مغامرات الصعلوكى 2



مارينا سوريال
2019 / 3 / 11

كان يرتدى جلبابا ابيض وحول وسطه حزامه الاخضر وقف من وسط الشجرة التى اعتاد الجلوس تحتها يستظل بظلها فى الليالى التى تلى نجاح الرجال الصعاليك فى قطع طريق ارض السواحل ونهب تجارتهم ،جلوسه لتقسيم الغنائم على كل فردا منهم وكل اسرة لصعلوك متوفى بالعدل ،والشجرة التى يجلس تحتها فيطعم الفقراء والمحتاجين من الاراضى الغريبة المحيطة بارض الحصون والذين يفرون منها بحثا عن الطعام والماوى ،يستند لجزعها لسبع ليالى بعد الغنايم من ارض السواحل وثلاث ليالى لارض الجبال يقولون همسا لانها الارض التى قدم منها مخافه ان يسمعهم احدا يتهمون رئيس الصعاليك ومؤسسها بكسر القاعدة الاولى لهم "انس الارض التى جئت منها واقطع الجذور فلا يوجد بيننا ابيض او اسود او مدينة سامية او اجداد عظماء هذا مانحن عليه وفقط "
جماعتك هى كل ما تملك لذا لاتخذل الرفيق والصاحب وضحى بالروح لاجله هو فقط.
كان ينظر اليهم من فوق شجرته ظل يظهر اليهم مساءليال عدوها احتفالا بروح الصعلوك الاكبر الذى يحميهم ويشتت اذهان الاراضى المجاورة عند سلبها ونهبها .....

انطلقت الصيحات من داخل منزل النافورة منزل رئيس الصعاليك "فليحيا الزعيم المرزوق فليحيا الزعيم
البشير " تعجب الصعاليك من الحال دون فتح شفاهم بعد ان قتل زعيمهم من دون القصاص من قتلته ، كان ظهور المرزوق لهم خلف شجرته تبكيتا وحزن وايضا انذار خاف منه الصعلوك الصغير قبل الكبير ،انذار خرج من بعده الصعلوك البشير عن صمته واعلن ان يده لم تقف للحظة عن قاتلى المرزوق وهاهم تحت يده الان فى ارض الحصون وسوف يحصلون على الجزاء المناسب لهم .
لما اتم البشير الحديث رحل الناس يكتمون همساتهم حزنا على المرزوق المغدور لم تمضى الاشهر ولم يعد هناك من يحفل بامر الصبى او رئيس الصعاليك الماضى بل اصبح كل الام حول الصعلوك الجديد فمنذ ان اصبح هو رئيس ارض الحصون ومايحققه من ارض الجبال والسواحل فما من ركب يمر الا والبشير يقف هناك مع رجاله الصعاليك وفى ساعات محدودات يقف وبجواره حصانه الاصدق كما يلقبه ويقوم بتوزيع الغنائم ،ترك الشجرة والليال اقتصرت على ليلة واحدة بعدالعودة الى ارض الحصون لتوزيعها،لم يترك صبى تعدى الثانى عشر فى حضن امه بل امر الى ان يذهب الى مدرسة ارض الحصون ليصبح صعلوكا حقيقيا ،فيمكث فى المدرسة لاربعة اعوام يتعلم خلالها اصول الصعلكة وممنوع على عائلتة ان تزوره او يخرج لرؤيتها انتماءه هو لارض الحصون ثم البشير هما سيداه ولا منافسا لهم فى قلبه ،يتخرج وهو يعلم القوانين الاوامر والنواهى ،ويصبح فى اول رتب جيش الصعاليك الذى اسسه البشير من كل صعاليك الارض ،اما الفتيات فقد ضمهن لبيت الحصون ليتعلمن القواعد والقوانين الخاصة بهن ويتعلمن كيف يكن زوجات مخلصات مطيعات لارض الحصون والبشير ،الطاعة الاولى لهما ثم الصعلوك الزوج ،عليها وقت الضائقة ان تخرج وتجلب له احتياجاته وممنوع عليها الاساءه اليه او التبرم ،وممنوع عليها ان تخرج من منزلها وقت خروجه لجلب الغنائم من اراضى الجبال والسواحل واذا مات الصعلوك فيكون عليها الانضمام صاغره الى منزل رئيس الصعاليك البشير لتعلم فى خدمة سيدتها الصافية ،التى تقوم فى الميعاد الموعود بتوزيعهن على دفعه الصعاليك الجدد ليكونوا زوجات لهم ،كان على الصعلوك حفظ تاريخ ارض الحصون وبالرغم ان ارض الحصون لا يعلمون من اين بدءت فقال بعضهم مع قدوم جد المرزوق ،ومأثره التى يتناولها العامة من الصعاليك والتى وضعوها فى كثير من اوراقهم القديمة حتى تبقى لاجيال ارض الحصون القادمة
كان العام فى نهايتة واخبار الجدب الذى اصاب حقول ارض السواحل وما أل اليه حال ارض الجبال تثير الهلع فى نفوس الصعاليك ففى الوقت الذى كان الرجال يخرجون فى الشهر يقطعون الطرق لثلاث مرات فها هم الان لثلاث اشهر ينتظرون انباء تاتيهم من جواسيسهم داخل تلك الاراضى لتخبر ان موعد الجدب قد رحل وعاد الرخاء ولكن طال الانتظار ولم يعد الجواسيس الى البلاد، لم يعد امام الكثير منهم سوى الذهاب الى الجبال او ارض الضفة الاخرى المهجورة ذهب الرجال واقاموا لهم الاكواخ من البوص وفرشوها بالقش وارتدى الرجال البشتا"من الصوف ولبسوا فى اعناقهم سلسلة من الحديدطويلة ...عاشوا على امدادات نساءهم الضعيفة من الخبز ينتظرون ان يروا البقول تملىء اراضى الجبال والسواحل على مدد الشوف ،وعندما يموت احدا منهم يحملونة على محفة ويسرعون به حتى يدفن على شط الضفة البعيدة ....
حتى زادت تجمعاتهم وتحاشت النساء اظهار امتعاضهن ،لانة كان ممنوع حسب القانون الموضوع.....
طال المقام حتى اتت النساء كعادتهن فى صبيحه احد الايام يراقب ذلك الاشيب الذى يرتدى البشتا بعد ان خرج من كوخه المعهود واتجه الى قلب ارض الحصون والنسوه تتبعه باعينهن حتى وصل الى بيت النافورة بيت الرئيس الصعلوك ........