العودة حيث البدء..سوزوران



مارينا سوريال
2019 / 1 / 5

استيقظت لابحث عن ورقة وقلم استغرق الامر عده ثوان قبل ان ابدا بصنع الخطوط من جديد
ارسم وجه العجوز الذى تمايل على اللحن الشعبى بالامس ..اسمع صوت الاقدام تستيقظ باكرا الجده لتخطو خطواتها فى المنزل دائما ما تردد انها مشغولة جدا لديها الكثير لتنجزه بعد..
كانت تعطى دروسا للفتيات الصغيرة فى المدرسة الفنون الشعبية بالقرية..
تعلمهن فن حياك العرائس الصغيرة بعضهن ستخدم هذا الفن فى المسرحيات المدرسية
ثم تذهب لتتناول الطعام مع حفيدتها بعد عودتها من المدرسة قبل ان تبدأ الفتاة عملها فى تلقى طلبات الطعام المخصص الذى يصنعه ابيها خصيصا لهذا الغرض
تردد ان يفكر فى التوسع اكثر وجلب عربة طعام متنقلة اخرى لتغطى مساحة اكبر من القرى اسمعها تتحدث عنه بفخر ..ا
تذكر امى الراحلة لم ارى تلك النظرات فى عيونها ابدا حتى يوم رحيلها وابى لااتذكر عنه الكثير قبل ان يرحل ويهجرنا حتى ظهر امامى منذ عام فحسب قبل ان اهرب من وجه المدير ..وافقت على طلبه جلس صامتا يتناول الطعام كان يتحدث قليلا لم اعر لكلماته اى اهتمام اردت ان يعلم كيف اصبحت من دونه ؟..كنت غاضبة عليه وعليها
ومنى لطالما شعرت بالذنب لرحيله كانت تردد فى المرات القليلة التى تحدثت فيها عنه انه لم يعد يحتمل النفقات ..
كنت اعلم انها تتحدث عنى ربما لهذا بقيت غاضبة منى دائما ولم تخبرنى يوما ان احسنت صنع شىء او لا كانت دائمة التوبيخ حتى بعد حصولها على المال المناسب لحياتها وتقديمى افضل الرعاية الطبية لها فى النهاية كانت لاتزال تحمل تلك الكلمات داخل عقلها..تحمل الغضب لانه رحل بعيدا لم اخبرها انه تزوج واصبح لديه ولدين اشقاء لى منه كلاهما يعملان فى احدى المصانع البعيدة فى الشمال لم افكر فى رؤيتهما يوما ..كانا غريبين ولا داعى للتعرف اليهما ..اتجول بين اهالى القرية اراقب وجوه القادمين اليها فى اجازة من داخل البلاد يتناولون الطعام فى تلذذ اذهب حيث صائدى السمك وكانهم فى واجب مقدس انه الكمال الكل يبحث عن الكمال فى الحياه لابد ان يفوق ما يقوم به الحد ..الكمال الذى يؤرقنى ربما لو كنت منزرعة ذلك الشعور لشعرت بالراحة وانا ارى حياتى تسير حيث ذهبت..اتنعم بحياه الرفاهية اعبث للبحث عن شىء جديد يملىء الفراغ انتظر قدوم المدير استمع اليهوهو يتحدث اسهر على راحته الجسدية ثم يرحل لعمله من جديد يتحدث عنه بمزيد من الحماس لديه مشروع جديد ضخما سيتم تنفيذه فى الشرق الاوسط تجارته تغزو اسواق العالم يتحدث حول الحواجز الجمركية التى يريدوا وضعها فى وجوههم حتى لاينفذوا الى اسواق بلادهم كم يخشون منهم ..يداى قدماى مخدرتان كيف دار الزمن بى هكذا كيف خملت الى هذا الحد ؟الى اى طريق عليه الرجوع والبدء؟وجوه الصيادين تملىء صفحات اوراقى البيضاء ثم اطباق السمك الشهى يدور الصغير من حولى فى بهجة يحب هو ايضا الالوان لاادرى اى حياه سوف تكون له معى هل سيقدر عملى ام سيحتقرنى فى الغد كيف ساصبح اما جيدة له ؟