حقيقتنا في كتاب -الأنثى هي الأصل- نوال السعداوي

رائد الحواري
read_111@hotmail.com

2017 / 1 / 31

حقيقتنا في كتاب
"الأنثى هي الأصل"
نوال السعداوي
ليس موضوع المرأة بالموضع العادي، خاصة في مجتمعنا الشرقي، الذي ما زال ينظر إليها كسعلة/متاع/كائن ناقص عقل ودين/كحرمة، اعترف بأن معاناة "فدوى طوقان" فجرني إنسانيا اتجاه قضايا المرأة وهمومها، وقد تقدمت من العديد من الكتب التي تناولت مشاكل وهموم المرأة، فكان هذا الكتاب باعتقادي من أهم الكتب التي تحدثت عن واقعنا العربي العاجز والناقص والمشوه والمتخلف، فلا يعقل أن نكون في القرن الواحد والعشرين وما زلنا نتعامل مع المرأة كما تعامل معها السلف المتخلف قبل ألف عام ويزيد، ولا يعقل أن تكون النظرة المتخلفة للمجتمع ما زالت على حالها.
نحن نمارس ابشع اشكال الجهل والقمع على المرأة، نقنع انفسنا بأنها (حرمة، ناقصة عقل ودين، ضعيفة، جاهلة، تحكمها العاطفة أكثر من العقل، لا تقدر/تستطيع أن تكون في القيادة، لها طبيعة خاصة بها تجعلها ضعيفة) هذه الافكار تفندها "نوال السعداوي" وتحللها بكل تفاصيلها، حتى أن تجمع بين فكرة الاستعمار عن الدول المتخلفة وبين فكرة الرجل/المجتمع عن المرأة، فكلاهما "المستعمر والرجل يقوم بعملية غسل دماغ ونشر الأوهام والأكاذيب عن الدول/المرأة لكي يمارس ساديته عليهما بكل (راحة ضمير).
وهذا الطرح جعلني أقارن بين ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي من غسل ادمغة اليهود اتجاه العرب، فتجعل كل يهودي يعتنق ويؤمن بأن الفلسطيني خائن/سارق/قاتل/إرهابي/مجرم/متوحش/لا يؤتمن/شهواني، فيتم تعامل اليهود مع الفلسطيني بطريقة عنصرية قمعية متوحشة، فهو أقل/ليس إنسان، من هنا نجد هذه العنصرية متفشية في دولة الاحتلال وتزداد يوما بعد يوم، الطرح الثاني تعامل المجتمع الفلسطيني مع المرأة، فرغم ما نشاهده من صور ومشاهد تعبر عن وصول المرأة الفلسطينية إلى حقوقها، إلا أن الواقع العام مخالف تماما، فما زالت حرمة وعلى الرجل حمايتها وتوجيهها حسب أرادته ورغباته، بحيث لا يمكنها أن تقدم على أي فعل لا يوافق على الذكر، فهي أسيرة له كما هو الشعب أسير لدولة الاحتلال ويتم التعامل مع الشعب/المرأة بعين المنظور وعين السلوك عين التفكير، بمعنى أن هناك أوهام خلقها/أوجدها المجتمع عن المرأة ويعاملها على هذا الأساس.
وهنا نطرح سؤال: هل يمكن للمجتمع/الشعب الفلسطيني أن يتحرر ونصفة مكبل/مقيد بقيود الهموم والجهل والتخلف؟، وهل يمكنه أن يتحرر ونصف طاقته الانتاجية معطل؟ ونصف طاقاته الفكرية نائمة "نومة أهل الكهف"؟، وهل يمكن لأعرج أن يسير في درب شائك ومتعرج وطويل؟.
إذا ما أضفنا إلى ما سبق اهتماماتنا الإنسانية المجردة اتجاه المرأة يوجب علنا طرح موضوع المرأة وهمومها وقضاياها، الكتاب صادر في طبعته الثانية عام 1977، بمعنى أنه قديم، ومضى عليه اكثر من ثلاثين عاما، ومع هذا لم يتم ازالة/تغير/تبديل/تطوير شيء من افكارنا/سلوكنا اتجاه المرأة.
وكأننا نحن في المنطقة العربية كتب علينا الجهل والتخلف إلى يوم يبعثون، هذا ما اثبته كتاب "مقدمة لدراسة المجتمع العربي" الذي قدم فيه "هشام شرابي" أهم مشاكل المجتمع العربي، قبل أكثر من أربعين عام، لكننا وجدنا هذه المشاكل تطرح من جديد في كتاب "الربيع العربي" لبسام عويضة" وكأنك يا أبو زيد ما غزيت".
سنحاول أن نضيء شيء مما جاء في كتاب "الأنثى هي الأصل" لعل وعسى نجد "أذن واعية" تعمل على تغير واقع المرأة، واقع امهاتنا، واقع أخواتنا، وأقع بناتنا، واقع زواجاتنا، فالموضوع حيوي ويجب العمل عليه وفيه حتى نتقدم بشكل سليم من الحرية والكرامة، فلا يعقل أن نطالب ونعمل/ندعوا إلى الحرية والكرامة ونحن نمارس القهر والسجن لأنفسنا.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة