|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
رشاد الشلاه
!--a>
2007 / 10 / 19
في الثاني من شهر تشرين الأول الجاري أقر قائد شرطة البصرة بأن " المرأة في البصرة تتعرض لقمع شديد وإرهاب من نوع جديد، لم تألفه المدينة المعروفة بحضاريتها وسماحتها عبر كل عصورها، إذ تقوم عصابات إجرامية بملاحقة المرأة البصرية وتهديدها وقتلها على الوشاية والظن." مؤكدا بأن لدى أجهزة الشرطة " إحصاءات رسمية، تشير إلى أن هناك 15 امرأة في البصرة تقتل شهريا على الأقل من قبل عصابات إجرامية منظمة، بحجة مجافاتها للضوابط الأخلاقية والدينية." ومضيفا ان " هناك عصابات تجوب الشوارع، وتستقل السيارات والدراجات النارية، تلاحق النساء، وتمارس التهديد والوعيد والقتل، بسبب ما ترتديه بعض النسوة من ملابس، أو وضعهن لمساحيق التجميل." ثم نوه بأن "مدينة البصرة فيها العديد من الأطياف الدينية، التي لا تفرض عليها مرجعياتها قيودا في اللبس أو أنماط السلوك الاجتماعي".
ثم تتالت شكاوى المواطنين خلال هذا الشهر وتصاعدت صيحاتهم من هول التهديدات المكشوفة، يقول أحد الباعة في احد أسواق شارع المغايز وسط العشّار في البصرة من ان سبب عدم إخفاء التهديدات «كون الضالعين فيها من داخل السوق والكل يعرف تاريخهم الأسود والمخجل، لكنهم الآن من يسيطرون على الشارع بقوة السلاح ولا يتوانون عن القتل أو نهب أموال من يعارضهم». ناشط في حقوق الإنسان يصف وضع المرأة في البصرة بـ «المأسوي» وقال: «أغلب حالات القتل تمت على أساس الظن والشبهة والأغراض الشخصية من جانب العصابات الإجرامية التي هدفها نشر الرعب وعدم الاستقرار".
كما وصل الهلع من سطوة العصابات "المتدينة "للحد الذي اضطر عدد من شيوخ العشائر للتصريح الى وكالات الأنباء شريطة عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من الاغتيال إذا عرفت أسماؤهم أو حتى محافظاتهم، من ان" الأحزاب السياسية الإسلامية الشيعية تفرض الطابع الإسلامي المحافظ على المجتمع في المحافظات الجنوبية المنتجة للنفط في العراق وتستخدم أجنحتها المسلحة لإشاعة حالة من الخوف بين المواطنين." وأضاف واحد منهم القول" الخوف يحكم الشوارع الآن.. لا نستطيع التعبير عن آرائنا ولا يسمح للناس بمعارضتهم. فهم سيختفون على الفور أو يقتلون".
وتتفاقم سطوة ولاة الدين الجدد خارقة حرمة الجامعات العراقية أيضا. احد الأساتذة الجامعيين يؤكد ان" "معظم الجامعات العراقية تعاني في الوقت الحاضر من سيطرة (أحزاب دينية) على المرافق الجامعية" إلى درجة أن "الحرم الجامعي أصبح يعيش حالة من الخوف والترهيب"، كما أن "شريحة الطالبات الجامعيات هي الأكثر معاناة من تأثير هذه الأحزاب وسطوتها".
وقد تجاوز القلق على ما تتعرض له المرأة العراقية في مدينة البصرة ليمتد الى مدينة النجف حيث تم في الثاني من الشهر الجاري تفجير منزل سكرتيرة رابطة المرأة العراقية فرع النجف، مع صمت مطبق من المسؤولين فيها.
ان الشهادات العينية المذكورة وبعددها أو أكثر مما تحفل به الوقائع اليومية تضع المرأة العراقية ومعها المجتمع العراقي أمام نمط جديد من الإرهاب الظلامي السافر المتآخي مع إرهابي مغارات تورة بورة، إرهاب يظن منفذوه ومباركوه أنهم منذورون لإقامة مجتمعهم الإسلامي بحد السيف وإطلاقة بندقية أو عبوة ناسفة على من لا يدين لهم بالولاء و لا يتزين بزيهم ولا يتوسم بإطلاق لحيته على غرار لحاهم الورعة، وكأن الإيمان لا يكمن إلا في اللحى، و جريا على ظلاميتهم فإن جميع ماعز الأرض أولياء صالحين.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|