تحرّر المرأة مرهون بالسّلام

نادية خلوف
nadia_khaloof@yahoo.com

2018 / 3 / 6

هل يجب على المرأة أن تحاولا خوض تجربة الحريّة في سوريّة؟
من وجهة نظري. نعم، ولا.
إن كانت مشاركة ضمن احتجاج عام لا يرفع شعارات دينيّة، وحتى قومية نعم. النضال السّلمي يغني الرّوح ، والنضال المسّلح ليس نضالاً . بل يقتل الرّوح.
دائماً يوجد رابح وخاسر في الصّراعات السياسّية، والذي يربح في أغلب الأحيان الظّالم المستبد إلى أن تنتهي فترة عدم الوعي عند الأفراد بانتشار ثقافة جديدة، ولو سألت امرأة تعيش في الغوطة أو عفرين هل تفضل البقاء مع أولادها وزوجها على الأرض التي عاشت عليها، أم تقبل أن تقدم دمها ودم أولادها فداء للقضية لعرفتم أنها تفضل السّلم.
لا بد من الاعتراف بأنّ النّظام هو الرّابح حتى الآن. أما إن كان سوف يزول أم لا؟ نعم سوف يزول، ولا ضرورة للشّرح.
مدن سورية تشبه نساءها. تسقط الواحدة تلو الأخرى بعد أن تخلّف مأساة لمئة عام.
ما أجمل صرخة حرّية عندما تشارك فيها المرأة العارية، والسّافرة، والمحجبّة. تكون تمثل الحريّة، وربما كان توجه غير واضح عند الشباب من الجنسين بتجاوز الثورة ضد الظلم إلى الثورة من أجل الحرية الشخصيّة أيضاً.
الفضائيات استطاعت أن تنفّذ خطة النظام ، والدول المشرفة في تغيير تلك التوجهات، وجلبت قادة، وأسلحة، وسمّت النساء بالحرائر، وهي لغة دينيّة تعني أن النساء محصنات الفروج. كلمة أحرار ليس فيها مذكر ومؤنث، فرجل حر، وامرأة حر، أو حرة من الحريّة، وليست من الحرائر، وأظهروا النّساء المحجبات ليمثلوا الثورة ، وهذا يعني أنّ الثورة تحولت إلى الإسلام، والأمر ليس صعباً.
هل المرأة حرّة لو كانت سافرة؟
حتى لو كانت المرأة عارية في سورية فهي مكبلة بألف قيد، فهناك الكثير من البلدات السورية ليس فيها حجاب بينما المرأة فيها تعامل معاملة الدّابة ، وداخلها يفور بالثورة لكنّه مستحيل. لماذا؟
لأنّ العار الاجتماعي يغلّف دماغها، فهي امرأة خائفة مضطربة تحاول أن تختبئ من الظّلم . امرأة خائفة من الطلاق أو الهجر، خائفة على أولادها، خائفة من زوجها، من أهلها، ومن أهل زوجها، وعندما تحاول التحرّر من أي شيء توصف بالداعرة، فالحرية والدعارة لهما مفهوم واحد في الذهنيّة السّورية، لكن وبغض النّظر عن وضع المرأة هل عرف الرّجل معنى الحرّية؟
نعم حاول بعض الشباب القيام بتجربة فقتلوا ، ونحن الآن أمام السّلاح.
ليس صحيحاً أن هناك مؤامرة. السوريين هم من استدعى العالم إليهم، ومن ثم أتى العالم فانتمى كل منهم لفئة من فئات الشّر.
أيهما أفضل خروج المسلحين من الغوطة، وعفرين أم البقاء فيها للدفاع عن القضّية؟
القضيّة اليوم خاسرة على نطاق النضال المسلح، فلماذا نسمح بهذا الكم من القتل؟
أتحدّث عن المرأة من خلال معمعة القومية، والدينيّة ، والوطنية، وأرى تعليقات على صفحتي في الفيس فيها نصف لا، ونصف نعم معاً، ويقول البعض، ولكن لا يمكن التّعميم، وليس الجميع، وإلخ، وهذا من باب الإرضاء للزوج أو للمجتمع.
أعتقد أن النساء هن الخاسرات في هذه الحرب، وعليهن أن يرفضن تلك الحالة بطريقة ما، وبكلمة مختصرة: من أجل أن تعرف المرأة كيف تتحرّر يجب أن يحلّ السلام.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة