مغامرات الصعلوكى 14



مارينا سوريال
2019 / 3 / 19

فى الساعة السادسة
اختبىء الاطفال فى حضن امهاتن اللواتن احاطوهن بايديهم كان الصراخ من حولهم فى كل مكان ...كان الظلام حالك واستمر... لايدرون كم من الوقت لكنهم سقطوا فى سباتا عميق ،استيقظ الفتيه الصغار اولا بعد ان غمرتهم اشاعة الشمس بضيائها ....صاحوايوقظون الجميع .كان الضوء يغمر البقعة النائية واصوات الصرخات قد سكنت مرة والى الابد .
لم يتسأل الصبيه عن الظلمة لكنهم هابوها كلما حلت عليهم فى نهاية النهار حتى تعبر فى سلام ويعود الضياء ليرتفع فوق سمائهم من جديد .
صوت صليل الاحصنه ،هتف الصبيه انه "البشير"،خرجت النساء من خيامهن على الصوت ،احاط الفرسان بالخيام من كل جانب ،ساقوهم امامهم ،لم تكن ارض الحصون مثلما كانت،تهدمت البيوت القديمة ،كان البيت الرئيسى حيث مسكن الحاكم فيما التفت النسوه للفرسان يحيطون المراه الشابة والصبى ليصلوا بهم الى البيت الرئيسى ،دارت رؤوس البقية همست عجوز المرزوق ...اين المرزوق؟
اوصلهم الفرسان حتى الاطراف واجلسهم بالخيام ..كانت هناك عيون غريبة تنطلق من حدائق وبساتين اقام فيها الغرباء نزلا لهم ..سأل صبى هل انتصر الوريث يا امى ؟
خرج البشير متوكىء على احد رجاله ليرفعه على صهوه جواده ،انطلق حيث الخيام وجدهم منتظرين صرخوا باسمه واقبلوا لكن اشارة حرسة منعتهم ..جلسوا على الارض ينصتون ....
تكلم بصوت منخفض ضعيف ..الارض ارضكم ..ولكن سيعيش معنا غرباء..اولادكم ..سيعودون يوما مع المرزوق ..لم يتثنى لكم رؤيتة لكنه عاد ورحل ..لا احد يسال متى ياتى المرزوق او متى يرحل ...كانت الاطراف الاربعة لارض الحصون مسكن اهلها فيما عاش الغرباء فى قلبها واشاد لهم الاسوار من كل جانب لحمايتهم ...كان البشيرالصغير فى طريقة للارض الغرباء نحو الجبال حتى يمنحوه حق تسلم ملك ابيه البشير بعد ان اخلص فى حمايتهم ..كان رجال الجبل يحيطون اطراف ارض الحصون من الخارج ...وكانت اعراسهم تتم مع الغرباء فى وسط الارض حيث استبدل الكوخ ببيت الحجاره كما اسموه بيت الحجاره "ولكن تلك المره قدموا غلمانهم الصبيه للعمل فى ذلك البيت ،كان عليهم ان يسلموهم لرؤساءذلك البيت من اهالى الجبال الغرباء ...وكان عليهم نسيانهم للابد لانهم صاروا خدام بيت الحجاره وممنوع عليهم رؤية اهالى الحصون منذ اليوم صارت خدمتهم للزارع الاول صاحب بيت الحجاره وبنى لهم بداخلها غرف ضيقة للسكن وتعلم خدمة الزارع الاول .
ليلة عودة البشير الى ملكه قدم الى بيت الحجاره ونحر لها احصنته البيضاء تقدمه صاحب بيت الحجاره "الزارع الاول "!تقدم مورد ليتسلم التضحية التى قدمها البشير الابن ليقدمها لسيدبيت الحجاره الجديد،كان على اهالى الحصون القائمين على اطراف الارض الاربع القدوم الى بيت الحجاره خاف الكثير منهم من بطشا قادم من ذلك البشير ولكن نفر قليل منهم لم يرضخ ،توجه الى حيث موقع كوخ الزهرة القديم ..كن بضع نساء واطقالهن بصحبة عجائز ،كانت ارض كوخ الزهرة خربة فناحت عليها العجوز وهى تسكب من تراب ارضها فوق رأسها ،سمعت كاهنة بيت الحجاره "اخلاص"بما يحدث فى طرف ارض الحصون فارسلت لهم احد صبيه البيت كان يصرخ بصوته اليافع بيت الحجاره هنا ولكن صاحبها لديه عالم خلد ،وقف الاطفال يستمعوا ،يدعوكم صاحب بيت الحجاره بعد ثلاث ليالى الى بحيرته "عين الحياه"انها طريقكم لصاحبه ،نعم ستتعرفون على بيت الحجاره بعد ان تغتسلوا فى بحيرته المقدسة التى انشأها له ابنه البشير بجوار بيته ،بعد ثلاث ليالى سينتظركم ليقبلكم ان قبلتموه فسيقبلكم البشير والا فلتعودوا للارض الخربة التى عشتم بها لسنوات ..عدوا اليها ..لا ارض ولا سكن لكم لدينا ،بين ايد السواحل والجبال يترككم هذه هى رسالته والخيار لكم ياابناء ارض الحصون ....
سقطتت العجوز اكبر العجائز زفرت "مرزوق اين انت "يقال انها عاصرته وانها احدى صبايا خيمته فيما مضى .لكنها ماتت سقطت ودفنت فى تراب الحصن منذ زمن اقسمت انها لن تدفن سوى فى ترابه ووفت بالعهد الذى قطعته على نفسها .
بعد الثلاث ليالى كانت النسوه تحملن الازهار التى عرفن يخلفهن الصبيه والشباب ،فى اتجاه بيت الحجاره ،وقف الغرباء على الطرقات يشاهدن الازهار التى تسقط من ايدى العجائز وهن يتكئات على ايدى اليافعات ،كان الخيارصعبا لكن امنيه اخيرة حركتهن .....هى الموت بارض الحصون .
"سيأتى ملك يدعى اسمر اللون
ابن امراه اتت من ارض غريب
من دماء المرزوق كان
سوف يتسلم زمام الارض الحصين
والناس فى زمنه سيكونوا سعداء
وسيبقى اسمه الى الابد"
كتبت نبوءه بيت الحجاره على بوابتها العظمى التى خطها رئيسها المورد بيده ،تلك اللغة التى عرفها غرباءارض الحصون وجهلها اهلها على اطرافها....
كان اهالى الحصن ينظرون لها بلا اكتراث ،كبر الفتيه الحصنيون على اطراف الارض وعملوا بالفلاحة ،وكان للطرف نبيل صاحب لها غكانت للحصون اربع نبلاء يملكون الارض والفلاحين ،لم تعد ارض مثلما كانت للحصنيون فاصبحوا اجراء فيها ،كتم الصبيه غيظهم وهم يرون النبلاء يجنون المحصول ويعطون اوامر ان كانت على الارض ان تزرع ام لا وماذا تزرع .
وكان فى تلك الايام ان ابن البقعة مثل ما اطلقوا على مواليد نساء الحصون فى تلك البقعة النائية التى ارسلهم اليها المرزوق على شفاه البشير ولده الاسمرفمكثوا هناك وولدت النساء حتى صار عمر الفتيه العامين فاتى رجال البشير ليعودوا بهم الى الحصون بعد ما سمح لهم بشيرها بالمكوث فى اطرافها على طلب الغرباء من الجبال ..وكن احدى هؤلاء الفتيان يدعى "ونس"وهو ابن الفلاحين الذين شاركوا البشير قتاله فيما مضى حتى قتل ولم يخبرهم احدا بمكان مدفن ابوه ،وكانت الارض التى تحصل عليها بعد عودتهم توجب ان الارض له لفلاحتها طوال العمر لايخرج منها او ابناءه من بعده وان سيدها وسيده صاحب الارض الواهبه اياها هو النبيل الذى عين من قبل الملك البشير ليتابع احوال الفلاحين فى الارض فى اطرافها الاربع وقد عين لكل نبيل نائبا عنه يفصل فى شكاوى الفلاحين ويقضى بينهم بالعدل بحسب القوانين التى سنها والزام بها البشير بعد موافقة احضرها له المورد واخلاص برهانا على موافقة صاحب بيت الحجاره عليها ،ان خرج "ونيس"من ارضة التى فلح فيها فى موسم جنى المحصول حتى يتاجر بذلك الجزء الذى خصص له من ايرادها كما هو منصوص ولكن نبيل الطرف الثالث والذى خرج اليه من الطرف الرابع لم يكن يرضخ لمطلب فلاح وعرف عنه حظونه لدى الملك البشير حتى ان الناس تداولوا عنذلك اليوم الذى خرج فية البشير بصحبه النبيل الثالث الى الغابة التى وجدت فى الطرف الثالث من الارض للصيد ،ان اخطأ الملك واصاب النبيل فى ركبيته فارتعد جدا واعتذر منه امام حرسه الذين تبعوه ونقلوا ما شاهدوه وكيف ان النبيل ابتسم له فى لين وقبل منه الاسف والاعتذار....فكان معلوما ان لا قبل لهم بالنبيل الثالث فكان يفعل مايريد ما فلاحين ارضه ولا يعود بهم الى قوانين الملك البشير ولكن "ونس"لم يقبل ان يسرق منه اجره طوال العام الذى تعب فيه ليجنى منه المال الخاص لتجارته الصغيرة التى كان يقوم بها فى فصول الاستراحة .
فتجاسر وارسل للملك البشير بشكواه بعد ان طرده حرس النبيل الثالث من ارضه ولم يحكم له النائب فقال للملك البشير "ايها الملك ان الذى يجب ان يحكم تبعا للقانون
هو الذى يأمر بالسرقة
فمن الذى يعاقب الجناه
لقد اصبح مستقيما وهو اعوج ،ورضى الجميع بسوء الحظ والعاقبة......
وعندما سمع النبيل الثالث بشكواه اخرج له حراسة فاذاقوه من الاذى والعذاب فى غرفة الحراسة الخاصة بهم لكن رسالتة تناقلت على السنه الاهالى ووصلت حتى الطرف الرابع واهله .لكن الفلاح"ونس"لم يوقف صراخه واستمر يكتب شكواه وتلوكها ألالسنه وتنتقل من طرف الى اخر حتى عمت جميع ارض الحصون ."لقد وليت لتسمع ...وليت لتعاقب اللص لكنك سند للص"استيقظ اهالى الحصون ذات ليلة بعد ان اعتادوا ليالى طويلة النوم على شكاوى "ونس"التى لاتنتهى حتى اصبحت شكواه على طرف لسان كل فلاح لكنه يلوكها فى هدوء دون احداث جلبه ولفت انظار نبيله عليه ،ولكن الصوت اختفى بعضهم قال البشير لكن مورد اوقف الاصوات عندما اعلن ان صاحب بيت الحجاره هومن عاقبه بذاته فى المساء واختطف روحه لديه ليعذبها على ما اقترفه من ذنب تجاه سيده الملك البشير وسيده النبيل الثالث ...صمت الغرباء فى وسط
السوق لكن ألسنه اهالى الحصون انطلقت بلا توقف .
كان فتيه الحصون غاضبون من اختفاء"ونس"،فكان المساء حاملا معه ضياء مشاعل تلقى فى مطاحن النبيل وغرف خزين الحبوب والغله وتختفى ايدى من يشعلها حتى عم الاضطراب الاطراف الاربع بعد تكرر حوادثها كل ليلة واجتمع النبلاء لدى البشير فاطلق لهم اليد ليفعلوا ما يروه صوابا مع المخربيين ،كان الفتيه الغاضبين يجتمعون كل ليلة فى بيت احد الفلاحين ولا يتكرر ذلك الاجتماع فى نفس البيت قط ،طافوا الاطراف الاربع حتى يوحدوا صفوف الفلاحين من اهالى ارض الحصون ،كان غرباء ارض الجبال ينظرون ويصمتون فلم ينسوا انهم ايضا احبوا الزهرة مثلهم وارتبطوا بارض الحصون وتلونوا بالوانها التى احبوها ،لقد صمت الغرباء بعد ان تجاهل النبلاء مطالبهم ايضا .....
من وسط الفتيه كان اصغرهم كان اسمه الشمالى لان امه انجبته فى تلك البقعة الشمالية خارج ارض الحصون ولدته ورحلت بعد ايام على اثر حمى امسكتها ليالى ورحلت دون ان تضمه او تقبله دون كلمة وداع رحلت .
كبر الشمالى وسط سيدات الحصون كان اخا غير شقيق لابناءهم .كان اصغرهم ولكنه كان اكبرهم هو من جمع اخوته وسط ارض الحصون واسس اجتماعتهم كان يترأسها من بيت لاخر اراد اخفاءهم عن العيون واراد قلوب الفلاحين ،منذ عام كان الشمالى مجرد فتى يرقد وسط الحقول ينفخ فى مزمار حزين فقالوا ذكرنا بذلك القزم الملعون لكن هذا منا ونحن منه ،عادوا فتركوه ،كان ينام وسط الحقول اصبح فتيا فى الخامسة عشر عندما تصبب عرقا وهو يرقد ناحية رفيقه الوحيد "منصور"دثره بالغطاء كان ينظر الى الفضاء ويتمتم "لقد عاد المرزوق رايته ..لقد كلفنى ان اكمل طريقه"كان منصور يستمع ويرتعد خوفا على صديقه منذ طفولته وهو يشرد ويحكى الحكايات لكنه لم يمرض منها من قبل ،لم تختفى الحمى عنه شهور كان يتمتم بكلمات المرزوق "قالت النسوه "جن الصبى " لكنه استمر :لقد كلفنى المرزوق استمعوا لى والا سنخسر ارض الحصون .
كان يخرج ليدور وسط البيوت بجانب الحقول ،يمر على الاسواق كان يحكى لهم ما شاهده من عذاب كان يهمس لهم انه رأى البشير الكبير يتعذب وشاهد رجاله بجواره ،اخبرهم عن رداء المرزوق الذى شاهده والتطريز البديع الذى حيك به ثوبه ،اخبرهم انه راى بخلفه غلامان وقالا له انهم غلمانه ،وانه اختير ليكون غلامه ايضا ،لم يتوقف عن الحكى لهم عن العوالم التى اختاره المرزوق ليراها ،كان يحدثهم فيغلقون ابوابهم فى وجه ،كان اهالى الحصن يعيشون فى اطرافهم الضيقة تحت وطأة النبلاء ومنذ ان خرج "ونيس"عليهم واغوى بعض الفلاحين معه ولم يسلم احدا من اهالى الحصن،اخذ الفتيه من بين بيوتهم وحقولهم ...قدمهم المورد ورقصت جوار دمائهم اخلاص فى بيت الحجاره وسمعت اصوات امهاتهم ملتاعة عبر الجدران .كان صوت الشمالى يأتيهم متحدثا عن وجوه ابنائهم التى رائها فى العالم الاخر اثناء مناماته ،ففتحت له النوافذ من جديد ،سعدت النساء برسائل اولادهم على لسان "الشمالى" فخرجن من بيوتهن وتابعنه حتى الحقول وهو يردد رسائله لهن ،وسار من خلفهم بقية الصبيه للحصون ،تعالت همسات الغرباء التى وصلت لمسامع النبيل فخرج رجاله يطاردونه عبر الحقول ،فخبئته النساء فى بيوتهن ،ليعود للخروج لكنه اصبح ينتقل من طرف لاخر ثم من بيت لاخر فالتف من حوله الصبيه ،خرجوا من خلفه فى الحقول لم يكن لهم موضعا لان رجال النبلاء من خلفهم وكان كثر ولكن البيوت ظلت تحميهم ،كانت النسوة يخرجن لهم الطعام من البيوت ويرسلن لهم المال ...مال الغرباء لم تكن سرقة بيوت نسوة الغرباء سرقة فليس لنسوة الغرباء بارض الحصون الا لصوص ،لم يكن العداء هكذا بينهن من قبل ولكنه بدء حينما علمن ان احداهن تبعت الشمالى وفتيانه وارشدت رجال النبلاء وان صدفة قال عنها الشمالى انها من قبل المرزوق جعلته يرحل عن المكان قبل ان ياتى اليه رجال النبلاء فهرب مصدافا.
عند اكتمال القمر كان يقف وسط فتيانه الذين كانوا من حوله حلقة ،ارتدوا الاسود زى لهم ،بينما هو ارتدى الازرق ،زى القمر كان بقامتة المتوسطة الممتلئة يقف وضوء القمر يغمر جسده ،بينما يهمس بكلمات غير مفهومة فى حين تحلق الفتيه يرقصون ممسكين باذرع بعضهم فى حالة نشوة غمرتهم وهم يرددون انشودته التى علمهم اياها ،كانت تسير فى بطء وبكلمات واضحة والقمر يغمر الشمالى والكلمات تخرج مع نفحات الهواء من فمه ،راقبتة النسوة بخوف،بينما اشتد الفتيه فى الرقص والحروف تخرج من فم الشمالى متسارعة استمر على حالته فترة من الزمن حتى غاب القمر فسقط الشمالى فى وسطهم يعانى من اغماءته التى اصابته مده من الزمن ،كان حال اهالى الحصون فيها اما مطاردون او محاصرون من قبل رجال النبلاء والغرباء يطاردونهم من مكان لاخر بعد ان نام الشمالى فى سباته العميق كانه لم يستيقظ من قبل للاياما طويلة رقد على فراشا خشبى باحد الغرفة المظلمة تحت احدى البيوت الخربة كانت مخبأه للاهالى الحصون من قبل ،يدثرونه بالفراش ويرددون انشودتهم من حوله كل ليلة فى انتظار ان يستيقظ ويعود لهم ،قالت النسوة :المرزوق سيعيده لهم...نعم لن ياخذه يعلم ان اهله بحاجة الية الان .
استيقظ وفتح فاه ،كانت كلماته غير واضحة كمن يتحدث لاشباحا يراها ،تجمع اهالى الحصن من حوله يرتعدن فى شغف فى انتظار ان يتحدث اليهم لكن رجال النبيل كانت اسرع منهم ،لم تصمد النسوة والفتيان امام رجال النبيل ومع هذا قاوموا ولكنهم اخذوه ونواح الفتيات يتطاير من حوله ،كان يسير معهم فى هدوء .وقف امام النبيل سأله فاجاب "انها روح اجدادى من دفعتنى وليس على خيار منى ولا ارادة بل هى ارادة المرزوق التى دعتنى لاسير فى نفس الدرب ،كنت مريضا مدة من الزمن لا اعلمها ،ولكنى اعلم اننى كنت انشد ،كنت معلقا على تلك الشجرة العالية على غضنا صغيرا اجلس ولكن اسلافى على تلك الارض انهضونى وامسكونى حتى بدت اصعد ...صعدت حتى اصبحت على مقربة من الغصن الاعلى فرأيته مد لى يده "المرزوق"بابتسامته مدها لى فجلست على الغصن الذى يليه ...
تجمع اهالى الحصن من حول بوابات النبيل بينما خرج بقيه الاهالى الحصنيون من اطراف الارض بعد ان اتاهم الخبر ليتجمعوا من حول بيت النبيل ،كان السور يحجب الاهالى على الدخول والحرس من خلفه يراقبون ذلك الضوء الذى ياتى ويختفى من الداخل ..كانوا يعلمون عقوبة من يخالف اوامر النبيل فاثروا البقاء فلامكان داخل ارض الحصون لن ينكشف امام نبيل من النبلاء ولن يستطيع حتى البشير الصغير نفسه حمايتهم من بطش النبيل وغضبه .ولكن النبيل لم يغضب وترك الشمالى يطوف وسط الحقول ومن حوله الفتيان ينشدون ومن خلفه الصبايا يتراقصن حتى وصل الى الضفة حيث كان الكوخ القديم وجلس، وجلس من معه ينشدون اناشيدهم القديمة من جديد ،بعد ايام علا صوت السخط من جديد فى نفوس الغرباء وهم يقومون بكل الاموال المنوطة بالحصون منذ ان بدءوا فى بناء ذلك المجمع الكبير ،كان رجال النبيل يعاونون اهالى الحصن وهم يعملون بكل جهد يضعون الصخرة على الاخرى يتعاون الفتى الصغير مع الكبير وهو ينشد لم يتوقف النشيد طيله اليوم ،حتى النساء عملن معهم ،كان النبيل قد امر بتخصيص الارض على الضفة لمجمعهم ..تذمر الغرباء لم يحدث ذلك مع بيت الحجاره ..لكن البناء استمر والمجمع ارتفع عن الارض يبنى المعبد وبجواره بيوت السكن ،قال لهم الشمالى ان بداخل ذلك المعبد يرقد المرزوق الان بعد سنوات طويلة هامت فيها روحه على وجه الارض ..الان فقط بات له مسكن وعاد اهله اليه من جديد ليعكفوا على السكن بجوارة والزيارة الية كل يوم ...استمر العمل فى المجمع شهورا طويلة بلا توقف او كلل ..كان النبيل يقف معهم على الارض ويأمر حراسه بمعاونتهم لكن الشمالى رفض قال المجمع لاهل الحصون هم من يبنونه ..المرزوق لن يرضى بيد غريب تدخل الى مخدعه ..لم يعترض النبيل ..واغتمت القلوب منه ..نفر الغرباء من نبيلهم واضمروا له العداء لكنه لم يكن يستمع ... فلم يهتم بالنبلاء الاخريين فكان اقواهم ولم يستطع البشير الصغير محادثته لانه امتلك الارض .فكان هو المالك وترك للبشير الكرسى وهكذا ارتضى الجميع .