أجمل (لا ) وأهمها تلك التي قالتها المرأة الأمريكية السوداء ( روزا باركس ) ...!!!!



زهور العتابي
2018 / 12 / 8

كثيره هي اللاءات التي من المفترض أن نقولها ...لكن اجملها تلك التي تتعلق بيوميات حياتنا...بوجودنا بحريتنا الشخصية....ترى هل نستطيع أن نفعلها ونقول (لا ) بوجه الظلم لانتزاع الحقوق المسلوبة كما فعلتها وقالتها (روزا باركس) تلك المراة الأمريكية الزنجية التي من تلك ال ( لا ) استطاعت أن تجعل منها الشرارة الأولى لانتزاع الحقوق المدنية للسود .....
دعوني انقل لكم وبالمختصر ما قرأته عن هذه المرأة ....
كانت (روزا باركس) تعيش في الزمن الذي كان يُكتب فيه أنذاك على واجهات بعض المطاعم والاماكن العامة ولمرافق السياحية (يُمنع دخول السود) وحتى في الحافلات العامة كان حين يأتي رجل أبيض ولا يجد مقعداً فارغاً فيتجه إلى من يجلس من السود فيامره ان يقوم من مكانه ليجلس بدلاً عنه.. في أحد الايام ومن عام 1955 تحديدا وبعد ساعات من العمل الطويل المضني في محل الخياطة التي تعمل فيه خرجت (روزا باركس) الى موقف الحافلات لتستقله وتعود إلى منزلها....صعدت الحافلة جلست على أقرب كرسي ...ثواني .صعد أحد الركاب البيض... تلفت حوله فلم يجد أي كرسي فارغ كي يجلس عليه وكالعادة اتجه صوب تلك المرأة السوداء (روزا باركس) وطالبها بالنهوض من مكانها لِيجلس بدلا ًعنها ...استاءت من فعلته واصرت ان لاتمنحه مقعدها.....فقالت (لا.. لا ) صرخ جميع الركاب البيض في وجهها وشتموها وهددوها و..و ولكنها لم تترك مقعدها ابدا مما جعل السائق يوقف الحافلة فدنا نحوها وطالبها بالنهوض فورا من مكانها لكنها قالتها باصرار وثبات (لا ) فاتجه السائق إلى أقرب مركز للشرطة.. وانزلوها عنوة وتم التحقيق معها.. وغرمت على أثرها بمبلغ (15) دولارا ًنظير تعديها على حقوق البيض وخرقها للقوانين !! ...
من هذه الـ (لا) العظيمه اشتعلت لاءاااات السود في كل الولايااات وتضامنا مع (روزا باركس) بدأت الحملة الكبيرة لِمقاطعة كل وسائل المواصلات... واستمرت حالة الغليان والرفض واتسعت رقعة الاحتجاجات يوما بعد يوم واستمرت التظاهرات العارمة أكثر من سنة ولم تتوقف إلى أن حكمت إحدى المحاكم ل(روزا باركس) فكان لها ما ارادت ...وتم بعدها إلغاء الكثير من الأعراف والقوانين العنصرية التي كانت موجودة آنذاك.....ومن خلال هذه الـ (لا) استطاعت هذه المرأة أن تحافظ وتنتزع (مقعد) لها في حافلة صغيرة لتستمر حركة الحقوق المدنية بعدها تباعا ....
وبعد نصف قرن يأتي( باراااك أوباااما ) ابن بشرتها السوداء لِينتزع أكبر (مقعد) في الولايات المتحدة الامريكية ليكون رئيسا لجمهورية أكبر دولة في العالم ....
توفيت (روزا باركس) عن عمر يناهز 92 عاماً... وكرّمت بأن دفن جثمانها بأحد مباني الكونغرس في إجراء لم يحظ به سوى ثلاثون شخصاً منذ عام(1852)م...أما في حياتها فقد مُنحت أعلى الأوسمة.. ولكن الأهم انها منحت نفسها الوسام الذي لا يستطيع أي أحد أن يمنحه لها إلا هي نفسها..أضرارها وعزيمتها..ذاك هو (وسام الحرية )عندما قالت (لاءها) الحرة العظيمة...والتي كانت صرخة بوجه العنصرية وانتزاع الحقوق المدنية و الإنسانية لأبناء جنسها ...فذاك ما خلدها وجعل منها رمزا وعلامة مهمة في حياة أبناء جنسها السود المضطهدين .....
ترى هل هناك ومن بيننا من يفعلها ويقول( لا) بوجه الاستبداد والظلم والفساد الذي نعيشه كي ننعم بحياة حرة كريمة في ظل ديمقراطية حقيقية ليس كالديمقراطية الوهمية المزيفة التي نعيشها الييييييوم ........4