الطلاق لغير عِلَّة الزنا ؟!



فريدة رمزي شاكر
2022 / 5 / 26

هناك ناس شغالة طعن في الإنجيل بإقتطاع الآيات من سياقها وتفسرها بمزاجها من الترجمة الإنجليزية. طيب هو كان حد قالك أن الإنجيل الأول كُتِب بالإنجليزية أم باليونانية ؟!
يقولون: ( الأصل اليونانى إللى مأخوذ منه الترجمة بالانجليزى لكلمة (Put away) وده معناها هجر الزوجة أو تسريحها أو تركها ولا تعني الطلاق الفعلي؟! فهل رجعت للأصل اليوناني إللي بتتكلم عنه وعرفت معناه لتساوي بينه وبين الترجمة الإنجليزية ؟!

💠 - ناس بتقول أن هناك عيب في الترجمة العربية للإنجيل و هي إللي خربت الدنيا. طيب حضرتك ليه إعتمدت على الترجمة الإنجليزية ولم تعود للأصل اليوناني ؟! مهو ربنا عرفوه بالعقل! إن كان مرجعك الإنجليزية وهودي ليست أصل كتابة الأنجلي فبالاولى ارجع للأصل الفيصل في مفهوم الآيات!

🔹 يزعمون أن الآية في متي 5: 32 " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ put away إمْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَة divorced فَإِنَّهُ يَزْنِي".
بأن كلمة #put_away لا تعني يطلِّق بل يترك ويهجر و لاتساوي #divorces في المعنى؟!
و ده طبعاً مجرد محاولة منهم لدفع النص بإتجاه مفهوم تاني خالص وليس قصد المسيح ، بأن من هجر أو ترك إمرأته إلا لعلة الزنا فهو( يدفعها للزنا) لأنها لمؤاخذة في إحتياج للجنس وعاطفي! ، أو زي شخص قال لان مالهاش دخل ولا رزق ولا معاها حقوق المُطلقة ولا معاها ورقة طلاق تتجوز تاني بها، فتروح للزنا لإحتياجها المادي أو العاطفي!!
طبعاً كلام فارغ ومقتطع من سياق الآيات بإضافة نبرة تعاطف لإستدرار مشاعر القارئ ليؤيد تعاليمهم المنحرفة بلويِّ عنق الآيات ليصبح مفهومها كما يريدون: " من هجر أو ترك زوجتة إلا لعلة الزنا يجعلها تزني و من تزوج من مطلقة يزني " فهل من تم هجرها أو تركها أو تسريحها تأخذ صفة" مطلَّقة divorced " ؟!

💠 - لماذا قال السيد المسيح " قيل .. أما أنا فأقول" ؟ لأن اليهود تجاهلوا باقي الآية التي تتكلم عن زني الزوجة أو الزوج، فإقتطعوا نصف الآية لهذا قال لهم " قيل" بأن: " من يريد أن يطلق يعطي كتاب طلاق " ! .
في الحقيقة أن موسي النبي لم يقل تلك المقولة أبداً . بل اليهود من كانوا يقتطعوا الآيات وجعلوا الطلاق " لكل سبب" ، كما يفعل بعض المسيحيين الآن ! .
🔹 ولهذا عندما سأل الفريسيين المسيح ليجربوه "متى 19 : 3" سألوه : ( لكل سبب) ؟!
3 وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ put away إمْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟»
و لأن اليهود كانوا يخالفون شريعة التوراة ويطلّقون" لكل سبب" مخالفين تشريع موسى عن الطلاق بشرط الزنا . لهذا نلاحظ في الترجمة الإنجليزية أيضا إستعملت كلمة ( طلق- put away) وهي تعني بالضبط الطلاق الفعلي، وسأثبت هذا في سياق المقال.

🔹 ثم الآية 7 قَالُوا لَهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟».. وترجمتها: to give a writing of #divorcement, and to #put_her_away

هنا جاءت put her away بمعنى "فتُطلَّق" وليس فتُهجر ولا فتُترك! رغم أنها أتت بعد" كِتَابُ طَلاَق" ،هنا حددت الكلمة المعنى المقصود بأن " تُطَلَّقُ فعليا" وليست بمعنى ترك ولا هجر، لأن ماقبلها " كتاب طلاق " يؤكد وقوع الطلاق الفعلي divorcement.

🔹 في الآية 8 قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا put away نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا ".
فهل كان موسى يقصد ب ( تُطَلِّقُوا- put away ) أن تهجروا وتتركوا نسائكم ؟! هل يتسق المعنى بحسب مفهوم من فسروا الآيات بمزاجهم ؟! .

💠 نأتي للآيتين محل اللخبطة والتنازع ولويّ عنقهما لتتوافق مع أهداف البعض.. في متى5 :31 -32 :
«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ إمْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَق. 32 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي..«

وترجمتها الإنجليزية التالي هي التي يعتمد عليها هؤلاء المطالبين بالطلاق والزواج الثاني بخلاف علة الزنا :
Mat 5:31 It hath been said, Whosoever shall #put_away his wife, let him give her a writing of #divorcement:
" وقيل" اليهود هم من قالوا وليس توراتهم ما تقول. هل كانوا يقصدون "مَن هجر و مَن ترك" فليعطها كتاب طلاق.. أم يقصدون " مَن طلّق" فليعطها كتاب طلاق كقول المسيح عنهم؟!
مفهوم الطلاق في اليهودية بمعني " يضعها جانباً " فاليهودي الذي يتزوج ثم يطلق فهو " يضعها جانباً- يضعها بعيداً" و يعطيها "كتاب طلاق"، وكان اليهودي يخالف الشريعة ويتخذ إمرأة أخري غيرها.
ولهذا جاءت الترجمة الإنجليزية put away بمعنى ( وضع بعيداً - وضع جنباً) وهي تعطي نفس مفهوم الطلاق في التوراة العبرية والمجتمع اليهودي.

🔹 الآية 32:
Mat 5:32 But I say unto you, That whosoever shall #put_away his wife, saving for the cause of fornication, causeth her to commit adultery: and whosoever shall marry her that is #put_away, committeth adultery.
جاءت كلمة (مُطلَّقة ) بترجمتها #put_away في النُسخ الإنجيلية التالية:
1- World English Bible
2- Young s Literal Translation
3- Literal Standard Version
4- Douay-Rheims Bible
5- American Standard Version
6- English Revised Version

وفي باقي الترجمات الأخرى أتت بمعنى " مطلقة - divorced woman" إذن اللفظتين يؤديان نفس المعني ( مطلقة فعليا) وليس من تم " تسريحها ولا تركها ولا هجرها " !

💠 هيسأل المتشكك: أي الكلمتين هي الفيصل بين ترجمات النسخ الانجليزية؟ المنطق يقول أن الأصل اليوناني للمفردة هو ما يوضح المعنى المقصود .
فالآيتين باليونانية : Ματθαίος 5: 31-32 :-
όποιος #χωρίσει τη γυναίκα του, ας της #δώσει_διαζύγιο. [32] Εγώ, όμως, σας λέω ότι, όποιος #χωρίσει τη γυναίκα του, εκτός για λόγο πορνείας, την κάνει να διαπράττει μοιχεία· και όποιος πάρει #χωρισμένη γυναίκα, γίνεται μοιχός.

🔹 وهنا مربط الفرس!
( όποιος χωρίσει ) = "هذه العبارة تعني "مَنْ يطلّق
ونلاحظ في الآيتين تكرارها مرتين : (طلّق - χωρίσει ) = بمعنى إفترق أو إنفصل أو إنقسم وهي التي تُرجمت في الانجليزية put away .
🔹 أما كلمة "مُطلَّقة" فهي ( χωρισμένη وتنطق chorisméni)، فليس لها معنى آخر سوى وقوع الطلاق الفعلي، وهي نفسها الكلمة المشتقة من نفس جذر كلمة ( χωρίσει =طلَّق، إفترق، إنفصل، إنقسم وتنطق chorísei)
إذن χωρισμένη مطلقة= put her away =

💠 - ولتوضيح الأصل اليوناني لنفس الآيات في متى 19: 3-10 سألوه مامعناه إذا كان الطلاق لا يكون إلا لعلة الزنا « فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟» ..
فيقول :
🔹 3 وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ να χωρίσει إمْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» هنا الكلمة محددة بمعنى "الطلاق أو وقوع التفريق والإنفصال" وليس الهجر ولا التسريح.

�قَالُوا لَهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟» διαζυγίου, και να τη #χωρίσει# ،" فَتُطَلَّقُ "هنا بمعنى "تفترق- تنفصل- χωρίσει" وهي نفس الكلمة التي يعترضون عليها ويدعون أنها بمعنى الهجر والترك ! ولكنها هنا بمعنى وقوع الطلاق بعد إعطاءها "كتاب الطلاق". ولا تؤدي معنى الهجران والترك !

�- قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا χωρίζεστε نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. "تُطَلِّقُوا -χωρίζεστε" هنا أي " سمح لكم بالإنفصال" .

� - وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ "طَلَّقَ -χωρίσει put away " إمْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ " بِمُطَلَّقَةٍ- which is put away- χωρισμένη" يَزْنِي».. ونلاحظ أن "طلق - χωρίσει" هنا بمعني" إفتراق- إنفصل" ومن جذرها أتت إسم ( المطلقة -χωρισμένη - which is put away" وليس لها معنى سوى الطلاق الفعلي للمطلقة.
نلاحظ هنا في الترجمة أن كلمة " المطلقة which is put away = divorced woman وهما يقابلون باليونانية مفردة χωρισμένη والتي هي من نفس جذر" طلق- χωρίσει " بمعنى إفتراق و إنفصل، وليس بمعنى ترك ولا هجر كما تدّعي الناس إللي عايزة تطلّق !

💠 -ما يؤكد ماسبق هو إنجيل "مرقس 9" ونفس مفهوم الطلاق و أن من يطلق يزني وليس بمعنى " لا هجر ولا ترك ولا تسريح " بل بمعنى divorces فيتهربون من هاتين الآيتين :
11 فَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ طَلَّقَ إمْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا.
12 وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي»
11 Whoever #divorces his wife and marries another commits adultery against her.
12 And if a woman #divorces her husband and marries another, she commits adultery.”

إذن الزواج الثاني زنا ، لأن الزواج الأول لم ينفك بعد بسبب عدم وقوع حالة الزنا التي هي شرط للطلاق. لهذا إن هو أو هي " طلق - divorces " فالطلاق بغير على الزنا محرّم، وبالتالي زواجه الثاني كأنه (( يزني عليها)) .

💠 - نأتي لمفهوم كلمة ( طلاق) في العبرية و بالمفهوم اليهودي تأتي بمعنى ( قطع لحم) فمن طلق زوجته كمن قطع بسكين جزء حيِّ من جسده. ولكن إن زنت أو زنى، أصبحت ميتة أو ميت، فهو بتطليقها يقطع جزء ميت من جسده، وهي في حكم الميتة فلا تصير لرجل أخر، ولكن يمكنها أن تعود إلي زوجها، إن قبِل رجوعها ، ولكن إن صارت لرجل أخر فهي تنجسه فلا تعود الي زوجها الأول. وكذلك نفس الشيء لزنا الرجل. وهذا نفس مفهوم شريعة الإنجيل وتعاليم المسيح.
🔹 ولذلك أوضح التوراة أن" مكرهة الرب الطلاق" لأنه يعتبرها خيانة وغدر. ( أَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلاَقَ، قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ.. فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ لِئَلاَّ تَغْدُرُوا ) - ملاخي 2 : 16
فمفهوم التوراة و الإنجيل لحدوث الطلاق وشرطه هو علّة الزنا.

💠 - لهذا في سفر التثنية 24 يقول موسى:
1 «إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ، وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ. 2 وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ 3 فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الَّذِي اتَّخَذَهَا لَهُ زَوْجَةً، 4 لاَ يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الَّذِي طَلَّقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لَهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ. لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. فَلاَ تَجْلِبْ خَطِيَّةً عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.

🔹 فيتضح ان الطلاق في العهد القديم هو أيضا لعلة الزني فقط ولذلك ما تكلم به السيد المسيح هو تأكيد وتوضيح لمفهوم الطلاق ولكنه لم ينسخ شريعة الطلاق الموسوية !