ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة29



مارينا سوريال
2018 / 11 / 19

لااحد يعرف من اين احضر المال وبنى الطابق خلف الاخر؟! وجعل لكل صبى مسكنا له ..كيف تعلم هنا ان يدافع عن ما لاحق فيه بينما ترك ارضه ورحل كانت اصغر فتاة فى ذلك البيت الذى اصبح مخيفا بعد ان مات الجد ..السلالم متهالكة والبئر مظلم وصوت صراخ زوجات الاخوه يعلو طيلة اليوم ..الكل متربص خلف بابه ..لم ينجو سوى اخيها الاكبر الوحيد الذى احب التعليم رغم قله المال ،منذ ان رحل عنهم للعيش وحيدا ..تاتى الاخبار الشحيحة عنه، لااحد يخبرها اين ذهب؟ وكيف يعيش؟بعضهم يقول حصل على و ظيفة داخل الجامعة .. لاتحمل له سوى صورة قديمة استطاعت اخفائها عن اعينهم ..كانت فى الماضى تحلم بالوصول اليه تريد ان تصبح مثله ..لم يسمحوا لها او اى فتاه ان تذهب سوى لمدرسة الحى الابتدائية لم يفلح معهم طلب الجده ان يتركوا اصغر الفتيات يكفى اخراج الباقيات..تعاقب زواجهن راقبتهن ..راقبت فتيات مدرستها ..بعض الطوابق ترتفع فى البيوت او تخلى غرفة جديدة وقليلات من خرجن الى الحى المجاور..حسدتهن..الان تعرف انهن يحسدنها ..الحلوانى يوقفهن عنها جميعا ..هى من بين الجميع رأها وارادها وهى عرفت وارادته ..من بينهن تزوجت بمفردها لم يظن احدا انها قد تفعلها لم تخرج فى الليل سوى الخادمة كلتاهما حصلت عليه لكن هى كانت فى البيت الواسع المطل على الوجهه تراقب البحر ..تحمل صبى صغير ابنا ثانى ابنا للنور وليس ابن للخادمة المجنون ..تعرف ان اولادها هموارثوا الحلوانى وليس ابن الخادمة ..كلما طلبته لديها رفض اكثر هل يعرف ما بداخلها ؟اصبح يتاخر قبل المجىء ..تعرف اخباره عبر العين التى انقذتها واخرجتها من ذلك المكان تلك الليلة مرساله اليها لو تاخر لحظات لما كانت هنا الان ..كلما تاخر عاد لها خوف تلك الليلة وهى تتسلل قبل ان يستيقظ النائمون وترتعش قدامها وهى تعرف ان الاكثر خطرا هم المستيقظين الان فى عملهم الليلى الذى جلب لجدهم المال وتوارثوا ،وتوارثوا معه الخوف ..الخوف من اصحاب نفس المهنة ..الخوف من الحبس سنوات طويلة قبل رؤية النور من جديد ..الخوف من الفقر..كانت تعلم سر البئر ومال الجد لهذا تركوها حره خوفا من ان تكون اخبرت الحلوانى سمعتهم يرددون عنه المسعور ..كان يشترى البيت خلف البيت ويحطمه ..يلقى بحفنه من المال للجائعين الى النور ينتقلون بها الى ظلمة اخرى اسفل احدى البنايات فى الحى المجاور يقولون ان الحى المجاور هو المستقبل اما الماضى فهم ..كره من ولدوا فيه المكان ..كانت الام من تبكى كيف سنعيش اذا مات احدكم او سجن ؟ زوجات اعمامكم سيطرودوننا من البيت ..لم ينصت لها احدا منهم ..رددوا كثيرا المال غدا نحصل على المال اللازم لنخرج من هنا الى النور سنحصل على بناية لنا وتجارة لن نعرف الخوف من الشرطة او الفقر ..غدا نصبح فى امان ولكن الغد لاياتى ولا الامان ..قبل ليلة خروجها شعرت انها خائنة حتى لو امسك بها احد اخويها وقتلها ربما يريحها هذا من الخوف منهم من الخوف عليهم ...كان مرسال الحلوانى ينتظرها يرشد قدمها اين تسير فى العتمة مستغلة انقطاع الضوء عن الحى الذى استغله اخويها للعمل فى الظلام كانت خطواتهم تعمل سريعة فى اخراج البضاعة اللازمة وتسليمها فى حين كانت تسير بخفه حتى لايراها احدا متبعه مرشدها حتى خرجت الى النور ..لسعتها بروده البحر فى تلك الساعة اختفت داخل سيارته لم تتنفس سوى بعد سارت السيارة بعيده بعيدا..فتحت عيناها من جديد على ضوء الشمس سكون البحر فى الصباح ..تذكرت معدتها الجوع ابتعلت ريقها الجاف..جلست بجواره على احد الصخور سمعت الموج يضرب اطرافها فى هدوء تعودت عيناها على الشمس ..التهمت الطعام فى صمت ..يراقب جوعها ..يحضر لها المزيد همس لها منذ متى لم تتناولى الطعام ؟ ربت على كتفها ..جفلت ..تعودت ان لاتسمح لاحد ان يقترب منها وان فعلت ستموت..ابتسمت راقب الامواج القادمة بينما تتلذذ بباقى الطعام تمضغه فى سرعة ثم لهفة ثم بطء الامتلاء تتجرع المياه جيدا..استرخت اطرافها ارادت ان تتمدد ان تراقب السماء من الاعلى ..لم يكن هناك وقت ..ردد كل شىء جاهز المأذون سيأتى وقت الغروب وبعد قليل عليك الذهاب اليوم يكون عرسنا ..