اكثر ما كتب عنها للاستهلاك الاعلامي والدعائي .....… المرأة المرأة قوية فهي وطن وسكن وحضن دافىء



رائد شفيق توفيق
2019 / 4 / 3


ليس ثمة شك ان ما كتب عن المرأة بحثا وتحليلا جاء على الكثير من جوانب معاناتها، ومسيرتها الانسانية ودورها الريادي في بناء المجتمع في تفصيل وافِ ، لكن المكتوب عنها في غالبه ادب صرف لم يدخل حيز التنفيذ الفعلي لتغيير واقعها الذي نصت عليه الشرائع والاديان وبخاصة الدين الاسلامي الذي وضع المرأة في اعظم مكانة واسماها حين جعل الجنة تحت اقدام الامهات كما ورد في القرآن الكريم .
ان غالبية ما تناولته الاقلام ليست الا موادا لم تستكمل بعد اسباب القوة لها ، بالرغم من ان المرأة هي واقع فعلي لصور الحياة بالوانها وارهاصاتها وهناءاتها ، وغالبا ما كانت مشعلا لانتفاضات الدم ، تلهب احداث الوطن وتثور بها ، ومع ذلك لم يزد حظها عن ان يكتب عنها بضع كتابات يطوي عليها الزمن صفحاته ولاترفع الا لحاجة الاستشهاد بها للاستهلاك الاعلامي والدعائي لا لكي تكون نبراسا ومشعلا ينير للناس طريقهم ، بل للترويج عن ما يهدف اليه المستفيدون من تضحياتها .
لقد آن الاوان ان تحظى المرأة بما تستحقه من مكانة رفيعة خاصة ونحن اليوم امام مفترق طرق ونحن نعيش مرحلة تاريخية من تاريخ بلدنا ، سيحاسبنا الله والتاريخ عليها ما لم تأخذ المرأة مكانتها ودورها الحقيقي ممثلا بكونها نصف العالم والمجتمع والخلق بل اكثر من ذلك انها الام التي فضلها الله على الأب حين قال النبي محمد ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) ، لذا توجب علينا اليوم ان نحث المجتمع لتنال المرأة المكانة التي تستحق ، وان يكون لها الحظ الأوفر في إدارة مجالات واسعة في الدولة الحديثة .
وننوه الى ان اكثر الناخبين عددا وتاثيرا في سير الانتخبات ونتائجها النهائية هم النساء ، لذا لا يجب ان يقتصر دورها على شذرات قليلة هنا وهناك لا تتوازى مع اقل ما تقدمه هذه المخلوقة الرائعة ، اذا ما قيست بما كان ينتظر من المجتمع تجاهها ، الامر الذي ينعكس على مدى اهتمامه بالمرأة من خلال الاطلاع على احوال الامم وثقافات الشعوب والمعرفة الواسعة ، والملاحظ في عراقنا المحتل والمتهاوي انصراف مايسمى بالطبقة السياسية الى معالجة ومعايشة صراعاتهم منشغلين عن الروابط التي تشدهم الى عجلة التطور الذهبية ومحرهاالاساس المرأة التي لا تفتأ تقطع مسافات الزمن بحثا عن الخير والرفعة ، فهم منشغلون بسرقاتهم وفسادهم في خضم السجالات التي لا نهاية لها بتوزيع ثروات العراق فيما بينهم متناسين قضية المرأة التي يجب عليهم ادراجها ضمن اولويات بناء الوطن اذ لا وطن ولا شعب من دون المرأة وهم لا يتذكرونها الا عبر فتاوى المتعة وزواج القاصرات ومفاخدة الرصيعة التي لم يتجاوز عمرها عدة ايام استجابة لهوسهم بالجنس وكأن المرأة وسيلة لللمتعة لا اكثر ، وانا اذ اخط هذه الكلمات انما اذكرهم بانهم ما كانوا ليكونوا لولا المرأة التي لا غنى لنا جميعا عنها فهي الأم التي ربت والأخت التي ساعدت والإبنة التي عانت والزوجة التي ضحت ونصف المجتمع إن لم تكن أكثر من ذلك ؛ فانت ايها الرجل تخلق في رحم امرأة وتولد من امرأة وتربيك امرأة وعندما تبكي تحتضنك امك وهي امرأة ؛ وعنما تعشق تكون في قلبك امرأة وعندما تحب تكون انت في قلب امرأة ، فالاهتمام بك ايها الرجل واحتواء مشاعرك ورجولتك لاتتقنها الا المرأة ، فهي كاشعة الشمس بدفئها ، وهي امانة ولم تخلق للاهانة ، فهي ليست ناقصة عقل ودين وليست عورة وليست ضعيفة فهي شريكة حياة وليست تابعة ذليلة .
اخي الرجل اقول لك متى ما كنت لزوجتك رجلا تكن لك امرأة ومتي ما كنت لها عاشقا تكن متيمة بك فلا تطلب منها ان تكون لك كل شيء وانت لها لاشيء .
ونذكر هنا عن تعليم البنات الصغيرات والاهتمام بهن :
علموا بناتكم أنه في هذا الكون أشياء مهمة أهم من سفرة الطعام المتناسقة وزجاج النافذة اللامع ،علموهن ان هناك أشياء أهم من طول شعرها ولون بشرتها وتناسق جسدها وأهم من رضا الناس وسخطهم ونظرتهم الدونية لها وان هناك أشياء أهم من براعتها في الطبخ وغسل الملابس ، علموها انها قوية علموها وانها وطن وسكن وحضن دافىء علموها ألا تخاف من المستقبل لأنها فتاة علموها أن الله كرَّمها ورفعها وكل من يحاول إيهامها بغير ذلك فهو ليس إلا تافه من الأغبياء ، أخبروها أن الله إختتم بخلقها هذا الكون فهي مصدر الإكتفاء لا ترهقوها بتفاهات مجتمعكم ، دعوها تخرج وتتعلم وتسافر كما سافرتم وان تعيش كما عشتم ، دعوها تحلم وتخطط وتنفذ، فان لم تكونوا لها عوناً فلا تكونوا عائقاً لها وان لم تكونوا لها أمنا فلا تكونوا عليها حربا ، دعوها حرة كما خلقت وأكرموها وارحموها من سوء ظنكم واحموها من مرضى النفوس ؛ علموها ان دولة العمائم والدجل دمرت المناهج الدراسية والتعليم وان هذه العمائم تصف السافرة بالمريضة اذ لم يبق شيء إلا ودمروه ، علموها ان تثق بنفسها وان لا تمنح الفرص لمن لايستحق ، وأن لا يكبرن على فكرة العيش لإرضاء الجميع ، وعلموها ان كان الطريق امامها جيدا فانه لا يخلو من كمين .
وتذكر اخي الرجل اننا جميعا لا نملك شيئا في هذه الدنيا سوى اوراق كتبت عليها اسماءنا وبشكل مؤقت حتى حياتنا لا نملكها فكيف لنا ان نمتلك المرأة وهي شعلة الحياة؟! .