المرأة والرجل...هل هما شريكان في الحياة أم خصمان في معركة لا تنتهي؟



زينة ركين
2025 / 3 / 30

الرجل والمرأة...هل هما شريكان في الحياة أم خصمان في معركة لا تنتهي؟
لماذا يشعر كل طرف أن الآخر يعيش في عالم موازٍ؟ لماذا تتحول كلمات بسيطة إلى قنابل موقوتة؟

الحقيقة القاسية: لا أحد يفهم الآخر بالكامل ولكن الأسوأ هو أن كل طرف مقتنع أن مشكلته مع الجنس الآخر فريدة من نوعها، بينما الواقع أن هذا النزاع يتكرر منذ الأزل. المجتمع صنع هذا الصراع، وربّانا عليه، ثم تركنا نصطدم ببعضنا البعض دون دليل إرشاد.

يُقال للفتاة: "الرجل الحقيقي سيفهمك دون أن تتحدثي"، فيكبر لديها وهم أن الشريك المثالي قارئ أفكار، ويُقال للصبي: "لا تبكِ، الرجال لا ينهارون"، فيتعلم أن المشاعر نقطة ضعف يجب إخفاؤها.... وحين يلتقيان، تتفجر التوقعات الخاطئة: لماذا لا يفهمني؟ لماذا لا يعبر عن مشاعره؟ لماذا تصرّ على تفسير كل شيء بشكل عاطفي؟ لماذا تريدني أن أتحمل دراما لا تنتهي؟

المرأة تريد الاهتمام، الرجل يريد الحلول.... هي تريد أن تُسمع، وهو يريد إنهاء النقاش بأسرع وقت، هو يرى في حديثها الطويل طوفانًا لا ينتهي من الشكاوى، وهي ترى في صمته تجاهلًا قاتلًا.. النتيجة؟ انفجار متكرر لا نهاية له.

لكن ماذا لو توقفنا عن تكرار الأسطوانة نفسها؟ ماذا لو فهمت المرأة أن الرجل لا ينسحب لأنه لا يهتم، بل لأنه يحتاج إلى وقت لمعالجة الأمور؟ ماذا لو أدرك الرجل أن المرأة لا تريد حلًا فوريًا، بل تحتاج إلى شخص يسمعها دون مقاطعة؟
التواصل ليس مجرد حديث، بل طريقة في الفهم... بدلًا من "أنت لا تفهمني أبدًا!"، لماذا لا يكون السؤال: "كيف ترى هذا الموضوع؟"، وبدلًا من "أنتِ درامية جدًا!"، لماذا لا يكون السؤال: "لماذا يزعجك هذا الأمر لهذه الدرجة؟".
الصراع بين المرأة والرجل ليس قدرًا محتوماً، لكنه سيظل مشتعلاً ما دمنا نعيش داخل قوالب جاهزة صنعتها لنا المجتمعات.
من يجرؤ على كسر القواعد أولاً؟