-خديجة- المرأة المغربية و الاغتصاب الجماعي...



عائشة العلوي
2019 / 3 / 3

الاغتصاب حالة متشعبة الأبعاد والوقوف عليها يحيلنا إلى عدة قضايا. كتبت هذا المقال عن حالة اغتصاب فتاة تدعى خديجة في أحد أيام غشت 2018. مأساتها لم يغادرني يوما لأنها حادثة تتجدد بصيغ مختلفة في عالمنا، خاصة أننا ابتلينا بقومج همج لا يهمهم سوى وقف الحَجر على عقولنا...
ها نحن مرة أخرى أمام مأساة "خديجة"، مأساة إنسان... ها نحن مرة أخرى أمام حادثة تهز النفوس السوية... ها نحن مرة أخرى أمام ألم إنساني يهز الضمائر الحية... ها نحن مرة أخرى أمام استباحة جسد امرأة بدعوة مكبوتة تجد صداها هنا وهناك... ها نحن مرة أخرى أمام استباحة جسد امرأة لتجد تجسيدها بدعوى الدفاع عن الرجولة، أو بإعدام في الساحة العمومية،... لكن الحقيقة أن النظرة الدونية لا زالت تلازم المرأة و تقتل انسانيتها، فلا ينظر إليها إلا كجسد وجب تغليفه أو تعريته... لا ينظر اليها إلا كجسد وجب جعله موارى عن العيون أو مزركش بأجمل الألوان لأسباب ظلت مكبوتة تلازمنا على مر السنين... لا ينظر اليها إلا كجسد يستباح بأسماء عديدة، مرة باسم الدين ومرة باسم التجارة ... ما يزيد الأمور تعقيدا، أنه كلما تأزمت الأوضاع (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) كلما تأزمت وضعية المرأة. حيث نجد خاصة في البلدان الفقيرة أو النامية، من بين مؤشرات تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلد احتلال المرأة للرتب الأولى في الفقر والهشاشة والأمية... هشاشة الأوضاع الاقتصادي والاجتماعي لن يساعد المرأة لتكون إنسان بكامل الحقوق والواجبات، بل سيساعد على تنمية العقول المريضة والنفوس المكبوتة، لنكون مرة أخرى أمام اغتصاب جماعي أو اغتصاب لطفولة بريئة أو دعوة للدفاع عن "الرجولة"... مآسي إنسانية تلزم علينا ايجاد الحلول المستدامة و العملية الآن دون انتظار ما قد يأتي أو لا يأتي... و حتى إن أتى، فسيأتي لا محالة بصيغة أخرى لأنه سيكون إجابة مرحلية مرتبطة ببيئته ومحيطه المتغير والمتجدد...
المهم الآن، ألم ومأساة "خديجة" يجب أن يحرك فينا الإنسان... معركة الكرامة والمساواة والانصاف لم تنتهي بعد، ويلزم على كل المدافعين عن العدالة الاجتماعية و حقوق الانسان أن ينخرطوا فيها وعلى جميع الأصعدة...