على الطريق السريع ..اوليفيا



مارينا سوريال
2019 / 1 / 6

فى طريق القطار الطويل جلست اراقب وجوه الاخرين تاره والاشجار على جانبى الطريق
تاكدت قبل قيامى بتلك الرحلة من اغلاق هاتفى جيدا تركت بعض الارشادات للعاملين واتنقيت من وجدت يصلح ليكون نائبا عنى حتى اعود..اعلم انك ستعجبين فان كنت اود القيام برحلة فلما لم اتبعك مارجو..فكرت فى هذا ولكن لالقد توقفت على اتباعك منذ زمن ولا يمكن ان اعود الى الخلف ..ولكن فعلت مثلك لن تصدقى فقد انتقيت بلادا بعيده خارج قارتى باكملها تصدقين ..اوليفيا تقوم برحلة خارج بلادها وحدودها بل وقارة اخرى وتختار طريق القطار انديا الرابط بين العديد من القرى اليابانية حتى الوصول الى الحضر فيها..لما اخترت هنا ربما لان صديقتى الوحيدة فى المدرسة المتوسطة كانت من هنا وهى الذكرى الوحيدة الجيده لى فى تلك المدرسة منذ اشهر عادت لتراسلنى من جديد..عادت مع والديها الى جديها من ناحية الاب لديهم نزل صغيرة فى احدى القرى اليابانية الريفية التى يتوقف القطار بها محطة القطار تلك ليست مجهولة بل تاريخية يقدرون تلك الاشياء كثيرا اتصدقى وكان الامور على حالها منذ ثمانون عاما فى ذلك المكان ولكن هذا غير صحيح ..رأيتهم يجتمعون من اجل تنظيف تلك المحطة حتى الصغار يعتبرونه واجب مقدس تجاه بلادهم!!المهم ان ذلك النزل ليس بالامر الجديد فقد افتتحه جد ابيها الاكبر فى عام 1900 وبقى متوارث منذ ذلك الحين انه مفتوح لمن يقيم فيه عابرا للطريق ليلة او ربما ليليتن قبل الرحيل يتنعم فى ذلك المكان الهادىء ..هنا صنعت جدتها معظم الاشياء بشكل يدوى كم انهم يعتمدون على محصول الطعام الذى تقوم بزراعته هى والاعتناء به طوال العام لانه اعتمادهم الاساسى..كما يقوم الجد بقطع الاخشاب من اجل تدفئة المكان بالداخل شعرت بالدفء رغم الثلج الكثيف فى كل مكان..ساعدتى فى انتقاء الكلمات طوال حياتى لم اهتم بتحسين لغاتى الاجنبية كنت ضعيفة فى الاسبانية والانجليزية واجهت سنوات ضعيفة لم اهتم سوى بالرياضيات حينها كنت اشعر بالثقة مع الارقام..جلبت خارطتى معى صعدت فى اول محطات القطار ..القطار مكون من عربة واحدة لها عده الوان اكثر ما اعجبنى هو لونها الازرق بالداخل هناك كراسى مقابلة للاخرى بينهم منضدة قد تسترخى قد تقرأ بهدوء مع بعض القهوة او تستمع فقط بمشاهدة الطبيعة بالخارج او تلفت انتباهك تلك اللوحات الموزعة عبر القطار انها لوحات تقليدية يابانية ..ارتجف فقط عندما ندخل الى ذلك النفق المظلم الطويل قبل ان ندخل الى المحطة المنشودة ..مكثت بضع ثوان اراقب الصغار وهم يقومون باعمال تنظيف لمحطة بينما عبرت من بعيد صديقتى ..انها مثلما تركتها وكأن السنوات لم تمر بجسدها الضئيل وملامحها الدقيقة وعيناها التى تطفىء راحة لمن يشاهدها ..كنت اعبر لها عن اعجاب بذلك المبنى الاثرى فى بلادى لم اهتم بمشاهدة المتاحف كثيرا وكنت اتهرب من تلك الزيارات قدر الامكان وكأن الارواح تحرس ذلك المكان فجفلت ..الامر يبدو غريبا فقد عوملت كضيفة من قبل جديها تعلمت ان انحنى لهما احتراما..كان والديها فى المحطة حيث يعملان هناك فى محل صغير لبيع ماكولات سريعة للعابرين..استرخيت فى ذلك الحمام الدافىء لم اشعر بالوقت وانا اسقط بالمياة الساخنة حتى انتهت الجده من اعداد الطعام ..الطعام حيث عملى..يعتمدون على الخضروات بجانب الارز ثم طبق اللحم ..فى تلك الليلة نامت الى جوارى نتهامس حول كل شىء لاتزال ضحكتها صافية ربما اكثر صفاءا هنا انت محقة مارجو ذلك الصفاء لايقدر ..
قضيت ثلاث ليالى قبل ان اقرر الاكتفاء والذهاب الى محطة القطار من جديد ولارى بقية المدن قبل ان اصل الى نهاية الطريق ..عدت الى المدنية التكنلوجيا من جديد وربما غدا او بعد غد استقل الطائرة واعود الى حيث اتيت اعجبنى الصفاء ولكننى لست ابنة للطبيعة مثلك..اوليفيا