كتاب -100 سنة من حقوق الطفل عالميا ومغربيا: حكايات ومسارات- تحت مجهر المقهى الثقافي بمكناس الجزء الثاني



محسين الوميكي
2023 / 7 / 2

الجزء الثاني

مداخلة عبد الوهاب البقالي:
تناول البقالي عبد الوهاب الكتاب من خلال قراءتين: قراءة خارجية تعلقت بشكل الكتاب وعنوانه مع اعتبار الكتاب مرجعا أو دليلا للطلبة والباحثين في سلك الإجازة والماستر والدكتوراة لأنه يجمع بين دفتيه معارف متعددة (التاريخ، علم الاجتماع، القانون الدولي، القانون الدولي الإنساني، القانون والقانون العام وحقوق الإنسان) كما وصف عبد الوهاب الكتاب بأنه جامع وشامل، بحيث من الصعب أن تجد مؤلفا يشتمل على هذا الزخم من المعلومات الحقوقية التي تلامس مئة سنة من المسار الحقوقي الطفولي. وشدد عبد الوهاب على أن قراءته لهذا الكتاب هي انطباعية أكثر منها علمية. وتَعتَبر هذه الانطباعية:
- أن الكتاب كُتب بطابع روائي يجذب القارئ الذي عليه أن ينتبه إلى طبيعة القضية التي يترافع عنها الكتاب والمتجسدة في قضايا الطفولة والتربية.
- اختيار وضع قضايا حقوق الطفل في إطار زمني وفي مسارات وحكايات.
- الغوص في التقعيد القانوني من خلال المسار الزمني العالمي والمحلي.
ـ التقعيد القانوني لحقوق الطفل في ترتيبه الكرونولوجي يرحل بالقارئ الى المعاناة التي طبعت حياة البشرية بحيث يمكن القول أن مسألة حقوق الطفل والنضال من أجلها لم تكن معزولة عن الشروط السياسية والاجتماعية والفكرية دوليا ووطنيا.
ـ تجميع وتوثيق بحس إنساني ونضالي لكل ما يتعلق بحق الطفل.
اعتبر عبد الوهاب أن عملية التقعيد القانوني لحقوق الطفل رافقتها في المغرب عدة محطات أساسية لعبت أدوارا طلائعية في خلق وبلورة أدبيات حقوق الطفل محليا.
وخلص عبد الوهاب إلى أن كتاب مصطفى يختلف عن باقي الكتب التي تناولت الموضوع وهذا راجع لعدة اعتبارات نجد منها أن الكتاب لم يكتف بالحديث عن الحقوق التقليدية المتعارف عليها بل تجاوزها إلى الحديث عن مواضيع أخرى مثل:
• استغلال الأطفال جنسيا.
• استغلال الأطفال في الحروب والنزاعات المسلحة.
• استغلال الأطفال في العمل في ظروف قاهرة.
• تشغيل الأطفال في وضعية إعاقة.
• تمدرس الفتيات.
• الاتجار بالأطفال.
تحدث عبد الوهاب عن مرحلة خامسة مقبلة يجب على الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني أن تشتغل فيها بشكل وطيد؛ وعلى الدولة أن تسن قوانين زجرية في القانون الجنائي. والكتاب في نظر عبد الوهاب يرسل ثلاثة رسائل مستعجلة:
الرسالة الأولى موجهة للدولة قصد تعزيز حقوق الطفل وتطويرها وتفعيل الاتفاقيات ورصد التراجعات.
الرسالة الثانية موجهة للمجتمع الشريك الأساسي الذي عليه أن يهتم بالتوعية والتربية لكي يقتنع بحقوق الطفل فتوفر الوعي مسألة حاسمة وضرورية.
الرسالة الثالثة موجهة للجمعيات التربوية التي عليها أن تبذل جهودا أكثر لفائدة الطفل.
مداخلة الأستاذ عبد الرحمن العمراني:
اعتبر الأستاذ عبد الرحمن ـ من خلال ملف صوتي لكونه تعذر عليه الحضور لإصابته بوعكة صحية ـ اللقاء تكريما لمجهودات ومكانة مصطفى فيما يخص مجال حقوق الطفل وذكَّر في مقدمته بمساهمته في كتاب سابق يحمل عنوان "الطفل الذي كنته".
أشار عبد الرحمن إلى تفاقم المشاكل التي تعيشها الطفولة دوليا ووطنيا الشيء الذي أدى بالضرورة إلى توسيع مجال إنتاج مطالب جديدة يجب الترافع عليها وبالتالي الاهتمام بالطفل قانونيا، اقتصاديا واجتماعيا ويمكن القول أن الحقل الحقوقي الطفولي يتنامى باستمرار ولا يعرف توقفا؛ فكلما ظهر إشكال جديد يمس الطفولة باختلاف الوجوهيات من السياسة إلى التربية مرورا بالاجتماعي وجب التفكير في الحلول وصياغة القوانين.

يتبع