|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
محمد الحنفي
!--a>
2008 / 4 / 18
إلى:
• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.
• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.
• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.
• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.
دور التقاليد العشائرية، والاجتماعية، في تحقيق فرض الحجاب:.....21
وبعد وقوفنا على أن الحجاب يصير وفق ما تقتضيه علاقة التقاليد بالمعارف التقليدية، وبعد استعراضنا لكون الحجاب لا يتطور بناء على التقاليد بقدر ما يصير وفق ما تقتضيه تلك التقاليد في علاقتها بالمعارف التقليدية، ووصولنا إلى أن الحجاب يزداد تخلفا انطلاقا من عمق تخلف المعارف التقليدية، نصل إلى طرح السؤال:
ما هي المعارف التقليدية المنتجة لفكر دونية المرأة الذي يفرض سيادة الحجاب؟
وما العمل من أجل تجاوز تلك المعارف، من أجل سيادة معارف متطورة، ومتقدمة؟
إننا، بطرحنا لهذا السؤال، إنما نسعى إلى الوقوف على الأسباب المعرفية العميقة، التي تؤدي، بالضرورة، إلى اعتبار دونية المرأة تقليدا قائما في الواقع. هذه الدونية التي تنتج عن كون المرأة متاعا، أو سلعة، أو عورة، مما يتنافى مع كونها إنسانا من جهة، ومما يستوجب حجبها عن الأنظار من جهة أخرى.
ووقوفنا على الأسباب المعرفية العميقة، التي تقف وراء تكريس دونية المرأة، إنما يهدف إلى العمل على تجاوز تلك الأسباب، ببث معارف متقدمة، ومتطورة، تسعى إلى استحضار إنسانية المرأة في الممارسة اليومية، من خلال الإعلام، ومن خلال بث القيم الثقافية، ومن خلال البرامج الدراسية، انطلاقا من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وخاصة ميثاق إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
وانطلاقا من طرحنا للسؤال المركب أعلاه، يمكن أن نتناول مقاربة الجواب على شقه الأول، المتمثل في الوقوف على المعارف التقليدية المكرسة، والمنتجة لفكر دونية المرأة، الذي أصبح الشغل الشاغل لمعظم أفراد المجتمع، في كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.
ومن هذه المعارف التقليدية المنتجة لفكر دونية المرأة، نجد:
ا ـ المعارف المثالية، التي تتم العناية بها من قبل الجهات النافذة في كل دولة من الدول التابعة، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، سواء كانت تلك المعارف نابعة من الواقع، أو وافدة من الثقافات، والفلسفات القديمة، أو المعاصرة، حتى تصير المنطلقات المعرفية المثالية، جزءا لا يتجزأ من الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لأن المنطلقات المثالية، وحدها، تضمن تجدد إنتاج المعرفة التقليدية، التي تصير معرفة مطلقة، صالحة لكل زمان، ومكان.
ب ـ المعرفة الخرافية، التي تعتبر امتدادا للمعرفة المثالية. هذه المعرفة التي تفرض نفسها عبر البرامج الدراسية، وعبر الإعلام اليومي، وعبر الإبداع الأدبي المكرس للهروب من الواقع، ومن خلال المحكى اليومي، سواء تعلق الأمر بالفئات الأمية، أو الفئات المتعلقة إلى درجة أن الوجود البشري في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، يتخذ طابعا خرافيا.
ج ـ المعرفة الدينية، باعتبارها معرفة مثالية، أيضا، بقصصها الخرافية، ورواية أخبارها التي تتخذ طابعا خرافيا، وبعمل هذه المعرفة على تحديد المقاس الذي تكون عليه البنيات الاجتماعية، سواء تعلق الأمر بالجماعات، أو الأفراد، أو تعلق بالرجل، أو المرأة، وفي جميع المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. فكل شيء محدد، وقائم في المعرفة الدينية، التي يعاد إنتاجها باستمرار، وفي كل زمان، ومكان، ومن منطلق الشمولية، والكونية المتضمنة في عبارة "ما فرطنا في الكتاب من شيء"، الواردة في القرآن.
د ـ المعرفة التاريخية، التي تركز على الجوانب المطلقة في تاريخ البلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وهذا التركيز يكون مصحوبا بالمرجعيات الخرافية، لصياغة أحداث التاريخ لمتعلق بالعرب، وباقي بلدان المسلمين على حد سواء، إلى درجة أن حاضر البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، يصير امتدادا للماضي، في تجلياته المختلفة، بما في ذلك الحرص على أن يكون حجاب المرأة مطابقا لحجابها في الأزمنة الغابرة.
ه ـ المعرفة الناشئة عن وجود النص الديني كالقرآن، والحديثـ التي يصطلع على تسميتها بعلوم القرآن، وعلوم الحديث، التي تقف، بجمودها، وراء تحجر المجتمع اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، بدعوى المحافظة على سلامة مجتمعات المسلمين، في مكان تواجدهم، من التأثر بالمعارف التي تقود إلى التشكيك في سلامة عقيدة المسلمين.
و ـ معرفة النصوص الدينية، في حد ذاتها، التي تدفع المسلمين، في جميع بقاع الأرض، إلى محاولة جعل نصوصها سارية على جميع المسلمين، عقيدة، وشريعة، مما يجعل جميع المسلمين يراوحون أماكنهم رغم عوامل التطور القائمة في الواقع، والتي تدفع في اتجاه تجاوز معيقات التطور، في مستوياته المختلفة، وفي جميع المجالات.
ز ـ المعرفة السياسية المستبدة، التي تقضي بالعمل على تأبيد الاستبداد القائم، أو بالعمل على فرض استبداد بديل. وهذه المعرفة السياسية المستبدة تقوم على أساس المعرفة الدينية، والخرافية، والتاريخية المظلمة، من أجل اكتساب الشرعية الدينية، والتاريخية، والخرافية، التي تجعل الاستبداد القائم، أو المتصور، مهابا من قبل جميع أفراد المجتمع، الذين يفتقرون إلى التفكير العلمي الصحيح.
ح ـ معرفة المعتقدات الخرافية، المتداولة، بكثافة، في جميع البلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، سواء كانت هذه المعتقدات الخرافية ذت طابع ديني، أو اقتصادي، أو اجتماعي، أو سياسي، خاصة، وأنها تلتصق، بشكل كبير، بالعادات، والتقاليد، والأعراف، أو أنها تعمل على جعل جميع افعال الإنسان رهينة بها.
ط ـ معرفة مضامين البرامج الدراسية، التي تكلف التلاميذ عناء الاقتناع بدونية المرأة كعورة، أو كمتاع، أو كسلعة، وتكريس افضلية الرجل عليها، سعيا إلى إعاد انتاج نفس الهياكل القائمة مستقبلا، لتتكرس بذلك دونية المرأة إلى الأبد، مما يستوجب فرض حجابها.
ي ـ معرفة العادات، والتقاليد، والأعراف، المترتبة عن الاقتناع بالفكر المثالي / الديني / الخرافي، في كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، والحرص على إعادة إنتاج نفس العادات، والتقاليد، والأعراف، حتى يستمر فرض دونية كواقع مفروض على جميع النساء.
وهذه المعارف مجتمعة، تصوغ رؤيا شاملة، وكونية لدونية المرأة على مدى التاريخ، وفي مظان تواجد المسلمين، إلى درجة صيرورتها بنية قائمة في الواقع الاجتماعي.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|