|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
محمد الحنفي
!--a>
2008 / 4 / 15
إلى:
• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.
• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.
• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.
• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.
دور التقاليد العشائرية، والاجتماعية، في تحقيق فرض الحجاب:.....18
وبهذه الإستنتاجات التي وقفنا عليها في مقاربتنا للسؤال التركيبي السابق، نجد أنفسنا، كذلك، أمام سؤال تركيبي آخر هو:
لماذا نعتبر المعارف التقليدية جامدة؟
وما هو أثر جمودها على التقاليد؟
وبمقاربتنا للجواب على السؤال المركب أعلاه، نجد أنه، ومنذ البداية، نقف أمام كلمة "التقاليد". والتقاليد، جمع مفرده تقليد. والتقليد لا يعني إلا العمل على القيام بنفس الممارسة الإيديولوجية، والسياسية، والتنظيمية، والحياتية، والفكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، التي قام بها الأوائل، باعتبارهم قدوة لمن ياتي بعدهم. وتكرار الممارسة، في حد ذاتها، وفي مستوياتها المختلفة، لا يمكن أن يعني إلا الجمود الذي لا يعني، في العمق، إلا إعادة انتاج نفس العلاقات الإجتماعية التقليدية، التي ارتبط وجودها بالتشكيلات ما قبل الرأسمالية، التي لا تكون إلا عبودية، أو إقطاعية، أو غيرها، من العلاقات التي كانت سائدة من قبل مجيء التشكيلة الرأسمالية، التي صارت ترتدي لباس التشكيلات ما قبل الرأسمالية.
واعتبارنا للمعارف التقليدية معارف جامدة، يرجع إلى:
ا ـ أن هذه المعارف ترجع المجتمع إلى الوراء، حتى يصير نسخة طبق الأصل من الزمن الماضي، عن طريق التقليد، وفي إطار انتاج نفس الممارسات التي كانت سائدة في الزمن الماضي، لتقف سدا منيعا ضد أي تحديث يستهدف تطور، وتطوير الواقع، في تجلياته المختلفة.
ب ـ أن المعارف التقليدية، وعن طريق التمسك بها، صارت جزءا لا يتجزأ من هوية الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، أمام هذا التقدم الهائل في الغرب، وفي الشرق، ومن الاحتماء بالمعارف التقليدية، حتى لا تضيع الهوية، ليستمر تغلغل التخلف في مستوياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، والمعرفية، والعلمية، كنتيجة للتمسك بإعادة إنتاج نفس المعرفة التقليدية.
ج ـ أن النعارف التقليدية التي يتم إحياؤها، أو إعادة إنتاجها، تبقى مفصولة عن الواقع المتحرك، ولا تتفاعل أبدا مع المعارف الحديثة، أو العصرية، رغم أن إعادة إحيائها، أو إنتاجها، يعتمد معطيات العلم، والتقنيات الحديثة، مما يجعلها معارف مفصولة فصلا معرفيا عن هذا الواقع الذي لا تتوقف حركته إلى ما لا نهاية.
د ـ أن تشبع المجتمع بهذه المعارف، يؤدي إلى إنتاج أنماط بشرية، وبأشكال غريبة، تعيش خارج التاريخ، وتدار بكل أشكال التحديث، والتطور الحاصلة في الواقع الإقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، من أجل أن تحافظ على استفادتها من التخلف القائم في الواقع العيني، ومن أجل أن تساهم في تدمير بنيات التقدم، والتطور، في جميع انحاء العالم، كما هو الشأن بالنسبة لمؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يقفون وراء إحياء، وإعادة إنتاج المعارف التقليدية المتخلفة، والذين أفرزوا من بين صفوفهم ما صار يعرف بتنظيم القاعدة، الذي يستهدف مجمل الكرة الأرضية بالدمار، والخراب، وباسم الدين الإسلامي، الذي صار جزءا لا يتجزأ من المعارف التقليدية، التي تكلف البشرية الكثير من الإنفاق، من أجل إعادة إحيائها، أو من أجل إنتاجها.
ه ـ أن الأنظمة القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، والتي تستمد شرعيتها من المعرفة التقليدية، هي أنظمة جامدة، تحيي الجمود، وتعيد انتاجه على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، خدمة للطبقات الحاكمة في هذه البلدان المختلفة، وسعيا إلى المحافظة على مصالحها، والحيلولة دون قيام تطور في الاتجاه الذي يتناقض مع مصلحة الطبقة الحاكمة، ومن أجل تأبيد الاستبداد القائم.
و ـ أن التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، هي توجهات قائمة على الاهتمام بالمعرفة التقليدية، باعتبارها معرفة إسلامية، إحياء، وإعادة انتاج، تعادى كل ما هو جديد، وتدفع إلى محاربته بكافة الأشكا،ل بما فيها تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل.
ز ـ أن النظم التعليمية القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، هي نظم إما تقليدية جملة، وتفصيلا، وإما أنها تتضمن جوانب تقليدية مهمة، مما يجعل هذه النظم تقف وراء هذا الجمود الهائل، الذي يكتسح معظم مجالات الحياة.
ح ـ أن مظاهر الحجاب المتنوعة، والمختلفة، والمعتمدة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، هي التعبير الوافي عن جمود المعرفة التقليدية، التي لم ترق، ولا يمكن أن ترقى أبدا، إلى مستوى التخلص من النظرة الدونية للمرأة؛ لأن تلك النظرة جزء لا يتجزأ من المعرفة التقليدية.
وهذه الحيثيات التي سقناها، والتي نكتفي بها، تعتبر أدلة واضحة، وعميقة، على جمود المعرفة التقليدية، التي لا يمكن ان تحدث في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، إلا المزيد من التخلف الذي يقيم سدا منيعا ضد أي شكل من أشكال التقدم.
ويلعب جمود المعارف التقليدية دورا كبيرا في مسار التقاليد المعتمدة في كل بلد من البلدان العربية، ومن باقي بلدان المسلمين. ذلك، أن جمودا من هذا النوع، سوف يحول دون قيام أية حركة في الواقع، ومهما كان هذا الواقع، مما يحول دون حدوث أي تحول، ولو بسيط. وهو ما يترتب عنه جمود الواقع نفسه، وعلى جميع المستويات، وفي جميع المجالات، مما يجعل الواقع القائم في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين جامدا. والواقع عندما يصير جامدا، يصير مجالا لإعادة إنتاج قيم الماضي، الأمر الذي يؤدي إلى اعتباره نسخة مكرورة منه.
وفي هذه النسخة المكرورة، تبرز أهمية دور جمود المعارف التقليدية، التي تؤدى إلى:
ا ـ إحياء التقاليد الاقتصادية، في مجالات الزراعة، والصناعة، والتجارة.
ففي مجال الزراعة، وتربية المواشي، يقدم لنا جمود المعارف التقليدية، الوسائل التي يمكن أن تلعب دورا أساسيا في جعل الزراعة، وتربية المواشي، نسخة طبق الأصل من الزراعة، وتربية المواشي التقليديتين، نظرا لسهولة استيعابهما، ولبساطة الوسائل المعتمدة فيهما، فينتشران بشكل كبير بين المزارعين، وبين مربي المواشي، في نفس الوقت.
وفي مجال الصناعة، نجد أن جمود المعارف التقليدية، يقدم لنا نماذج الصناعات التقليدية، التي انجزها القدماء، ووقفوا عند حدودها، حتى يقتفي الصناع التقليديون أثر الصناع التقليديين القدماء، الذين يصيرون قدوة لمن يأتي بعدهم، إلى درجة الالتزام بما توصلوا اليه، لا زيد، ولا ينقص، حتى لا تكون هناك إضافة تشوه ما هو تقليدي، ومن أجل الاستمرار في إحياء القديم، والتعامل معه على أنه هو مصدر شرعية الوجود المادي، والمعنوي، للمجتمعات البشرية في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. وكل تطور، أو تطوير في الصناعة التقليدية، يدخل في إطار الخروج عن المالوف، المؤدي إلى فقدان هوية الصناعة التقليدية.
وفي مجالات التجارة التقليدية، نجد العمل على الإقبال في تنظيم نقل البضائع الزراعية، والصناعية التقليدية، إلى كل من يحتاج إليها في بلاد المسلمين، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
فتنظيم توزيع البضائع التقليدية: الزراعية، والصناعية، يعتبر مسالة أساسية بالنسبة إلى الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين؛ لأن الإنتاج الزراعي / التقليدي، والصناعي / التقليدي، يحتاج إلى ترويج، والترويج يحقق وحدة الهوية التقليدية، التي تلعب التجارة التقليدية دورا كبيرا في إيصالها إلى أي نقطة من العالم، ومن أجل جعل الهويات التقليدية، تدخل في صراع مع الوافد، من أي مكان من العالم، والذي يحمل معه هويات أخرى؛ لكن التجارة التقليدية، عندما تدخل ضمن ترويج المنتوجات الوافدة، فإنها تسعى إلى فرض هويات أخرى، تفقدنا أصالتنا، وقدرتنا على المقاومة، كما يتوهم ذلك كل من يجعل الماضي مثالا يتم الاقتداء به.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|