العنف ضد الاطفال واثره في الطفل والمجتمع



شيرزاد همزاني
2023 / 5 / 6

العنف ضد الأطفال وأثره في سلوك الطفل عند البلوغ وفي المجتمع

لا يغيب عن بال أي شخصٍ بالغ ذكريات طفولته الكثير منها مفرحة ومؤلمة وذلك حسب البيئة التي نشأ فيها الشخص كطفل. فالعنف ضد الطفل سواء أكان عنفاً حسدياً كالضرب والسجن في البيت أو نفسياً كالاستهزاء به أو إظهاره بمظهر الطفل الغبي . الى آخره من الممارسات التي يقوم بها الوالدين في بلداننا لتربية أطفالهم والتي هي في اعتقادهم ممارسات صحيحة ,فقد استعملت معهم وهي موروثة وفي هذا ما يثبت شرعيتها وفعاليتها وإلاّ كان السابقون سيتخلون عنها. هذه الممارسات تؤدي في القريب العاجل الى نتائج وخيمة فالطفل يصبح حزيناً, مكتئباً, منعزلاً وتنمو فيه روح العدوانية والعنف لحل المشاكل.
لا غريب أن نرى مجتمعنا الذي يمارس هذه السلوكيات في تربية الطفل يعاني من العنف. فالطفل عندما يُمارَس العنف ضده في صغره - واقصد العنف الجسدي والنفسي - يمارس هذا العنف ذد غيره ولكن كشخص بالغ. فلا يجد ضرراً من أن يضرب الآخر لأخذ حقه منه بدل اللجوء الى القضاء ولا بأس من المشاركة في معركة عشائرية وقد كان في صباه في عصابة حيِّه يتعارك مع الآخرين. هذا العنف الذي نجده في مجتمعاتنا إن لم يكن كله فمعظمه يرجع إلى أننا قد تربينا والعنف يلعب دوراً مهما في تربيتنا بحجة تعليم الطفل لأن يكون فرداً ملائماً وصالحاً في المجتمع. حتى عندما يمتنع الطفل عن الصلاة والذهاب للجامع فإنه يُضرَب الى آخره من الأمور كالغياب عن المدرسة أو مشاجرة مع أبن الجيران الخ … كل هذه الأمور تُصفى بالعنف وقلما يكون النقاش الهادىء البناء جزءاً من أسلوب العلاج وحل المشاكل.
للعنف ضد الأطفال أثر مهم في سلامة وأمن المجتمع في المستقبل وبناء مجتمع مسالم لا يرجع اعضاؤه الى العنف لحل مشاكلهم بل الى الدولة - مع وجود استثناءات قليلة في حالة العصابات - لهذا جعلت معظم الدول المتقدمة العنف ضد الطفل جريمة يُدان عليها ممارس العنف وقد تصل لحد سحب الحضانة من ممارس العنف. نرى هذا بوضوح في الدول الاسكندنافية والهجمة الشرسة على السويد في الآونة السابقة واتهامها بأخذ اطفال المسلمين كانت بسبب أن الوالدين من الشرق الأوسط يمارسون العنف ضد الطفل في عملية تربيته وخلال نموه الجسدي وبلوغه سن الرشد.
نرى أن الدول الاسكندنافية فيها أقل نسبة جرائم عنف وقتل - اذا استثنينا جرائم ذوي الأصول الأجنبية - بسبب ان العنف مُجرَم ضد الطفل. فالطفل الذي كبر ورُبيَّ في بيئة تعامله كأنسان وتحفظ كرامته وشخصيته , أقول هذا الطفل سيكون له معيار سليم في التعامل مع الغير ومع عائلته عندما يكبر ويكوِّن عائلته