الطبية التي تضر الإنسان و تجعله يسير في الطرقات و هو ملغي كأنه لا هنا و لا كأنه جاء أم رحل ؟!!!
و المشكلة الكبرى هي انعدام الأمن فكيف اعرف من الذي سرق ام سرقت من الذي قتل من ؟!!!!!
جرائم كبرى ترتكب خلف الوجوه المغطاة خطف و قتل ......الخ
و هل يجب أن نسمح و نستجيب لشخص يحاول إلغاء إنسانيتة و نعتبرها حرية شخصيه !!!!!
و لا يمكن أن ننسى الترابط الوثيق بين الأحزاب السياسية الدينية و تغطية الوجوه
النقاب رمز سياسي ابوي ضد الأخلاق و الامن
الإنسان الحقيقي يواجه العالم بوجه نضيف لا يغطى بنقاب أو يتخفى خلف مساحيق التجميل التافهه
الإنسان الواعي لا يخاف من وجهه و لكن الحكومه تزرع الخوف في عقول الأطفال خصوصا الإناث لأجل تغطية وجوههن و شعرهن و تضع حولها هاله مقدسه
لا تكسر تبعا للدين و السلطه الأبوية الطبقيه فترى المحجبات يتمايلن بالكعب الأمريكي و يضعن المساحيق التركية للوجه و أحمر شفاه فرنسي !!!!!!
و المنقبه تضع ظلال العيون الكثيف أو تكشف الجينز الأمريكي خلف الاسدال الأسود !!!!!
مجارة العولمة من جهه و مجارة السلطة الأبوية من جهة أخرى
ترى المرأة تتخبط بين الأسلمة و الامركه
تتعرى من تحت و تغطي شعرها من فوق
الإنسان الحقيقي لا يعري و لا يغطي
الإنسان الحقيقي لا يخفي شعرة او وجهه أو يضع طبقات من المكياج
بل يتصرف بطبيعة و يرتدي ملابس عملية أكثر ليست للموضة أو للتبارز بين الواجهات الخارجية للمجتمع
لا يضع طلاء الأظافر و هل هناك حاجه لطلاء إظافر ليد تعمل لتكسب شرف الحياة الكريمة ؟!!!
و ما فائدة شراء أحمر شفاه لشفاه مشققه لا تحتوي ماء صالح للشرب أو مالح يسمم البدن !!!!!
و ما فائدة الكعب العالي في شارع طيني و مكسور الأرصفة ؟!!!!
لماذا لا نتصرف بطبيعية و بشكل عملي أكثر بدلا من المبارزة في الأشياء الكمالية التي تهيمن على عقولنا و تجعلنا سلعه في الأسواق العالمية الحرة
تجعل الإنسان تافه العقل و تافه العمق
لا يحوي عمق في ذاته و إحساسه .