ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة28



مارينا سوريال
2018 / 11 / 19

لم تخبرهم ان العجوز كانت تشبه الام ..كان عليهم معرفة هذا ..جذبتها لبيبة من ذراعها وألقت بها فى الخارج احكمت غلق باب البيت جيدا من خلفها ..الوجوه تراقبها وهى على الارض ابتعد عنها الصغار يركضون ..لم يكن يجوز لها ان تخبر لبيبة الحقيقة بهذا العمر ..ذلك الطير الاسود الذى راته الام منذ زمن واخبرته عنه الاخت الكبرى انه ذاته من ترك الصغيرة امامها فى فجر اليوم التالى فى ارض السوق ..رفعتها الى الاعلى راقبت سمرتها جيدا لكن اشفقت ..حملتها الى البيت ..راقبت اعين الكبرى تغار من عناق الغريبة من فستانها الذى تتقاسمه معها ..كانت تجوع تجوع كثيرا ولم يعد الطعام يكفيها والان لم تعد تنام سوى فى حضن الام ..كانت تعرف النار وعود الثقاب ارادت للسوداء ان ترحل بعيدا عنهن ..لاتعرف لبيبة سوى ان الام تركتها حتى احترقت فروة رأسها ..لم تعد كالفتيات حولتها النار والام الى رأس فتى لم تسامحهما ابدا..
الحلوانى
ترجوه عيناها ان يتراجع ان يترك ذلك البيت المتهالك والكنز لديه ما يكفيه الان ..البيت بل بيوت واصبح فى الواجهه تقف السيارات مصفوفه امام محل البحر تريد حلواياته وهى والولد ..منذ ان ابتعد بها عن ذلك الحى لم تفكر فى العودة اليه ولو لمره واحدة ..كرهت كل شق كل نفس يخرج من هوائه ..الان ترى هواء اخر مشبع ..بيت حقيقى لها وحدها ومنذ شهر حصلت على صبى منه ..اصبح شقيق اخر لولده الاكبر..تنتظر فى اى لحظة سماع خبر العجوز المجنون التى يتركها مع ولده وكلما حاولت انتزاعه منها ابتعد عنها اكثر..غير مسموح بقول كلمة الخادمة امامه هى نفسها لم تكن تعرف لها اسما منذ كانت صغيرة والجميع يلقبها بعملها حتى اخوتها!!..لم تصدق بعد ان ماتت زوجته وتزوج باختها ان ياتى اليها ..كان الحلوانى وما حدث له بين يوم وليله حديث حقد بين النوافذ المغلقة ..قيل انه ابن حظ حقا ليحصد كل هذا المال له بمفرده..لما يحتفظ بتلك المجنونة بعد ان شاب رأسها قبل الاوان واصابها الندهه ..تتجول وتحكى عن منام ياتى على اهل الحى بالشر ..اخبرته انها يمكن ان تحب ولده الصغير احضره وسيكون اخ ابنى الاكبر وسنده ..ينظر لها ويتحول لبعيد بعيدا عنها ..هل يحبها حقا؟ لم يستطع البيت الواسع ولا الهواء ولا الطعام الذى تحب والملابس والامان ان يستمر وماذا اذا كان يحبها ؟يحب المجنونة دفع الايدى عنها ..ايدى النسوه بعد ان حاولن ضربها فىالليل كى تصمت ..لم يحضر الصغير منها ..قال الفتى متعلق بامه ..لايعرف له اما اخرى ..لما لاينتزعه من ذلك المكان المظلم ليحضره هنا حيث النور لما لايترك ذلك المحل القديم ويبقى معهم دائما وسط النور ..النور الذى لم تعرفه سوى بعد ان هجرت المكان الذى ولدت فيه ورحلت ..لم يعلم اى من اهلها كيف تركت البيت ليلا وخرجت واتبعت الحلوانى ..حلمت به منذ زمن طويل رأته يكبر ويصطف الناس من حوله ..تسمعهم يحضرون زيجتها على ابن عم لها فى السطح الاعلى لبيتهم المكون من ثلاث طوابق متهالكة ..قيل انهم ثانى بيت فى ذلك الحى..قدم اليه جدها هاربا من وجه من ظلم واخذ منه ارضه الصغيرة حاملا معه زوجة وثلاث صبيه من نيران الثأر ..