المرأة العربية لم تنطق بعد

حنان بن عريبية
h.abdessalem@gmail.com

2014 / 1 / 16

المرأة المثالية بالنسبة للرجل الشرقي بصفة عامة هي النقية الطاهرة. هي ليست كالأخريات أو بعبارة أدق ليست كاللواتي يصفهن بالفسوق و الفجور… وهو تصنيف يشمل حتى المتمردات على أوضاع لا إنسانية و كل من تطالب بالمساواة في الحقوق مع الرجل...المثالية لديه هي الطائعة الصامتة الخانعة، هي التي لا تحتكم في شيء إلا بإرادته، هي المرأة التي تميزت على الفاجرات بصمتها و احتشامها. هي الملكة الجارية التي تخشى ذكرها في المجتمع فتكتم ما يلحقها من أذى. هذه الرؤية الشائعة عندما يطرح رأي الذكر في المرأة رؤية لم تتحرر بعد من عقدة المرأة الآثمة مصدر الفساد كله. و يتجسد هذا في استناده دائما لثنائية "الطهر و العهر" المقترنة فقط بالأنثى وحدها إضافة للإقصاء الكلي للرجل في مسألة الفساد الأخلاقي طالما أن تأشيرة الطهارة هو من يمتلك مقاليدها. فالرجولة في المجتمعات العربية لا تخرج عن الإطار الجسدي و التمشي في تحقير الأنثى كلما سنحت الفرصة أو بمجرد سماع صوتها الثائر ليقع إزهاقه بكل النعوت المشينة لتغدو المرأة مبتورة اللسان أمام ثنائية "الطهر و العهر". و هو ما يبرر صمت العديدات على ممارسات غير أخلاقية تقع عليهن و لا ينطقن بحرف مخافة نعتهن بالفاجرات و تحميلهن المسؤولية في مجتمع تحولت فيه الضحية لاثمة أمام هذه الرؤية اللامنطقية. كيف يتم ضبط معيار طهارة المرأة المثالية بالنسبة لذكر من خلال هذا الارتجاج الفكري الغير متوازن طالما أن المرأة الفاضلة لم تخرج هي بدورها من دائرة الوساخة و الدناسة.. هي فقط متميزة على غيرها الفاسدات !! ؟

تبرز هشاشة المعيار الذي يضبطه الذكر في تحديد شروط المرأة المثالية مبدئيا عن طريق وصف النقية بتميزها على الفاسقة و الماجنة مع التأكيد أن الأولى هي الأفضل. وهو معيار له أبعاد غائية منها أن جنس الأنثى لم يخرج من بؤرة الفاسدة، فالنقية في نظر أحدهم قد تكون فاجرة في نظر أخر. وهو ما يجعل المبدأ هنا فسادهن جميعا و يبقى استثناء الطاهرة متوقف على إقرار الذكر الذي يختارها أو من يجدها طيعة لمتطلباته فالمرأة العربية في وضعية المتهمة دائما و يبقى صك البراءة بيد الذكر لوحده و بمجرد حصول أي شيء لم يستحسنه منها ترجع حتى بعد تتويجها بالطهر و العفة إلى فسادها الأصلي الذي يشمل جميع النساء بدون تمييز. كذلك جعلها في حالة اضطراب دائم و التصرف على ضوء ما يريده منها المجتمع الذكوري. وهذا ما يجعل معيار الطهارة المنسوب للمرأة وحدها يستبطن تلك الصورة المشوهة للمرأة، فلم يسبق مثلا أن كان الإفصاح بنقاء إحداهن من ضمن النقيات لا من مجموعة الفاسدات و بالتالي يبقى الفساد الأخلاقي عمليا مقترنا بجنس الأنثى مهما كان وضعها أو موقعها خاصة اقترانه الشديد بضحايا المجتمع و نلحظ التملص دائما من المسؤولية عن طريق نعتهن بالغانيات و الدعوة لنبذهن....دون محاولة الإحاطة بهن أو مساعدتهن بل الغاية محاربتهن بشتى النعوت ليبرز الذكر رجولته التي يستمدها بالأساس من تحقير جنس الأنثى لا غير ...

لقد بدا و بصورة جلية أن ثنائية "الطهر و العهر" المقترنة بالجسد فقط تعكس الباطن الفاسد الذي يحمله الشخص لنرى مجتمعا ينخره الكبت والعقد دون محاولة الولوج في صميم العلة بل الطواف حولها كل مرة خاصة و أن الذكر تعرف عنه مواقف الجبن و الخسة بممارسات لا إنسانية و تتحول لمواقف رجولية بمجرد المضي في السائد بشتم النساء و التشهير بهن أو الحديث عن مغامراته العاطفية و الجنسية حتى و إن كانت من وحي الخيال، فكلما تحدث عن المرأة بسوء زادت رجولته و باركه جموع الفحول و يحصل المقصود بخشية المرأة منه. لنجد أنفسنا بمجتمع تطغى عليه ثنائية الرجل و المرأة و قصور في فهم معنى المساواة بينهما، في حين لا يخفى على العديد أن الفساد و الحرام بدورهما في المجتمعات العربية درجات : فهذا مسكوت عنه و آخر مغضوب عليه. ناهيك عن الفضائح التي تقع غربلتها من بيئة لأخرى. فعلى سبيل المثال طرح موضوع الانتهاكات الجسدية تعد فضيحة لمن تنتمي لبيئة منغلقة و فقيرة و هو مسألة تجلب التعاطف لمن تنتمي لبيئة ثرية. فحرية الأنثى الفقيرة ليست كحرية الأنثى الغنية حتى و لو كانت الأخيرة تمارس جميع أشكال و أنواع الفساد فأخطائها و زللها مباح طالما هي في كنف عائلة ثرية فالمال سيد المواقف و غسول للفساد الأخلاقي و غيره. و بالتالي يمر على الفضيحة مرور الكرام و يقع التشبث بأخطاء الطبقات الاجتماعية المهمشة لتتحول منبعا لتصدير الفساد و توقيع العقاب الملائم بعمليات التشويه. و أبرز نظرية ناجحة على أرض الواقع عمليا أين يكمن جبن الذكر عندما يحاول حشد بني جنسه لمباركة تحويل الضحية لمذنبة حتى تختم بطابع الفاسدة و بالتالي هي مستباحة من الجميع و خاصة دعاة العفة و النقاء و في أغلب الحالات دعاة الإصلاح. و لا يسمح بدراسة أو استيضاح عمق الأسباب و الدوافع التي جعلتها تسلك طريق الفساد.. المهم لدى الشرفاء جدا و المشهود لهم بالورع و التقوى و رواد الطهارة النتيجة الحاصلة. و سعيهم لعدم إفساد تمتعهم بلذة رؤية معاناتها و نهش انكسارها و ضعفها بتعلة أنها تستحق العقاب. و هذه العقلية لا تقتصر فقط على الطبقات المهمشة و الأرياف فسكان المدن و الأحياء الراقية لهم نفس المساوئ و نفس عقلية الاقتصاص من المرأة و تحقيرها فهناك من يوظف أمواله و معارفه لتحطيم امرأة. وهو ما يعكس السلوك المرضي المتفشي في المجتمعات العربية بصفة جلية و لدى الذكور بصفة خاصة، فاحتكار تأشيرة الطهارة مع العلم مسبقا أن مصطلح العهر في مجتمعنا يشمل جميع أطياف النساء فلا تسلم المتزوجة و المغتصبة و المطلقة و الأرملة و زوجة السجين و اليتيمة و الجميلة والقاصرة و كذلك من وجدت نفسها وحيدة في مواجهة المجتمع بل و أبعد من ذلك هناك من تنعت بالفاسدة لمجرد البوح بمأساتها...احتكار يبرز عدم ثقة الذكر في مواجهة الحقيقة المتعفنة التي يتنفسها سكان العالم العربي الذي يسعى دوما لظهور بمظهر العنتريات الواهمة.

و على ذلك يكون حصر الفساد الأخلاقي في المرأة فقط واعتبار الذكر عنصر غير مسئول ميزة المجتمعات العربية.

فالرجل الشرقي ذلك الشهم لا يتوانى من استغلال القاصرة أو حتى الرشيدة الفاقدة لسند مادي أو كل من جعلتها الظروف تحت سلطته، و إبراز مدى مرضه عبر حالات واقعية مأساوية أين يقع استغلال حتى المريضة مهما كانت حالتها و نوع مرضها. فالنزعة الحيوانية لدى الذكر تكون إما بصورة بارزة أو متخفية ومسموح بها للنيل من المرأة دون حساب و لا عقاب طالما أن مجتمع الفضائح يرصد ردود فعل المرأة لا الذكر. و هذا ما نستخلصه من ربط جميع البلاء و المصائب بالمرأة. و يتحول دعاة الحرية لدعاة فجور المرأة و دعاة الإسلام هم دعاة محاربة فسوق المرأة و دعاة مساواة المرأة بالرجل هم عبارة عن شواذ و ملاحدة. فأصبح من الثابت أن الذكر و عن طريق تهميشه للمرأة و محاصرتها يحاول إخفاء ذلك الحقد الدفين تجاهها و الذي لم يتخلص منه و يفضح مرضه و كبته و جبنه خاصة عندما يهاجم ممن يعتبرهن بؤرة فساد و يتبرأ منهن و هو يعلم علم اليقين أنهن ضحايا المجتمع الذي ينتمي اليه و أن سبب مصائبهن ذكر مثله. كذلك لا يتوانى على مساومتهن على أجسادهن ثم يبيح لنفسه نعتهن بالفاسدات فمنظومة ثنائية "الطهر و العهر" هو من يمتلك مقاليدها و فساده هو لا يهم. زيادة عن سعيه الدؤوب لإخراس المرأة عن طريق مصطلح الفضيحة فلقد هيأ كل شيء لكي لا تتكلم. لنسمع مثلا عن كشف شبكة دعارة دون الكشف عن من يديرها أو السماح لهؤلاء الفتيات بالتصريح و الحديث عن علاقتهن و حرفائهن و الكشف عن من يتاجر بأجسادهن و لو عن طريق الواسطة لأن الواقع أثبت تورط العديد ممن يلقبون أنفسهم بالشرفاء.

فالفاجرة ككائن منبوذ اجتماعيا لا حق لها في التكلم ما يؤكد خوف الذكر من إعلانها عن حقائق قد تكون سببا في قلب الأمور رأس على عقب. فاعتبارهن ضحايا أمر غير مقبول في مجتمع الأخلاقيات المقترنة بالجسد، وهو ما يبرر إلحاق كل من يحاول التنقيب عن مصيرهن و ما يتعرضن له من تهديدات ضمن الفاسدين. فلا أحد يستحسن الكشف عن حقائق ما تخفيه شبكات الدعارة و يقع الاقتصار على تحميل المرأة جميع أوزار فساد المجتمع و نتائجه. وهو ما يبرز و بوضوح أن الرجل الشرقي يكرس جميع أنواع الابتذال و الخسة لتضليل الحقيقة و لإخفاء جبنه و عجزه و التكتم على ممارساته التي يبغضها الإنسان السوي و العاقل.

و لقد أثبت الواقع أن هذا لا يقتصر على من أجبرتها الظروف لتنتهج الفساد بل هناك أيضا المرأة الكادحة و العاملة مهما كانت نوعية الوظيفة هي أيضا عرضة للضغوطات المعنوية وعرضة للتحرش و لجميع المساومات الرخيصة كل لحظة وبالطبع جوكر العقاب بالفضيحة مضمون إذا تجرأت و تكلمت.. و لو افترضنا أنها لمحت مجرد تلميح لاحتقن جموع العورة أيضا بقولهم أن المرأة لبيتها و بالتالي فيروس الذكورة لا يتوقف فقط على المتزمتين فهناك من نخالهم في صف المرأة و تفضحهم دناءتهم و تكون النتيجة الانحراف عن أصل المشكل. كذلك خوف الأنثى من الفضيحة بجبرها على كتمان خساستهم خاصة إذا كانت تتميز مثلا بجمال جلي للعيان أو حسنة المظهر طالما أن المجتمعات العربية جعلت الجمال لعنة. فالمرأة الجميلة لا يصدقها أحد شأنها شأن من تنعت بالفجور فهي في نظر الرجل الشرقي فاسدة الأخلاق و مستباحة ايضا .

و بالغوص في تحليل كوامن هذا النوع من الذكور و مخافته الشديدة من المرأة الجميلة نجد تأصل فكرة أن الجميلة ملك للجميع وفتنة وجب محاربتها لا حمايتها. فالجميلة تبقى شيطانا يستحق الرجم حتى بشتائم الافتراء إذا لم تخضع لنزواته. و المعضلة إذا ما اقترن الواحد منهم بفتاة يختارها قليلة الجمال حتى لا نقول بشعة ليضمن عدم النظر إليها وهو ما يثبت علمه بخساسة بني جنسه بل تراه يصدح بفلسفته الواهمة و التغني بجمال الروح و لو أن الأقرب للمنطق أن جمال الروح يحتوي وجها صبوحا إذا جنحنا لرأيه. علاوة على أنه يسمح لنفسه مضايقة الجميلات و حتى غير الجميلات مرتبطات أو لا فنفسيته المريضة تطال جميع النساء بدون استثناء و يتحول مدافعا شرسا على نسائه فقط لا نساء الغير ....
كل هذا يجعلنا أمام عمق الشرخ الذي أفرزته ثنائية "الطهر و العهر" فجمعين فاسدات عدى من اختارها و إذا لم تعد تبعا له تلحق بالفاسدة.... ثنائية تحجب فساد الذكر و تقصي المرأة ككيان لها دورها الفعال في الحياة وجب احترامها كانسان و توجيهها إذا كانت في مشارف الزلل لا استغلالها ثم نعتها بالفاسدة. و حتى لو اتبعنا نظرية نقصانها للعقل و الدين التي لا ينفك المجتمع الذكوري يبوح بها قصد تحقيرها. كان الأجدر حمايتها لا استغلال هذا النقص ثم نعتها بالفاجرة ليبرز ذالك الفحل نافشا ريشه متغنيا بتغلبه عليها فالغلبة لديه النيل منها جسديا أو نعتها بالفاسدة حتى و إن كان لا يمت لها بصلة.

فالثابت حرص الذكر على ربط الرجولة بالجسد و التضييق على المرأة و نجده لا يخجل من تقدم رجال العالم الغربي ففتوحاتهم العلمية ليس لديها قيمة أمام فتوحاته الجنسية وهو ما يستوجب التطرق إلى التساؤل متى صان الرجل الشرقي نساء مجتمعه بدون محاولة كتمان أنفاسهن أو استغلال جميع نقاط ضعفهن !! معادلة تفضح شلله الفكري في عدم قدرته مواكبة الحداثة و سيطرة النزعة الحيوانية و القبلية لديه والتي لم يستطع التخلص منها، فالمرور مرور الكرام أمام تقدم العالم الغربي بسنوات ضوئية على العالم العربي و الاهتمام فقط بفساد المرأة أو التضييق عليها و ربط كل مصائب الأرض بها هو نوع من الهروب أمام من شعارهم أنا رجل حررت المرأة من أجل الرقي و الحداثة و العمل جنبا لجنب معها فبالنسبة لديه هي إنسان كامل لها ما له من حقوق وواجبات وليست عبدة لأحد و هو ما يشمئز منه الرجل الشرقي، زيادة أن فحول المجتمعات العربية لا يطيب لهم الاعتراف بالمرض الذي ينخر مجتمعاتهم من كل جانب طالما البروز بمشهد الفارس الشجاع يتوقف على إشهار سيفه على المرأة فقط و إقناع العالم الغربي أنه الأفضل و لسنا ندري إلى حد الآن أين يكمن فضله !!!!فحتى من ترتدي الحجاب عرضة لخسته فما بالك بالسافرة. إن الشائع لدينا أن الجبن يتحول عملا بطوليا و السفالة تتحول شهامة و يقع تمجيد كل من ينال من المرأة مهما اختلفت الوسائل فحتى الذين يحاولون الرقي بأوضاع المرأة و تحسينها تقع محاربتهم و نعتهم بالشواذ و الملاحدة و الكفرة فحرية المرأة حسب منظورهم خطر يزعزع دينه و إيمانه و هلاك الأوطان و كأننا بأوطان تحسد على تحضرها و رقيها ... لتكون المرأة بين ثنائية الخنوع أو تحمل ما تتعرض له. أما بقاء العالم العربي في التخلف و الجهل و الفقر و الهمجية فهو فخر طالما فحوله يسيطرون على النساء.

إن الذكر ينظر لبسالته و شهامته من منظور جنسي بحت لا يهمه التقدم و التمدن ولا يهمه جميع الممارسات التي تقع على المرأة. مشكلته أنه استحسن العفن و الرداءة لتغطية جبنه و عجزه و كلما ازداد الكشف عنه ممارساته وظف أسلحته إما الجنسية أو الشتائم العقيمة التي تعكس كبته لا رجولته. و إذا ردت المرأة بالمثل وقف وقفة البطل بقول ألم أقل لكم أنها فاجرة. فدفاعها عن نفسها غير جائز و يفعل المستحيل فقط ليثبت أنها فاسدة ، وهو ما ولد لدينا فئة من النساء تستلهمها همجية الذكور بل و تقر بدون خجل أن الرجل الحقيقي هو من يسيطر على المرأة و تشاطره التحقير لشخصها ليقول عنها فحلها طاهرة و طائعة. و لو أن معيار الفحولة بدوره أثبت العكس فالمغالاة في إعلانه كل ثانية لم يمنع النساء بالتصريح في أحاديثهن لمثلهن من النساء أن الفحولة ليست مصدر الرجولة و كشفن عن واقع مزري ففيهن من لا تعرف حتى معنى النشوة أو اللذة الجنسية و تصمت مخافة المساس بقداسة العضو الذكري ، كما أنه لم تحصل سابقة لاحصاء يكشف عن تمتع المرأة جنسيا و تصف لنا النساء خاصة ممن يقلن عنهن غانيات و فاجرات جزئيات ما يجري في العلاقة الجنسية فخبايا العلاقات الجنسية محظورة و بالتالي يفسر هوس الذكر بالجنس دليل كبته و إخفاء ما قد تفضحه المرأة وحدها فسره الجنسي لديها.

زيادة هناك فتيات أقررن أنهن نعتن بالفاسدات و لم يرحمهم المجتمع ووقفن معهن مثليين و حتى ملاحدة مواقف رجولية و انتشلنهن من الضياع. هل يصح القول في هذه الحالة لأنهم شواذ و فاسدين بطبعهم و كان الأجدر التشفي منهن و استغلال ضعفهن حسب منطق الفحل. هذه فلسفة الرجل الشرقي بصفة عامة و تحديدا منطق الذكر الذي يسعى لمواراة ما يستبطنه من نوايا حاقدة و فاسدة و إلا كيف يرضى على نفسه الوقوف مواقف حقيرة لا تمت لرجولة الحق بصلة ثم نجده في كل ثانية يذكرنا برجولته. هل الرجولة لديه النيل من المرأة فقط !!هل الإسلام لديه إقصاء المرأة من الحياة الاجتماعية و إسدال جميع الستائر عليها !! هل الرجولة اختراق كل فجوة استخلص منها ضعفها !!ماذا يخفي الرجل الشرقي غير عقدة المرأة المقترنة بدورها بفحولته التي لا يجب الحديث عنها ليستعرض هو فقط علاقاته الجنسية لذكر مثله و لو أن الواقع أيضا اثبت أن هناك من يستحضر علاقات خيالية و لا يهمه كل الأذى الذي يلحق جنس الأنثى عن طريقها. المهم إشباع عقده و حتى يشهد له بالرجولة.

إن مسألة ثنائية "الطهر و العهر" تخفي جبن ذكور المجتمعات العربية و استحسان تلك النزعة الحيوانية التي أمست مفضوحة و ذلك بالتضييق على جنس الأنثى أينما حلت و ياحبذا لو يقع الكشف عن خفايا الفساد الحقيقي الذي يشمل الذكر داخل مؤسسات الدولة القائمة لخدمة المرأة كمواطنة و داخل جميع الميادين و يشمل من نخالهم مثالا للأخلاق.

و يبقى ذالك الظاهر يتخبط بهستيريا الأنقى والأسمى و خبايا البواطن تصنع المزيد من الروافد لكي لا تتعرى الحقيقة...

و صفوة القول أننا نعيش بعالم جرحه يتعفن كل ثانية و محظور الخوض في مسائل العلاج فمجتمع الأخلاقيات لا يقبل الحديث في مسائل من شأنها تعرية المسكوت عنه. كلمات يفهم عمقها الرجال و النساء الحرائر و يقصيها الذكر و الخانعات بتعلات واهمة و لا غرابة في نعت ما كتبته بانه دعوى فجور و كفر و حتى إلحاقي بجموع الفاسدات أخلاقيا و كل تلك النعوت المشينة. فمن البديهي أن مجتمع ثنائية "الطهر و العهر" ضليع بأمور الانتقائية حسب ما تعكسه الأهواء و الطبقة التي ينتمي إليها و المصلحة المنشودة. إن الذكر في المجتمعات العربية مفضوح على جميع الأصعدة و مازال ينسب الفضيحة للمرأة و مازال يجنب نفسه تحمل مسؤولية الرجال و مازال يتغنى بالنخوة و بالرغم من كل ما نسمعه و نشاهده بوسائل الإعلام البصرية و السمعية أو عبر المواقع الالكترونية من حقائق مزرية لا إنسانية يعاني منها العالم العربي ما خفي كان أعظم فالعديدات يخشين التكلم علانية مخافة الفضيحة و نعتهن بالفاجرات و طالما أن الفساد و الفضيحة يهمان المرأة لوحدها و تأشيرة الطهارة يمتلكها الذكر بديهي ذالك الجبن أمام نسيج أعداء الانسانية فالذكر مشغول بالمرأة طالما الرجولة لديه طريقها يسير جدا و لا تستحق الشقاء... بالشتائم و السباب ضدها يحتل قائمات الشهامة و الفحولة و أمام هذا العقم الذكوري ليكن الجميع على يقين أن المرأة العربية لم تنطق بعد ...




https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة