كتب اثرت فى حياتى طريق الجوع بن اوكرى



مارينا سوريال
2019 / 3 / 16

نعم، تسكن حكايات أمي في ذاكرتي ووجداني، وقد كان لها تأثير كبير في طريقتي بالكتابة، فأمي لم تكن مباشرة في سردها للقصص، لأنها تعلم تماماً أنها لو كانت كذلك، فلن أستمع لها، فالناس لا يجذبها الأسلوب المباشر، بقدر ما تجذبها المفاجآت الكامنة بين السطور.

أعتقد أنه ليس ممكناً لأي إنسانٍ أن يكون حيادياً أمام ما يتعرض له في الحياة، إذ يجب أن يكون لكل منا موقف سياسي، وبعض الأفكار حول الكيفية التي نريد الحياة عليها، وأن نكون حياديين، فهذا يعني أن نسمح للحياة أن تسير بالشكل الذي هي عليه، بكل سلبياتها وسيئاتها، ما يعني أن نناقض أنفسنا بالموافقة على ما نرفضه، ولذا، لا يمكن لأحد أن يكون حيادياً، فمن المهم أن نختار كيف يجب للحياة أن تكون، وأن يستخدم كل منا صوته وموقفه السياسي ليجعل ذلك ممكناً.

ليس دائماً، أعرف أشخاصاً كثيرين عانوا بشدة، وتسببت المعاناة في تدمير هويتهم، فالمعاناة تقضي على العقل أحياناً، وأحياناً تقتل الروح، إلا أنها في المقابل تزيد عمق شعور الإنسان بالحياة، وتريه جميع الاحتمالات حوله، وتوسع مداركه ووعيه على الظروف الحياتية التي تحيط به، وبالنسبة للمبدع، فتقدم له المعاناة مادة غنية في مختلف المجالات، كالكتابة والرسم والموسيقى والرقص، ولذا، فنحن بحاجة للمعاناة لنكون جزءاً هاماً من الفن.

هكذا يقول الكاتب النيجيرى الحاصل على جائزة مان بوكر فى احدى حوارته مع صحيفة البيان
ولد الشاعر والروائي بن أوكري في عام 1959 في مينّا بشمال نيجيريا، لأم تنحدر من منطقة اجبو بالجنوب الشرقي من نيجيريا، وأب من منطقة يورهوبو بالجنوب. ونشأ في لندن قبل العودة إلى نيجيريا مع أسرته في عام 1968. تناقش كثير من أعماله الأولى العنف السياسي الذي شهده بنفسه أثناء الحرب الأهلية في نيجيريا. وغادر البلاد حينما حصل على منحة من الحكومة النيجيرية مكنته من قراءة الأدب المقارن بجامعة أسكس بإنجلترا. عمل محررا للشعر بمجلة وست إفريقيا في الفترة من 1983 إلى 1986، كما عمل بهيئة الإذاعة البريطانية بصورة منتظمة في الفترة بين 1983 و 1985. وعين عضوا بقسم الفنون الإبداعية بترينتي كولدج، كمبردج في عام 1991، واحتفظ بهذا الموقع حتى 1993. وأصبح عضوا بالجمعية الملكية للأدب في عام 1987، ومنح الدكتوراة الفخرية من جامعتي وستمنستر (1997) و أسكس (2002).