مشائخ تونس ...لماذا لم تحرمّوا ؟



سفيان بوزيد
2018 / 12 / 18


أثارت دعوة رئيس الجمهورية جدلا واسعا في تونس وتعالت أصوات شيوخ الزيتونة رفضا لهذا المشروع،واعتبروا أن طرح رئيس الجمهورية “يعد طعنا صريحا في ثوابت الدين”، واصفين هذه الدعوات ب”الخطيرة” والمخالفة للدين الحنيف، بل هناك من ذهب إلى التلويح باصدار فتوى تُحرّم انتخاب كلّ نائب صوّت مع المساواة في الإرث.
أثارت دعوة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة على قاعدة التناصف غضبا من قبل تنظيمات الاسلام السياسي التي ان لم تمارس الارهاب المادي فتمارس الارهاب الفكري مستغلة بذلك الوعي المتخلف لفئات واسعة من الشعب التونسي و بقليل من الخطب و الايات القرانية بامكان هاته التنظيمات ادخال بلبلة واسعة في صفوفنا ،
و في هذا الصدد ، أعلن أستاذ الفقه والمقاصد بجامعة الزيتونة إلياس دردور أنّ مشايخ الزيتونة يدرسون إمكانية إصدار فتوى تحرّم شرعا انتخاب أيّ نائب يُصادق على مشروع قانون المساواة في الإرث خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
وأضاف دردور في مداخلة له أمس خلال يوم "علمي" انتظم بولاية سوسة بحضور عدد من شيوخ جامعة الزيتونة ووزير الشؤون الدينية السابق نور الدين الخادمي “كل إنسان يمسلنا قانون الميراث يُحرّم شرعا انتخابه في مجلس بلدي أو مجلس نواب أو في أيّة مسؤولية مستقبلا سواء في قائمة انفرادية او حزبية ومهما كان اسمه.. “طيور الجنة” او جناح الملائكة.. يُحرّم انتخاب”.
و حتّى لا يتمكنّ هؤلاء المشائخ ، منظرّي سياسة السلطة ، حاملي لواء التخلفّ و الرجعيةّ فيهمنّي فضحهم استعانة بأداة المطرقة الفكريّة و جانب من تاريخهم الظلامّي :
أولاّ ما علاقة هؤلاء المشائخ ، بالدولة التونسية ، هل لهم مفاهيم تؤمن بالدولة و مؤسساتها و هياكلها و ادارتها ام انهم يؤمنون بدولة الخلافة من الأمة الواحدة ، ذات سياسة ثيوقراطية ، لها من ذبح الرقاب و سبي النساء و الغلمان و بيت مال المسلمين ؟
ثانيا في علاقة بالميراث ، ففي مناطق عديدة من الجمهورية التونسية نعلم ان الكثير من العائلات لا تعطي حقّ ابناءها من جنس الاناث نصيبها "الشرعي" من الميراث ؟ و حتى ان نالت فان ذلك يكون اقل من حقّها المكفول دينا !
ثانيا ما علاقة هؤلاء المشائخ بهموم مواطنيهم ؟ الذين يعانون غلاء اسعار المواد الاساسية ، ان لم تكن مفقودة ؟ و بل وصل الامر الى انقطاع ادوية حيّاتية و لم نسمع لهؤلاء المشائخ "تحريما" و لا صوتا ؟
لماذا لم نشاهد هؤلاء الرعاع ينددون باطلاق سراح قتلة شهداء الثورة و ما قبلها ، و لم نقرا لهم بيانا يندد بتعذيب المناضلين ؟ و المدافعين على حقوقهم و حقوق شعبهم ؟
يا ترى لم لمْ يشاركونا تحركات الجماهير الغاضبة من اجل التنمية و التشغيل و انصاف جهاتهم بالشمال الغربي و الجنوب و ضواحي العاصمة بتخصيص ميزانيات من اجل الاستثمار فيها ؟
لماذا لم نسمع لهؤلاء تظاهرات مدنية من اجل جمع التبرعات لفائدة المدارس العمومية التي تعيش بناها تحتية انهيارا متعمدا من حكومة صندوق الدولي ؟
لماذا لم نسمع لهم اصواتا يدعون للتوزيع العادل للثروة بين مختلف ابناء الشعب التونسي ؟ و التناصف في التعليم و العمل و ضمان حقوق النساء ؟
يا ترى الا يكفي من هؤلاء المشايخ الذين دمروا البلاد و هجروا شباب تونس الى سوريا و استقطبوهم للارهاب ؟؟
عاشت المساواة ، عاشت المراة التونسية شوكة في حلقة طيور الظلام