ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة25



مارينا سوريال
2018 / 11 / 18

ام السيد
لاتزال على حالتها كل صباح تفتح القلادة على صورة ولدها الاكبر..لم يسألها يوما لما لاتوجد قلادة تحمل صورته مثله لديها ولن يفعل ابدا..اخبرته منذ صغره عن الكنز المخبأ فى ذلك البيت العتيق كنز ثمين اصغر قطعة فيه ثمنها يكفيه ان يعيش الحياة التى حلم بها طيلة حياته وحياه بنوه ايضا ..اخبرته انه كالامير الوريث الذى يبحث عن مملكته المفقودة..
شعر بالزهو ان ولدها الاكبر رفضها رفض ان يصدقها اتهمها بالجنون وقرر البقاء هناك بعيدا عنها ..قال انها لن ترى الجنة لانها تتبع شيطان رأسها اما هو فلم يعاندها لم يخبرها بانها مجنونة ..صدقها فحسب اتى معها تاركا المدينة التى ولد بها وعاش الى اخرى قالوا ان اصله منها ..لايشعر بها يريد ان يشعر بها لايزال هناك من يفصله عنها ..يسحره الليل ويخيفه يراها تتجول تراقب كل ركنا لاتكون ذات المراه التى تتشاجر مع اختها لبيبة التى اتت لتعيش فى البيت الذى هربت منه بزمانها واضطرت امه ان تبى لها طابقا خاص لتعيش فيه كلتاهما تريد الكنز الذى قيل عنه لكن اختها تريد المال فى يدها اكثر تخشى ان يعيطها الحلوانى المال حينها تصبح امه امامه بمفردها ..بعد ان حصل على نصيب كل الاخوات عداها ..تقول ان مفسرها ارشدها لبطن الارض الامر يحتاج الى التضحية فحسب حينها تنفتح الارض عن كنزها وتسلمها اياها..يراقب الحى فجرا صوت اقدام العائدين من الصلاة على الارض المتسخة بمياه الصرف..قلب الارض المفتوح عن الماسورة التى لها زمنا بجاهدون فى اصلاحها!! الارضفه شبه المعدمة ..يسمع شجار الباعة وتضاربهم على قروش فارقة ..الكل مستعد للقتل لاجل بضعه قروش..يكره ذلك المكان يشعر بوخزه فى صدره، لما لم يسمع الى اخيه الذى امره بالبقاء والعمل معه؟! ..لما هو عنيد ما الذى يريد اثباته ؟انه ابنها المحبوب حقا انها مخطئة لانها احبت الولد الخطأ وتركته هو المستعد بالتضحية لاجلها ..ان يعذبها ويجبرها على الاعترافل بخطأها ليستعيد كرامته المجروحه منها..لم يكن الابن المميز لدى امه ..وهى ما اردها لو اراد ان يكون مميز لدى الاب لكان الامر اسهل لكن هى كل شىء امامه كانت صاحبة الامر هى من تحرك سواكن الامور لم يكن هو سوى جالب للمال فحسب ..انه لايعرف اى شىء عنهما ..هو يريدها بينما الاكبر يتعذب من قربها هو من يتعذب من قربها الان والاكبر يشعر بالراحة لانها اخيرا تركته بعيدا ورحلت عنه الى الابد ليتزوج بمن اختارها ووافقه ابوه عليها، حينها يمكنهم البدء بمشروع الشراكة فى تلك البلد البعيدة، ويصيروا من اهلها وليسوا غرباء عنها ..سيعرفون الراحة بعد قلق الرحيل المفاجىء وربما الاحتجاز ..
يراقب الحلوانى لاجلها ..لقد اقسم ان لايجعله يفوز بما تراه حقا لها من ابيها ..توقف الشجار بين الاختين عندما اتت الاصغر لزيارتهم لايعرف كيف فعلت هذا؟لم يخف من خالته لبيبة ولا صياحها المستمر وحتى يوم ان تشاجر مع ولدها لاول مره فى حياته لم يخف حينها حتى لو قتل كانت تراقبه فى الاعلى وهذا يكفيه انها من داخلها تعرف ايهم اشجع ابنها الهارب الى الامان ام من مات لاجلها حقا؟..
ذلك الصوت يناديه ليلا الى الفرار، الى العودة حيث كان.. ولد وعرف ..ليس له من كل الماضى شىء، انها ملعونة بماضى تعرفه هى فحسب لااحد يريده سواها ..ممسوسة تبحث لها عن كنز ألا يكفيها كل ما حصلت عليه هناك..تصرخ به انها لن تعمل بمال هذا الغريب الذى يبحث ابوه عن شراكته بل عن المال المستحق ..ربما لم يرحل ابوها من البعيد تاركا اهله وكل من عرفهم فى السابق ونسى امرهم فى اللاحق واقتطع نفسه لاجل لاشىء ..الدخان هو كل ما جناه ..لاتذكر من امها سوى القليل لتقصه بينما لديها دوما الحكاية انها عن ذلك الغريب الذى قدم بفأس لايعرف سواها وضرب بقدمه وسط ارض خراب لايعيش فيها سوى المياه العكره ومن حولها الطين ..الطين الذى صنع منه البيت غرفة بناها لاتعرف كيف عاش لياليه الاولى ولا كيف عبر المياه الى مكان لم يكن يعبر احدا من قبل وبعد الغرفة صارت له غرفة اخرى ..لم يذكر مره كيف احضر امها وتزوجها ؟هى مثله لم يعرف لها اخوه ولا اخوات ولا بيت ..مثله قدمت من العدم كلاهما انجبها فى منتصف الشتاء على ارض الطين تلك ..اللون الاسود هو كل ما تذكره عن الجدران والركض من خلف طير هارب الى الوحل مثلها لاصوت انسان حتى اصبحت بعمر السادسة وشاهدت بيت جديد يبنى من بعيد مفتوح الابواب بلا نوافذ تسمع صرخات تاتى من بعيد ..زجرت عن اللعب فى الطين وما عادت تقترب من الطير ..اصبح حقا لمن يناله اولا ويجعله منه طعاما صالحا لصغاره ..