رسالة الى عزيزتي حصة



فارحة مجيد عيدان
2018 / 11 / 16

رسالة الى عزيزتي حصة!

شاركت الشاعرة حصة، وهي امراة سعودية في المهرجان الشعري الذي أقام في السعودية وقيمة الجائزة مليون ريال.كانت حصة المرأة الوحيدة المشاركة من ثمانية مشتركين، بعد ان حصلت على موافقة زوجها واهلها، والمعارضين في البداية.
كانت حصة تسير في آخر الطابور كمشاركة في المهرجان، وهي مغلفة بالسواد، من قدمها وحتى آخر شعرة في رأسها، ما عدا عيناها مكشوفتان. لم تستطع حصة إلقاء الشعر في السعودية بسبب عدم سماح المرأة بأن تجلس الى جانب الرجل في مكان واحد!
لكن الفرصة اتيحت لها ان تلقي الشعر في ابو ظبي، للذين لم يستطيعوا الحضور في السعودية. خرجت حصة امام لجنة التحكيم، والمتكونة من ثلاثة رجال، وبنصيحة من زوجها المتفهم حسب قولها، وهي مغطية تماما حتى عينيها! جلست حصة على كرسي وفير وكأنها ملكة محنطة لقراءة النص الشعري الذي اعدته لكنها لم تستطع القول سوى البيت الاول، لعدم استطاعتها الرؤيا وقراة بقية القصيدة. خرجت حصة متخاذلة من الاستوديو متوهمة ان باب الخروج من الجهة اليمنى لعدم رؤيتها الباب، الى ان صرخ احدهم بها من لجنة التحكيم: باب الخروج من الجهة اليسرى!
المهم، استطاعت مؤخرا ان تلقي شعرها بعد ان كشفت عينيها الى النصف، وامام الاف من المستمعين ومن الرجال فقط. فاتهمها احدهم في لجنة التحكيم بأن قصيدتها كانت ضد الرجل! إجابته حصة مصححة: بالعكس فانا مع الرجل لانه اكثر حكمة وإنصافاً!!
خرجت حصة من المهرجان وقادت ابنتها ذو ال12 عاما الى المول الجديد لشراء نقاب لها، لانها لا تريد مشاكل بكشف وجه ابنتها!

رسالتي مختصرة جدا:
ماذا أردت ان تثبتين ياحصة باشتراكك هذا؟ هل انت مساوية للرجل السعودي! وهل اثبتي ذلك! ام اثبتي ان الرجال هم أسيادك وما انت سوى انسانة حكم عليك قبل ولادتك بأن تكوني اسيرة وسجينة بهذا الرداء المقيت، والذي جعلك حتى عمياء وانت لديك نظر.
عزيزتي! هل تعرفين بأن الانسان بلا وجه ليس له هوية. وعدم إظهار ملامح الوجه وتعابيره هو بمثابة الأموات. وهل تعرفين ما هي حقوقك وما هي حريتك، قبل ان تخطي هذه الخطوة الشجاعة؟

قراءي الاعزاء! هل أعجبكم حال هذه المرأة البدوية وتحبون ان تصبح النساء نسخة مكررة من حصة؟ تلك المرأة المجفنة بالرداء الحريري للموتى.