رمال التيه 3



مارينا سوريال
2019 / 3 / 8

كان يترنح ماذا فعلت به تلك العشبة؟..كان يبكى لا يعلم لما اتى معهم الى هنا الى مكان مجهول موحش لا ينتمى اليه ..كان من حوله فى سكرا مثله ..دندن بتلك الانشودة القديمة..تلك التى تعلمها من فم امه وهو بعد هناك صغير..الى تلك الارض التى كان لها قبل ان يسرق لاجل اخرى لايعرفها...سقط احشويرش على الارض ضم ركبيته وهو يدندن بينما يمر رجال سكارى من حوله رفع صوته فرفعوا اصواتها وكأنها ابواق حزينة انطلقت فى ليلةمظلمة لتشق اذان الرجال الثلاث فى مخادعهما التى بناها لهم الرجال والنساءوالاطفال!..تقلب الرجل الاول فى فراشه صوت التذمر بدا يرتفع حتى شعر به قد وصل الى فراشه الى تلك النائمة ساهدة الى جواره....كيف نسوا تلك الحكايات بسهولة هل صوت بطونهم كان اعلى من اصوات الحكى!..سمعوا صوته جاءهم من جوف الليل ..شدهوا التفتوا الى بعضهم حتى استيقظ بعضهم من الخوف..حاولوا ان يروا مصدر الصوت لكن الظلمة منعتهم ..كان صوته يشبة الرجل الاول ..احدهم همس لا ليته كان هو اصمتوا..لم ينهض اخشويرش ظل جاثيا على ركبتيه ..كان الصوت من خلفه توقف جسده عن التنفس..جاءهم الصوت سيعيد بناء مدينتهم ..لن تكون خراب ولكن عليهم ان يثقوا به ..ان يعطوه الحق فى ان يكون رجلهم الاول ..اخبرهم ان مدينتهم القديمة قد لفظتهم ولم يعودوا منهم من بعد الان ..عليهم مواجهة مصيرهم والا سيكون الخيار الموت فى تلك الارض الموحشة حيث الطعام ينفذ منهم والجيران هم اعداء لابد من مواجهتهم باستمرار ليس على الاطفال النوم منذ الصباح ستشرق الارض عليهم حاملين اسلحتهم هم ايضا مثل الرجال ..سيقفون خلف الاسوار ويدافعون سيتناوبون على الحراسة وسيقذف ببعضهم فى قلب العدو نفسه حتى يقطع شره..شعر احشويرش بالالم سقط على وجهه لايدرى أكان يحلم ام ما سمعه كان حقيقيا ..اشعة الشمس الهبت ظهره ايقظته كان بمفرده ..هل كان يحلم؟!..
استيقظ على صوت قائده الذى دفع اليه بالامس صباحا من دون ان يسأله احدا..دعاه ع حاول ان يذكر له اسمه لكن لم يصغى صرخ فى وجهه قال ع..سنبنى كل شىء هنا من جديد حتى اسمائنا ستكون من اختيارنا نحن وبموافقة رجلنا الاول ..لم يكن مسوحا بتسميه الاول او الثانى او الثالث تيمنا بالرجال الثلاث ..كانوا بالنسبه لهم من بعيد شىء لا يمكن مناله يقتربون منهم وقتما يشائون ويبتعدون غضبا حينما يريدون هم ايضا ...
بكى ع فى ليلته الاولى ليس من البرد والسهر ولامن قله الطعام ولامن الخيمة الممزقة والوجوه الاخرى الكئيبة لاعمار تقترب من عمره الذى اصبح يعده على اصابع يديه الاثنين بل لانه لن يرى امة ثانيا ..هكذا قالوا الحراس خلقوا للحراسة وليس لشىء اخر ...بكى ولم يهتم بتعنيف الاكبر منه عمرا ..استمر فى بكاءه حتى اطلقواعليه الباكى....لم يعد ع وفقط..سخرمنه احدهم صار لديك اثنين يا محظوظ....كان الجميع من حوله قد حصلوا على اسماء جديدة لهم..لم يحبها لم يفهمها..كان والده لديه اسمه وهو كبير وليس مجرد ع..لن يرى من عرفهم كان هذا قائده احشويرش هو عائلتة الجديده!...كان ينهض مبكرا ويسير فى طريقة الوعر حتى يصل الى اقرب عين ماء امكنهم اكتشافها وحمل الجرار لاجل الاخريين فيسمع من خلفه ايها الباكى لا تنسى ان تحضر لنا طعاما ..بعد اشهر قليلة تحولت مهمتة من الحراسة الى جلب الماء والطعام لهم كان يتسلون باطلاق الباكى عليه والتندر فيصمت حتى نسى اسمه وظل الباكى هو رفيقه الوحيد..وجمع الحصى من الارض كان يجمعها باشكالها واحجامها كون منها مجموعات من اسماء بقت فى ذاكرته ولم ينسها فوضع حجرا لامة وابية واخرى لسالومى لم ينسى وجهها قط ..لا يزال يذكر اسمها حتى بعد ان فقد اسمه وكل من كان ...