قمة باتريسيا..مارجريت



مارينا سوريال
2019 / 1 / 20

وضعت خطة لزيارة مؤسسات الاطفال بالمدينة فى البداية كنت وجها اجنبيا غريبا ..اتى من البعيد ليشاهد الاطفال ربما يتبنى طفلا..اخبرتنى المسؤلة ان هناك اخرين قدموا من مدينتى ليتبنوا اطفالا من هنا بعضهم قد نجح فى ان يجد طفله والبعض الاخر لا لم يستطع ان يفعل الامومة والابوه ليست بالامر الهين اخبرتنى باتريسيا المسئولة بمؤسسة الطفولة ان الامر لاعلاقة له بالمكانة العلمية او وضع المالى فحسب كل تلك الامور جيدة توفر للطفل متطلباته لكن الاهم هو تلك الغريزة بعضهم ذكى بما يكفى يعرف كيف يطورها فتصبح شيئا جميلا واخرون يفشلون فى ذلك الامر..هناك اناث يولدون من دون تلك الهبة ليست جميع النساء امهات صالحات ..تعجبت لاننى وحيدة دون اسرة تتحدث حول اهمية وجود اسرة كاملة للطفلة اخبرتها اننى وحيدة لن يكون لدى الاسرة التى تتوقعها لكن سأحب الصغيرة التى سأجدها سأكون اما صالحة اخبرتها ذلك بكل جوارحى لم تبدى ثقتها فى قالت انها سمعت عنى بل وقرأت ذلك الكتاب عبر صديقتى اندريا التى اوصلتنى بها ..تقول ان اندريا لاتصلح ان تكون اما ابدا الصغيرة هناك لديهم تتلقى العناية اللازمة بها ربما ظروف المحيطة والدعم المقدم لايكفى لكنها تفعل كل ما تستطيع لتشعر كل صغيراتها بالحب اللازم اخبرتنى ان بعض الصغار ممن عثروا عليهم فى الطرقات كانت لديهم صدمة نفسية ازاء الترك فى ذلك العمر الصغير ..استلزم الامر وقتا طويلا حتى بدات الاستجابة عادت ضحكة ارتياح الى وجوههم من جديد تعرفت على المساعدات المتخصصات لاجل هؤلاء الصغار ..كنت استيقظ اتناول الافطار ثم اذهب للتواجد معهم طيلة اليوم..بعد مرور شهر اعتادتنى باتريسيا ابتسمت لى اخبرتنى بانجليزية صحيحة انها من نفس مدينتى قد ولدت ولكن جدودها من تلك البلاد..رحلت عائلتها لتبحث لصغارها عن حياة افضل ..حدث الافضل لقد اقتحمت فى شبابها حصون هوليود وصارت كاتبة سيناريو بدأت تشق طريقها هى وحبيبها سويا كم كانت تحلم بالاضواء ان ترى شخوصها يحصلون على افضل الجوائز بالعالم ان ترى نجومها المفضلين على قائمة هاتفها ..الشهرة المال النفوذ..لكنها استيقظت ذات يوم بعد ان اقتربت من الاربعين دون طفل على ذلك القرار الذى نقشته مع حبيبها تبنى صغير قررا كلاهما ان يكون من مدينتهم الاصلية مدينة الانديز ..هنا وجدت ابنتها باميلا ..وجدت نفسها من جديد فكرت ان تساعد اطفالاكثرسيطر الهاجس على عقلها
تركت حبيبها واصطحبت الصغيرة الى هنا حيث بدأ كل شىء..مؤسسة الطفل السعيد ..
مر عشرون عام حدث الكثير كادت ان تقتل فى احداث مرت بها البلاد انها لاتحارب ظروف سيئة لاطفال تعرضوا للترك بل لظروف يمكن ان تدمر صغارها
فبعض منها وصل لسن المراهقة ويتعرض لاغراء المخدرات التى تغرق كل شىء هنا ..علمت بعد مرور الوقت ان هنا فتى قد مات لاتزال تحمل نفسها مسئوليته .
.تردد كان عليه عدم تركه رفض تبنيه لتلك الاسرة لم تكن مناسبة مشاعره اخبرتها كان عليها ان تتبع الحدس لقد غرق الفتى فى المخدرات تورط حتى اذنيه وجدت الشرطة
جثته فى احد المقالب بالحى لم تصدق الامر اقامت له المؤسسة مأتما بكت اعتبرت نفسها هى المسؤل عن موته ارتنى الرسم لذى كان يتعلمه هنا عندما كان معهم قبل ان يرحل
..الان لاشىء سيعيده ليس عليها سوى ان تتبع حدسها فى المره القادمة لن تعرض حياة احد اطفالها لهذا الخطر..لم توافق على العديد من طلبات التبى الامر ليست اسرة تمتلك منزلا ومال فحسب
بل اسرة ستحتضن طفلا وتحبه حقا ام لا..مارجريت