بطل المدينة 2



مارينا سوريال
2019 / 4 / 7

وقف صاحب العباءه الملونة فى الوسط بينهم بينما احنى بقيه اصحاب العباءات الابيض رؤسهم احتراما له ...كان ينظرمن بعيد وكانه فى عالما اخر ..فعلموا انه يتلقى رسالةما وعليهم التزام الصمت والهدوء..تمتم فى هدوء:لقد رحل ..فعل مثلما اردنا ..والان جاءت مهمتكم بالخروج الى كل مكان ..الى كل بقعة فى ارض الشمال يعيش عليها مخلوق واخبروه عن القصة وعندما يسعد بها..احضروه الى هنا ..اليه حتى يكون اخا جديد لكم ...انها مهمتكم التى وجدتم لاجلها ودونها الموت ..هيا يا اخوتى امركم بالانصراف ولا تخذلونى انا ومن دعاكم بالقصة ....
ركض ثلاث رجال يرتدون العباءات السوداء من بين عيون الناس ،داخل الحارات القذرة ،القوا بطعام الباعة على الارض ..لم يتبين احدا ملامح المطارد الا انه كان فتى صغير ..يركض ويقفز ..لم يستطع الرجال اللحاق به ....تمت عجوزبعثرت زجاجاتها من اللبن وهم يركضون ..يطاردون حتى الصغار ..لكزتها شابة كانت بجوارها ان تصمت حتى لا يستمعوا اليها ....
التفت من حوله وهو يستند على احد جدران الاذقة الضيقة ..اشتم رائحة العفونة التى اعتاد عليها من صغره ..منذ ان وجدته يد العجوز ملقى على الطريق ...تنفس الصعداء ..قفز على اسطح البيوت المنخفضة المطلة على بعضها البعض ...لم يحاول احد الاقتراب منه لرائحته ..ظل يسير حتى وصل الى كوخه لم يطرقه ودخل القى بجسده جوار العجوز التى كانت تنتظره ..نظرت ليديه الفارغتين بغضب...قالت ماذا اسنموت من الجوع؟..رد بلا مبالاه :وما شأئنى انا ..انتى اخرجى عوضا عنى اليوم ...صرخت هيا اخرج وجد لنا طعامنا ولو لم اعلم ان لا مكان اخر لديك لقلت بانك سرقت طعامى...رد بسخرية اى طعام ايها العجوز ..لقد طاردونى ..ردت كيف شاهدوك منذ متى يداك ثقيلة وتعود لنا من دون طعام .....لكزته بقدمها بغضب:هيا ..هيا سنموت من الجوع ..اذهب واصطد لنا طيرا لناكله ..وقف ورد هازئا :منذ متى تشتهين اللحم ايتها العجوز ؟.....خرج وهو يستمع لصوت سبابها من خلفه ....فكر من اين يسرق طعامه اليوم؟..لقد كان يشعر بالغضب من هؤلاء الرجال ..منذ ان طاردوه وهو لا يستطيع السرقة ؟....فكر لولا ان عباءتهم فارغة ..لكنه تذكر السلاسل المدلاه حول اعناقهم فابتسم ......
لم يذكر له اسم ولم يحب الاسماء ..كانت العجوز تطلق عليه اسما وفى كل حارة وذقاق لديه اخر ..ولم يكن هناك مطارد له سوى الباعة الذين تذمروا من كثرة سرقته لطعامهم حتى لقد بات يبتكر طرقا جديدة لتلك السرقات ولم يعد يهتم بان لا يراه احدا ..وكان ذو العباءات السوداء يطوفون بحثا عن كل خارج لا يمارس طقوسهم ..فيزجون به داخل قلاعهم العالية ..كان هناك داخل كل قرية من قرى المدينة الكبيرة قلعة يقضى فيها كل مخطىء عقابه ولكل مجموعة رئيسا يرتدى العباءه القرمزية هو من يصك القوانين ويصدر الاحكام ...كان الفتى بلا اسم يهزئا منهم رغم تنبيهات العجوز ...تذكره بانها من وجدته على الطريق ولولا انها ادخلته الى بيتها لمات من الجوع وان امثاله كانوا يلقون الى النهر ولكنها عطوف وهو فى المقابل لا يحضر لها الطعام الذى تطلبه منه من الاسواق ولا يحضر لها ملابس زاهية مثل التى ترتديها زوجة حارس القلعة....بل لا يحضر لها سوى القليل من الطعام وفقط فهو لا يحب الطعام او الملابس لكنه يحب السرقة ...كان فى بدايتة يسرق للجوع ثم اكتشف انه لا يحب الطعام كثيرا فبدا يسرق الملابس لكنه عاد لثوبه المهترىء الاول الذى احبه ..ولم يحب الحلى او سلاسل مثل التى يرتديها ذو العباءات وحراسهم ولكنه احب سرقتها ربما لانه عرف انها من الاشياء الثمينة لديهم ....كان يهوى جمع الاشياء التى يهتم بها اصحابها ويدفنها داخل جره كبيره بعيدا عن الانظار فى الجانب المهجور من المدينة ،ذلك الجانب الذى حذر منه ذو العباءات مرارا حتى بات ذكره مخيفا فلم يقترب منه صغيرا ولا كبيرا لكنه اراد ان يعرف ما يحدث بداخله وعندما طردته العجوز بعد نوبه غضب قرر الذهاب الى هناك ..كان يوقن ان هناك كنز مخفى واصحاب العباءات يريدون اخفاءه عن اعين الباقين ..استلذ ان تكون تلك سرقته فكسر سياجها فى جنح الظلام ....كانت الاسوار شائكة وعالية ولكنه تمرن قلبها على كيفية العبور من اسفلها والان هاهو هناك وسط الغابة المظلمة لم يسمع بها سوطا ولم يرى سوى اشجار بها ثمرات لم يستطع تسلقها فاكل من الملقى الى جانبها وعندما شعر بالنعاس نام ....وفى الصباح خرج ولكنه قرر العودة مرة اخرى فى الليلة التالية ليتوغل فيها اكثر ...فى تلك المرة راى الغزال يسير الى جواره حمارا وحشيا وراى ارنبا وراى ثعلب ولم يسمع صوت صراخ ولم يجد سوى السكون فاحب المكان وصار خلوته ،كان الوحيد الذى اكتشف سر اصحاب العباءات ولكنه لم يفهم لما يخيفون الناس بها ..واين ذلك السر المخفى ؟...ولكنه علم ان كان هناك كنزا فسيجده يوما وهو يتجول بداخلها او ستدله عليها حيواناتها بعد ان الفوا وجوده ..ولكنهم علموا وطاردوه من مكان لاخر ..حتى مسكنه وسط العجوز لم يعد يقربه سوى ليلا....لاول مرة يشعر بشعور تجاه العجوز وهو الشفقة لم يرد لها ان تتاذى ولكن بعد ان اشتد الجوع عليها خرج ولم يعد لها مرة اخرى ....نادته باسم عباد وهكذا عرفه الناس من حوله لكنه فى مرات كان يقول محتار واخرى جوال واخرى وغيرها ....كان فىكل حارة اسما له ولم يمل من ذكر الاسماء .....لم يفكر ان يعود لتلك البقعة التى وجدته فيها العجوز عله يعرف من تركته ولم يهتم لها ....كان يحب الترحال والسرقة والنوم تحت الشجر لذا احب غابتة السرية وغضب عندما وضعوا له حراسة بداخلها لمنعه من الاقتراب منها ....