قنوات عربية تهتم بمواهب عراقية



ستار الجودة
2018 / 12 / 31

ستار الجودة
موسى صعب ابن الربيع السادس, ,موهبة تعيش بين ثنايا الوجع في وسط مدينة غافية على كتف الآلام, اثبت حضوره كرسام مبدع رغم كل التحديات , ولأنه ابن حضارات الطين التي إنارة عتمة الفكر الإنساني, رفضت عائلته الاستسلام وأبىت الا ان تحقق حلم طفلها رغم الظروف الصعبة, فأرضعته الفن من ثدي الحضارات الرافدينية, فأخذ من سومر ذاكرة خصبة,و من أكد خطوط الرسم,واستلهم من بابل وحي الخيال ,وقدم منجز فني بطريقة أشورية. وبعد ان هضم الفنون واشتد عوده, أمتطى سحابة الفن وطار فوق الغيوم , ليكون نيزك لامع في سماء الإبداع
ذاع صيته على منصات التواصل الاجتماعي وعبر القنوات الإعلامية في الانترنيت,ألا أن هذا الصيت والإبداع لم يطرق من في آذانهم وقر في بلاده , الأمر الذي جعل عائلته البحث عن وسيلة تنتشل هذه الموهبة من غياهب النسيان والإهمال,تبسم القدر لهذا الطفل وعائلته وتمت استضافته في قناة اللبنانية قدم خلال برنامج يهتم بالمواهب عرضا مميزا بفن الرسم أدهش الحضور و أشاد به الجميع . اكسب المسرح رفاهية الأداء, حينما رسم الطبيعة بعفوية وتجرد, رسم ما يعرف وليس كما يرى ,فهو يعرف مفاهيم الأشياء في خزينة الذهني وان السمك لا يعيش ألا في الماء, لذا اظهر "موسى " السمك على سطوحه البصرية وهي تسبح بالنهر الأزرق والسماء المطرزة بأشعة الشمس الصفراء والحمراء , فرسوم الأطفال أكثر تجريد من رسومات المحترفين كما يقول رائد المدرسة التجريدية الحديثة," بول كيلي "
كان لنا لقاء صحفي مع ام الرسام موسى التي رافقته في رحلة الشهرة,
. حدثينا عن موسى وتفاصيل الرحلة وما جرى من احداث؟
. تقول , موسى من مواليد 2012, بدا الرسم في سن الرابعة
حاولت تنمية مواهبه وطرقت جميع الأبواب , وفي عام 2017 وفي الشهر الرابع أعلنت قناة" MBC1 عن المواهب قدمت وتركت الموضوع.
في احد المناسبات أخذت موسى الى وزارة الثقافة والتقط العديد من صور واحدة من تلك الصور مع الأستاذ فاخر من الوزارة ,الرجل نشر الصورة على منصات التواصل الاجتماعي وتحدث عن موسى كطفل ورسام ,بعد فترة رقم مجهول اتصل بالأستاذ فاخر يسأله عن الطفل الذي يقف معه بالصورة وهل يعرفه وعن موهبته بالرسم وطلبوا منه رقم هاتفنا ,
اتصل الرجل ليأخذ موافقتنا وقلت له نعم أعطهم الرقم , اتصلوا بنا واخبرونا بالموافقة على ترشيح موسى للبرنامج المواهب عبر قناة (ام – بي – سي – وان )شرط الاختبارات , واتصلوا عدة مرات مطالبين فتح "كامره الحاسبة" لمشاهدة موسى يرسم ,. الأمر تكرر عدة مرات حتى تعبنا من كثرة الاتصالات وأرادوا الحديث مع موسى ,وفي الشهر التاسع قالو تم قبول ترشيح موسى لبرنامج المواهب , وبدأت بإخراج جواز سفر لي ولموسى و القناة مستمرة بطالبات الاختبار .
تقسم ام موسى وكأنها تريد ان تشير الى مسالة لم تفصح عنها وقالت بلهجتها العفوية الدارجة (لولا ابني ما أشوف المطار مو السفر) ثم تستمر بالحديث وتقول . بعد السفر وظهور موسى على البرنامج , وخلال تجوالنا في شوارع بيروت بدا كل أللبنانين يهتمون بموسى يعطونه الأقلام ويطلبون من الرسم ,ويسألونا عن دور الحكومة العراقية.
وتقول أبكاني اهتمامهم بموسى

حدثينا عن الاهتمام بعد عودتكم و النجاح الذي حققه موسى ,و هل اتصلت جهات حكومية منظمات مجتمع مدني وسائل أعلام بكم؟

.تقول ام موسى ,فقط دعيانا إلى مهرجان الأشقاء الخامس ,وقناة الديوان اتصلوا بنا لعرضه ببرنامج صباحي, و منظمة المتحف المتجول الثقافي وقدم له خلال الحفل رئيس المنظمة الأستاذ هاشم طراد شهادة تقديرية وقلادة أبداع. انتهى اللقاء لكن معانات المواهب لم تنتهي بعد
من المخجل ان ينتهي المطاف ,باحتفالات وبرامج لا تغني فقير ولا تشبع جائع ,.لموهبة احدث انعطافة كبيرة في بنية الخطاب الإعلامي والعربي,يقابلها وللأسف احتفالات خجولة لا ترتقي إلى مستوى الحدث الكبير الذي قدمه رسام صغير عراقي بعمر الورد في محافل دولية وقنوات إعلامية لها جمهور واسع مع غياب واضح لدور قناة الدولة الإعلامية ,وغياب حكومي, ومن المؤسف ان يتعرف الشارع العراقي على موهبة عراقية بعمر الورد عبر وسائل إعلام عربية او أجنبية, نتمنى من الحكومة و من وزارة الثقافة والسياحة والآثار,ومن أصحاب المشورة وكل من له كلمة نافذة الاهتمام بمثل المواهب ورعايتها وتقديم لهم ابسط مقومات الحياة الكريمة من اجل بناء وطن يرعى حقوق أبناءه ويهتم برموزه ومواهبه قبل أن تهتم بهم دول أخرى.