خضّره



فارحة مجيد عيدان
2019 / 2 / 1

قبل عدة اعوام، كانت تعمل معي امراة لا تتعدى الثلاثينيات ، صومالية، واسمها خضرة. جميلة الطلة وتغطي رأسها بالحجاب. تترك عملها بين فترة واُخرى كي تصلي بعد ان تبدل البنطلون بالتنورة! فحسب قولها ان الأنثى لا تستطيع الصلاة وهي مرتدية بنطال الرجال. كانت تعمل بدوام كامل ولديها 4 بنات وزوج وهي حامل في الشهر الرابع...في احد الأيام أتت بعد يوم عطلة، والتعب ظاهر على وجهها وحركتها . وبعد الاستفسار ذكرت انها صائمة لانه كان رمضان.. وفي مساء امس كان زوجها عازم اصدقاوءه وعوائلهم على الفطور.. وهو جزء من عاداتهم ! وكان العدد 22 فردا. فسألتها فيما اذا زوجها ساعدها بإعداد الطعام ... لا انه مسكين فهو يعمل اها ! لكنك انت تعملين ايضا فالمفروض يساعدك لإعداد الوليمة! فالمشكلة بدأت عندما تساقطت قطرات من الدم منذ امس في وقت الغروب! لكني لم اترك المطبخ لان الضيوف بعد ساعة يصلون ، وبقيت ادعي للرب ان أبقى قوية 🙏🙏 وفي طريقي الو هنا، رجع الدم يتساقط مرة ثانية!!
هرعت للممرضة بعد ان سحبت يدي من يدها وامسحت دموعها بيدي الثانية وما كانت سوى عدة دقائق والمسؤولة والممرضة معي.. فقد كانت مهددة بالإجهاض ، كما كنت متوقعة . بقيت في المستشفى لأكثر من أسبوعين والمهم هو ان الطفل ثبت في بطنها ولعله ولد كي يفرح قلب ابيه!! لانه اذا لم يكن ذكر فما على خضرة الا ان تعيد الكرة حتى يحصل زوجها على منقذ البشرية، ومن يعرف يمكن هو الي راح يحرر فلسطين!
فكرت طويلا بالزوج السلبي الذي لم يساعدها حتى بعد انتهاء الافطار.. ولم يحاول ان ياخذها الى المستشفى وتركها تأتي للدوام!! وعدم سماحه لها بان تعمل بنصف دوام! اي مخلوق بشري الذي لا يحس بزوجته !! ولكن أين المشكلة فبكل بساطة اذا توفت فسوف ياتي بواحدة اكثر شبابا منها !
المشكلة الحقيقية هي انها لا تدرك هذا ولا تريد تصديقه