السلام الشامل



كمال تاجا
2019 / 2 / 28

السلام الشامل

السلام الوجيز
هو الأيدي التي لا يغلها
قيد واه
ولا غل
مزعوم
-
والسلام العريض
على مناكب
لا يعتقلها
شرط – ي
وهي تنزع أغلال
سد الذرائع
بلطف
مع أطواق العبودية
عن عنق ممطوط
لرق مذل
-
والسلام العادل
هو في وضع مفاتيح
إخلاء السبيل
في جيوب المساجين
أبد الدهر
-
والسلام
غير المشروط
وفي نيل عتق طويل
لوضح نهار
دون تأخير
-
والإفادة
تتحقق
في لم شمل
السكارى
والذين هزمتهم
الخمور المغشوشة
لسكراتكم
من على أرصفة
بعد منتصف الليل
-
وسلام
رد الجميل
وفي عدم إلقاء القبض
على المخطوفين
من أوكار ليل
داج
إلى الزج
بالمنفردات
-
ولا في تركهم
معرضين
لافتراس مهين
لذئاب الوحشة
-
وفي تلطيف أجواء
زعزعة يقين
عند إلقاء المواطن
بالعصى
على الأرض
وفي عدم
التهويت بالهرواوة
على ارتعاد فرائص
رجال الأمن
من إنسان حر طليق
-
في قمع
زمجرة أنياب
الوحوش الضارية
وهي تطقطق عظامنا
بين فكي
الكآبة
-
بعد أن حزمتم متاع
عيشنا
وبالحفظ
والصون
في معلبات
لحوم بشرية
فاسدة
لا تصلح لحياة
منتهية الصلاحية
-
والسلام العادل
هو الذي
يطلق سراح
كل أبناء السبيل
-
ليسطع الضوع
من رياحين
ضوء أشعة شمس
لتتقاسمه لهفة يد
اليناعة القصوى
بالتساوي
بين عتق
رقبة
وإطلاق سراح
يد طولى
-
وفي أن يتقدم المواطن
الركب
كربان يقود
صواري سفن المستقبل
ليعاين شق أمواج عاتية
على صدر الماء
-
السلام
هو قبضة قمح
في يد جائع
ذاهبة في طريقها
المشقوق
إلى المطحنة
من أجل رغيف
-
السلام
ليس كسرة
خبز مقددة
تلقم بها
شفاه مشققة
من العوز
لا تشفي غليل
جوع عتيق
-
ولا هي نثرات
لأمس الحاجة
من لقيمات
لا تيقم أود
شواء العجز
في كانون التقصير
-
ولا هي وقود
لنفوذ
عدم الاكتفاء الإجرائي
مع التضليل الرضائي
-
و لا لست أنا الذي
نصبت على الدرب
أعمدة بقاء
قصيرة القامة
لشنق الانتصارات المزعومة
على الجميع
---
وأنا لست الموما إليه
لأن أمزق
القفص الصدري
الحابسة الترنم
بزقزقة عصافير
الرتق السخيف
لعاهة الندامة
-
وأنا ذاهب
إلى حرث
جذور كل غل
مع أشواك
ضغينة
من على تشقق
تربة نفسي
من العطش
القمعي
-
وليس المطلوب مني
إلا أن أسهو
عن زقزقة عصافيري
حتى لا تطير زغاريدها
المتمسكة
بأضلعي
إلى أسماع كل الناس
-
ولا أنا
كافل لتوقف اللهاث
في شق الصدور
-
ولا أنا سيد نفسي
لأن أقدم لكم
ورود مضمومة
بباقة ضوع
على موائد الفلاة
-
ومثل كل ساكني
جرود الديمومة
سيكون موطئ قدمي
الأديم
وأنا تراب
لثرى
كل اليابسة
التي تدب
على الأرض
-
وستتعرض
كل الخطى الزاحفة
للنهب
-
وأنا أخرج
أشعة شمس
ذهبية
من قميص
الفجر
عسى أن يسمع رنينها
العجب
-
لإقرئكم السلام
مع ضوع زهرة
محنية الرأس
من الظمأ
ترفع رأسها
فوق الفيض
لتتناول قطرة
من حبات مطر
عميق الفائدة
والتي تعم الجميع

كمال تاجا