مدينة الرياح وايزيس5



مارينا سوريال
2019 / 2 / 12

كانت وحيدة من جديد فكل من اظهر صداقته لانجليز اصبح منبوذا ..لكنها لم تعتقد فى مشاهدة المدعوة الكسندرا امامها من جديد منذان رحلت باشيائها الباقية بعد ان اقسمت ان تحافظ على قلادات هدية قدمت تلك البولندية واختطفتهم ليلا ..لولا عودة عزيز لما استطاعت ان تنسى انها اضاعت ما تبقى من هدية..اقسمت انها ستعيد قلادتها ولكن بمرور الوقت شعرت بالخوف والوحدة من جديد تحاوطها فسارة ومارجريت غاضبتان منها انها تخاف منهما هل هما لصتان لتتهمهم بالسرقة ..عرفت انها لم تعد معلمة ليس بعد الان غاضبة نادمة لانها كانت منهن حتى تلميذاتها نسيتهن تمام وكأنهن لم يوجدن فى حياتها يوما حتى كان ذلك العشاء فى شبرد هالة حسن مندور اخر تلميذاتها ..اختبأت منها حتى لاتراها ما لخطأ فيما تفعلين ايزيس انها لاتعرف سوى الخوف ماذا لو رأتها بملابس السهرة بعد سنوات لاترتدى سوى زى المعلمات لاتخفى غضبها من ادارة انجليزية للمدرسة ..هاقد تركتها ماذا يريدون منها ؟رددت وهى تعبث بالمياه فى دورة المياة ..الفتاة رأتها حدقت بوجهها رات حاجبيها يرتفعان ترى بماذا فكرت هل احتقرتها الى هذا الحد ؟ولكن هل المعلمات مقدسات لسن من البشر اوليست امراة ؟ ولكن لاايزيس فى الاربعين امراة عجوز ووحيدة من دون زوج او اولاد او عائلة انها وحيدة وكان لعنة اصابت بيت هيدرا لتقضى على كل فروعة الباقية وتتركها فى يد امراة وحيدة لتنهى بيدها اخر الفروع لقد مضى الوقت ولن تستطيع ان تعطى ذرية لبيت هيدرا ..ستموت ويموت معها البيت هل هذا ما يغضبها من الفتاة ؟ لا تدرى مما تخجل كل هذا القدر تضرب المراة بالمياة وكانها تمحى الصورة تنفست اغمضت عيناها لتخرج كان تشارلز هناك حيث تركته يراقبها بقلق لم يعتد ان يسالها فهو ينتظر ينتظر لانه يعرف نوبات غضبها السابقة تلفت من حوله سألها هل نغادر الان؟ عبست لا عليك ان تقابل الكولونيل كما اردت الى متى سيتجاهلون طلبك ؟ كانت خائفة ماذا لو نقل لجبهة القتال هناك فى اوروبا تعلم انه لن يرفض فرفضه جبن فى الدفاع عن وطنه انه هنا فى بلد ثانى يؤدى مهمات لاجل وطنه الام بينما هى هنا جالسة الى جواره لاتدرى ماذا تفعل ولكنه تشارلز فرصتها الاخيرة حتى لاتكون وحيدة تفكر سيجد فتاة انجليزية صغيرة يمكنها الانجاب وسيترك ايزيس وحيدة مع امراض الشيخوخة ستموتين من الخوف والوحدة مثل مى زياده ستفعلين وربما تبحثين عن طعام من الفتات لم يترك عزيز كثير من مال كان مجنونا يزهد مال والطعام والنساء قال بيت هيدرا لابد ان يظل طالما هناك فرد منه لايزال حيا فتزوجا ..
تراقبها ترقص من بعيد مثل الفتيات الاجنبيات مع احد الظباط تشعر بالقشعريرة ..تعلم انها تغادر من تلك الفتاة الصغيرة الفتاة التى ارادت ان تكون عليها ..لايجب ان تلتقى عيناها مع تلك الفتاة وتفكر هل سقطت من نظر الفتاة ماذا ستقول عنها عجوز متصابية ام خائنة تعلم انها سوف تكون فى نظرها خائنة اما ماتفعله هى فهى امورطبيعية لفتاة مثلها ..كانت تعلم ان تلك الفتاة ستتزوج من احدى الباشوات لن تكون الزوجة الاولى له بل الثالثة لذا تستمتع بما تستطيع الحصول عليه الان..ليسوا خونة فحسب لانهم يتعاملون مع انجليز بل ايضا امام اخريين ينتظرون قدوم الالمان ..هى ايضا تفكر ماذا سيحل بهم اذا حدث هذا ؟ هل ستقتل ؟ اخبرها ان دخول هتلر الى هنا سيكون اخر ما يراه فى هذا العالم وهو صادق هل ستفعلها حينها ام ستخاف وتنتظر ان يقتلها احد جنود الالمان او ربما اسوأ من هذا ..اتلك هى حياتك يا ايزيس خوفا لاينتهى قلقا من كل شىء وكل احد يقترب ربما هو عميل للالمان يخبرهم بكل شىء عنهم وسيعرف انها حبيبه ذلك الظابط الانجليزى الذى يتحدث مع قادة ويذهب الى احتفالتهم الخاصة وهى بصحبته ..هل ستشرب معه من ذلك السم الذى احتفظ به لتلك اللحظة التى لن يخون فيها فردا فى الجيش البريطانى لينجو بحياته من يد الالمان ام هربه الى منطقة بعيدة فى الصحراء اخبرها مازحا ذات مرة ساعرفك على حبيبتى البدوية ربما نعيش هناك معا بعيدا عن كل هذا لاتعرفين السحر الذى يفوتك هنا اتعليمن ربما نعيش بالقرب من المعابد منذ زمن تمنيت ان ارى الاهرامات المصرية وان استكشف حضارة الفرعون لكن طريق اخر اراده له القدير لاخدم به بريطانيا ومن يعلم ربما ذات يوم تتنهى من تلك الحرب وحينها سنرحل الى هناك استرحلين معى حينها ام ستخافين من الصحراء مرة اخرى؟ يخبرها ان عزيز المصرى يفضل الالمان وهو معلم الملك فاروق فلا امل لو دخل الالمان بالنجاة اذن ..سترحلين معى ؟ الى الصحراء قالت فى تردد قال ماذا يخيفك هناك اخبرتك انه مكان لامثيل له وسنعرف عن حضارتك ايضا ..هيا انت لست مثل بقية النساء انت ايزيس لو لم تكونى هكذا لما احببتك ولما كنا الان نحب بعض فى مجتمع يرى هذا الامر معيبا لك لاتخافين منى وتخافين الصحراء..اخاف الليل الصحراء مظلمة لايمكن ان اعيش فى الظلام ..ولابالقرب من معابد الاموات هنا موتى دفنوا جثامين انا لااذهب الى المقابر ..الموت عدوى انا ايزيس الا تفهم هكذا اسمتنى امى انا وهى نكره الموت
ولكن معى لاموت بل البقاء حينها هو الموت هناك بشر مثلنا يعيشون جوار المعابد وهو احرار بلاخوف ..من سيعرف انك مصرية سنقول زوجان اجنبيان سنختفى هناك وسط العشائر فقط قولى نعم
على ماذا ؟ لاتزال الحرب مستمرة ولم ينتصر المحور بعض
ولكن لم تقولى انك سترحلين معى مثل المرة السابقة اتعلمين انت لن تفعلى ربما تهربين من النازى ولكن لاتهربين مع تشارلز الى الصحراء ..انت امراة مجنونة