الحكاية السرية لبناية مريم8

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2018 / 11 / 29

كانت التؤام تنسى صوتها احيانا وتتعجب لصوت مريم الجهورى..كيف يجتمع هذا وذاك معا؟!كيف يسمح بتدليل مريم ولا يسمح بصوت اخر يعلو فوق صوتهما ..ارادت التؤام ان تصرخ بها اتركى العمة الصغرى ترحل انها كاذبة كاذبة تعلم كل شىء لم تسقط السمراء خطأ بل فعل فعلته مريم اصرخى بها لترحل الى شقتها لتبقى بداخلها ..اعين ابنائها تزيدها خوفا..

هذا صوت ..صوت مريم الضخمة التى لاتخشى شيئا..نعم قد قتلت ..قتلت السمراء ابنة عمى الصغرى..نعم فعلت ..كنت اعرف ان من يموت يرحل وينتهى الامر لن احبس ولن يعلم احد لن تكون هناك منافسة لى ..
تتحرك تفتح شرفتها يضرب هواء البحر جسدها الظلام فى كل مكان النوة فى اشدها تستند على الجدار لاتشعر بالبرد تحميها اوصالها الضخمة
كنت اظن ان كل شىء مباح لابنبغى لاحد ان ياخذ ما لى ..لكن السمراء كانت تحب جسدها كثيرا ..لم تحب حمزة لكنه كان لمريم
ذنب القتل لايغتفر لم امت ..اعيش كل يوما وانا احمل هذا الهم بداخلى ..لم يعد احدا هنا يشاركنى فى تلك البناية الضخمة سوى والد حمزة لم يكن يعرف له اسما لقد اطلق اسم والده على نفسه احب ابنه الاكبر كما لم يحب احدا من قبل ..لكنه مثل الجميع تركه ورحل ..تركنى انا مريم ورحل معها الى بلادا بعيدة ..اخذ تؤامى وذهب ..الى بلاد بعيدة لن تصل اليها مريم قط .سنوات مرت اعلم انها تتجول هنا وهناك معه ..سمعت انها انجبت ابناء ..بينما تحولت عظامى الى حطام لم يحمل هذا الجسد اصبح خاويا من كل شىء بحاجة الى المسكنات لتهدئه الالم ..عادت السمراء لتزورنى من جديد منذ سنوات كانت تاتينى كل ليلة وتظل جالسة فى تلك الشرفة كما كانت تحب وتراقبنى تبتسم تغضب اشعر انها ستقترب وتقوم بخنقى فى الفراش لكنها لاتفعل تتلذذ بألمى اكثر انها من ساعدت التؤام فى الحصول على فتاها..
لما لم ارحل مع السمراء عندما حاولت لم يكن الامر سهلا حينها ..لكننى فعلت وانقذتى التؤام فى اللحظة الاخيرة اعلم انها كانت هناك تمكث معى فى المشفى وسط اصوات العمات لم تحمل موت الاب لكنها كانت تعلم كل شىء ونظرته بعيناها رأتنى وانا ادفعها دفعا حتى تسقط وتختفى ابتسامتها البلهاء وينتفض جسدها الاسمر للمرة الاخيرة ويرحل بعيدا عنها ..

ينتظرنى اعود منذ ثلاث اشهر ..لم يكن من المفترض به ان يعلم بعودتى الى المدينة من جديد لقد اعتاد غيابى ..عشرون عاما قد مضت على رؤية تلك البناية الملعونة بالقرب منها اذكر من انا من كان ابى وجدى حمزة حمزة ابن البواب اى حبا هذا الذى احبه لعمله وللبحر لبيته اى بيت!!لم يكن شىء هنا يخصه لقد اعتبره ارثا تسلمه ..كيف فررنا من هذا الارث اللعين عاد الاخوة الى المدينة البعيدة التى قدم منها الجد بينما ذهبت انا الى كل مكان ..استعدونى واخبرونى بموعد العودة الى مدينتى كان منصبا اعلى لم اكن لاحصل عليه وسط المتنافسين من اهل تلك البلد..كنت انا حمزة من دون بلد لاانا من تلك الغريبة ولا انا من تلك التى اعود اليها ..راقبت عين التؤام تلمعان تراقبها كل ليلة تشعر بالزهو بالشفقة لما اصاب مريم لااعلم كلانا رأها تلك الليلة فقط انا لمحت النفس الاخير النظرة الاخيرة كانت ملكا لى وحدى..كنت مثلها حمزة الملعون بين اخوته واكثر من احب ابيه!



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة