الحكاية السرية لبناية مريم7

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2018 / 11 / 29

؟ حتى لون الشعر ابدلته لم تعد تطيق الماضى راقبتها الام فى صمت راقبها الاب فى فترات الصباح قبل الذهاب الى العمل لايعود الا بعد منتصف الليل كلما تقدم فى العمر اصبح يحب العمل اكثر لم يعد يمضى الوقت فى البيت كالسابق لم تعد هناك اجازات مثل الماضى البحر اصبح من خلف الشرفات فحسب ..كان كالظل يرحل سريعا بينما تترقب العمة الصغرى..
حتى ذلك اليوم عدت انا متاخرة بينما كانت مريم هناك وسط الجميع تعلم كل شىء ..وقت ان رأيت الاسود يعود الينا من جديد خفت لم استطع تحديد مالذى حدث تلك المره ؟ لا ادرى ما الاسوا ان ارى ما حدث بعينى واتحول الى شاهدة ام ان اكون مثل الجميع استمع الى القصة من خلال الالسنة تحكى كل منها على طريقتها الخاصة ..سمعت اصواتهن توقفت شىء ما خاطىء انهن لاياتين الى هنا ولا حتى بعد موت السمراء لم تفعل واحدة منهم لم تتصل اخت كبرى بالصغرى لم تبكى واحدة لاجل السمراء مرت الاشهر والسنوات ..
كانت مريم هناك ليست مثلما عرفتها من قبل وقفت جوار العمود الاخير من بعيد تراقبهن مثلها تراقب الام تبكى لاتتذمر من الايدى على اكتافها كانت فى مكان اخر لاتسمع فيه تنهدات الراحة من صدر العمات الاكبر ولا جلوس العمة الاصغر بعيدا شاردة تراقبهن من دون خوف ..الكل يترقب خروج جثمان الاب ..سمعت الكبرى تتمتم رحل الظالم اخيرا ماذا اخذ من ظلمه سيرحل فارغا ..سمعت الثانية تردد حقى قد عاد من جديد..

مضى كل شىء سريعا مرت الايام وحل الاربعين وكأن ما حدث كان حلما لكنه حقا ..تجلس الام فى غرفتها لاتتحرك تجلس العمة الكبرى فى الصالون الفسيح تراقب كل شىء بعيناها تتمعن فى الجدران فى الكراسى فى الوجوه عيناها تتسع لتستوعب كل شىء تسمعها تردد ان كل شىء هنا لها حق فيه والان سيعود الحق لاصحابه ..مريم تراقبها من بعيد ..فقدت كثير من ضخامتها الان فقط شعرت التؤام بالرغبة فى الاقتراب منها والتحدث اليها ..حن التؤام لتؤامه..
انزوت مريم تراقب العمة الكبرى ارادت التؤام منها ان تصرخ ان تعود لضخامتها المخيفة من جديد لكنها قبعت تراقبها تراقبهن يتحدثن عن اوراق حقوق يتقاسمن الميراث يبحث خلف الجدران الموصدة حول خزائن تخفى المزيد من المال والذهب كانت لهفة العمة الكبرى تثير غضب التؤام ..التؤام التى سمعت صوت صراخها للمرة الاولى حينها صرخت صرخت فيها ان تخرج ..قامت التؤام بطرد العمات !!!بينما مكثت العمة الصغرى تراقب بهدوء ..استغرق الامر شهورا قليلة قبل ان ترتفع ابتسامة العمة الصغرى من جديد بعد ان اعلنت الوصية ..لم تحصل واحدة منهن سوى الصغرى على حقها منحها اياه الاخ..الاخ فحسب من ملك الخيار من قبل من قبل الاب وهاهو قد اختار الصغرى ليعطيها الحق كما راه واجبا ..
تفكر التؤام متى اتى الاب ورحل ؟كيف شعر انه يموت؟كيف هدا عندما علم وتقبل انه يموت فحسب مثل الجميع؟! كيف ذهبت ضخامة مريم وحل الصمت وذهبت اكثر الى البحر تجلس منتظره قدوم حمزة هل تتزوج مريم من حمزة ؟لو عرف الاب..لكنه رحل..فكرت التؤام فى حمزة لا يشبه والده ولاجده لاتزال تذكر بعض من ملامحه ..مات منذ زمن ..كلاهما احب من اين اتى لكن حمزة لا عيناه فضحكت ما يريد ..كانت تختفى معه بالساعات لم تجرؤ التؤام على الحديث هل هذا عقابها على ما فعلته بالسمراء هل تراقبها السمراء الان وتضحك تضحك من الاعلى الوقت وقت الانتقام من قتل يقتل ايضا ..والام لاتزال على حالتها تراقبها تنظر اليه فى الاعلى تدمع عيناها تتمتم بحديث خاصا بهما ..سمعتها التؤام تحكى للعمة الصغرى كيف رأته اول مرة ولم تخبره ..لم تخبره انها رأته قط ..وارادته لو علم لما تزوجها !كان ينبغى له هو ان يختارها كان يدرى انها هناك فى ذلك اليوم فى بيت الخال لم يكن هناك سواها ترقبت وصوله راقبت عيناه تغمرها من بعيد تصنعت الصمت قبولا ووافقت ..



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة