انترنت الطفولة وذكريات العالم الافتراضي

في الوقت الحالي، يعيش أطفالنا طفولة مغايرة تماما في واقع العالم الافتراضي عن تلك التي عرفناها سابقا ويبنون انفسهم وحياتهم في هذا العالم ليكسبوا عادات وتقاليد بعيدا عن الحياة الواقعية من حولهم، بعيدا عن عقلانية الام والاب.
لا يعلم اطفالنا انهم يبنون ذكرياتهم مستقبلا في هذا الواقع الافتراضي الذي سيكون لهم ذكريات طفولة السوشل ميديا والعاب الفيديو مقارنة بالاجيال القديمة التي سبقتهم.

لقد أصبحت التكنولوجيا هي المحور الأساسي الذي يدور حوله عالمهم، فهم ينغمسون في منصات التواصل الاجتماعي، الألعاب الإلكترونية، وعوالم رقمية لا حدود لها، مما جعلهم يبنون تصوراتهم وأحلامهم وحياتهم داخل هذا الإطار الافتراضي، لكن هذه الطفولة الرقمية تأتي بثمن، العزلة عن الواقع المحيط، وتقلص التفاعل الحقيقي مع الأهل والأقران.
على الرغم من أن العالم الافتراضي يفتح أبوابا لإمكانات لا حصر لها، إلا أن الأطفال غالبا ما يفتقدون الارتباط بالعادات والتقاليد والمفاهيم الاجتماعية التي تشكل قاعدة أساسية للنمو المتوازن، يبدو أن دور الوالدين في هذا السياق قد تراجع أو أصبح هامشيا في ظل انغماس الأطفال في هذا العالم الافتراضي، حيث تصبح التكنولوجيا هي المربي الأول.

هذه التحولات تجعلنا نتساءل .. كيف سيبدو مستقبل هؤلاء الأطفال؟؟ .. هل سيحملون معهم ذكريات طفولة مليئة بالسوشال ميديا وألعاب الفيديو فقط؟؟ .. وكيف يمكن مقارنة هذه الذكريات بتلك التي حملتها الأجيال السابقة المليئة بالتجارب الحقيقية كالألعاب التقليدية والقصص العائلية والجلسات الاجتماعية؟؟

اذا تطرقنا بعمق حول الموضوع، فهناك ايجابيات وسلبيات.
- الإيجابيات :
▪︎ العالم الافتراضي يعزز الإبداع والابتكار لدى الأطفال من خلال التعرف على ثقافات جديدة وتعلم مهارات تقنية بالإضافة إلى التطبيقات التي تسهل تعلم اللغات والمهارات.
▪︎ يفتح فرصا للتواصل مع أقرانهم في أماكن بعيدة، مما يجعلهم أكثر انفتاحاً على العالم.

- السلبيات :
▪︎ يؤدي إلى تآكل الروابط الاجتماعية الحقيقية مع الأسرة والمجتمع القريب.
▪︎ يجعل الأطفال أكثر عرضة للانعزال، قلة النشاط البدني، والتأثر بالسلوكيات غير الصحية عبر الإنترنت.
▪︎ التعرض المفرط للشاشات قد يسبب مشاكل مثل اضطرابات النوم، السمنة، والعزلة الاجتماعية.
▪︎ فقدان الخبرات الحسية والحياتية التي كانت جزءً من طفولة الأجيال السابقة.

- ما هي الحلول لهذه الظاهرة؟؟
▪︎ تعزيز التوازن بين العالم الافتراضي والواقع من خلال تخصيص وقت محدد للتكنولوجيا وممارسة أنشطة واقعية.
▪︎ توجيه الأطفال نحو استخدام التكنولوجيا بطريقة بناءة ومراقبة المحتوى الذي يتعرضون له.
▪︎ إعادة إحياء الأنشطة التقليدية، مثل الرحلات العائلية والألعاب الجماعية، لإثراء طفولتهم.
▪︎ يتطلب المستقبل منا كآباء ومعلمين أن نكون حاضرين بشكل أكبر في حياة الأطفال، لضمان أنهم لا يفقدون التواصل مع هويتهم الحقيقية في خضم هذا الزخم الرقمي.