عُطْلَة



عبد الله خطوري
2023 / 7 / 12

.. هاااا .. أخييرا تْحَرَّرْنَا .. هذا قدرنا .. قادمون سَنَغْزُو آلعالم .. صاحت حناجرهم آلملتوية في آلسماء، وعلى قارعة آلطريق ينط بيغْ بُوسٌ صغيرٌ في العَنان بلا جاذبية بلا فيزياء مستعينا بشغف خيال آلتقطته عيناه من حنايا أحلام يقظة آلمنام .. تصرخ حَنحرتُه .. آ آ آي ي ي .. يُريدُ يضرب خصما فطنا مُتَوَهَّما في هواء .. يحلق الباقون كطيور أيارَ ترنو بأمل لبقية الفصول .. كانوا يشربون الزلال من عيون صافنات الجبال .. يأكلُون ثمار الغَاب حافية .. تزرع الرياحَ صرخاتُهم الطافحة بحالمات آلمُحال .. تجني العواصفَ والزَّبَدَ آلرَّابِيَ مُقلُهم المشرقة في آلغلس .. يتطهرون برذاذ الأمطار .. تقتاتُهم حبَيْباتُها يقتاتون قطراتها والحَمَأ المَسنونَ .. تسحقهم الأنظارُ آلماحقة .. لا يبالون .. الأرض تَمُورُ من تحت أرجلهم آلعارية يطيرون يحلقون كحساسين بهاء في ليالي عناء تُنَورها بدور ونجوم وشهبُ الأقمارِ وكثيرٌ من مُلَح الحبور .. يصرخون .. يضحكون .. السماء فوق رؤوسهم زرقاء عارية ترسل شواظ تموزها من حميم جهنم تُسْقَى من ماء كآلصديد .. يغالبونها تغالبهم .. يَنْضون بجَأش ما تبقى في حناياهم من قسمات تسكنُها طفولة موؤودة في قماقم أقبية لا تتفقدها القوافل السَّيَّارة .. ما فيهم يوسف يستشرف النبوءات ما فيهم موسى يلكز آلعثرات ما فيهم عيسى يمسح آلذنوب يُحْيي آلحيوات ما فيهم إسماعيل ذبيحا ما فيهم محمد يرعى بحدْب غفوة آلغنمات ما فيهم آدم يعانق في حبور دهشة آلبدايات ما فيهم نوح ما فيهم ولد صبوح ما فيهم حدس ما فيهم نبوءة ما فيهم عقل حصيف ما فيهم قلب نيئ تحن عليه شِواظ آلطعنات .. ينبجسون من لا مكان من لا زمان يلقون عنهم ما تبقى من أسمائهم وآلألقاب عُرضَ اليباب يتأوهون يهددون الأزمان الكاسدة المتعاقبة القادمة .. كالأسُود السود البائدة بلا عرين يزمجرون بلا فائدة .. آآآهْ هْ هْ ...