|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
أمل فؤاد عبيد
!--a>
2010 / 6 / 24
يستسقظ مبكرا كعادته .. يصافح نهاره بشريط ممتد الى حيث البداية .. تلك التي تقرر معها جديده .. قرارا كان هو .. لا يتحمل التأجيل .. بدا له عالمه كأنه حركة في المكان .. يخاطب ذهنه مسائل كثيرة .. كيف بدت له البدايات والنهاية .. حلقات تفرغ ذاتها في شوكته .. يعاني هو انحرافات وعيه .. حيث هوامش القرار .. تحمله ليس عنوة .. كانت إرادته تنفعل إحساسا فوق العادة .. خيل له أن أقداره تبدأ تلك الساعة .. تاريخ لاح له يعيد نفسه بشكل مختلف .. وقف لبرهة .. إنه يدرك هذا اليوم .. ينتظره .. خارج وعي الزمن وإن بدا له .. انشطار وقته .. يتأمله سنوات مضت .. فاض كبرياؤه نشوة .. وحده فقط يدرك مسألته .. وإن غابت في جوفه .. مفاتيح غيبه .. يواقع مرور الوقت كعاشق ينتظر حلول معشوقته .. كنهار مضئ .. يحاور ذاته ..
مثل هذا اليوم تشابه الذهاب والعودة .. بينهما غامرني غروب الشمس خلف الماء .. يواعدني شروقا مبهجا .. خمسة أعوام قاسمت فيها الدقائق والثواني مراهناتي البعيدة .. اليوم قد توافقني سر ملازمتي ضياءها .. أجاهرها سيرورة الانفلات من قبضة التلاشي .. فكنت لها ظل ..
يغيب همسه في حركة الأشياء والبشر .. يتحسس شعاع المد في منتهاه .. هو اليوم هنا .. ذاته يرى خطاه .. قبلا كان الأمل من حيث اللحاق بفجر بدا نسج خيوطه يوما ما مستحيلا .. ليشق عباب الليل .. خائفا .. يتوجس وجهه الآخر .. سقوطا يأسفه .. عذبه كثيرا .. إدماء الهوية .. يغامر محله بأسئلة يهجوها قلبه .. لا زال يذكر انتقالات عمره .. شاهدا على نفسه .. وحده يعلم كيف ينتمي .. كيف يتفاخر ضجيج الحماسة في أناشيده البعيدة .. وكيف يتهامس اشتياق ملاذه .. أو التذاذ الوجدان حال تحسس عنقه .. هو يتذكر جيدا تلك الأنامل التي بدت له .. طريقا إلى تحدي بقائه .. وعينيَّ ..نعم عينيَّ .. تستبطن الحكمة المؤجلة ..تستقرئ الآيات حركة .. إحداثية شعور تتأرجح اليقين و اللا يقين .. بينهما يتحولني فكرا ومنهاجا .. حينها تحول قلبي تفاحة شهية .. يستوحي كلمات آدم .. كان قد أدرك قضيته .. ليقرر مصير الإرادة .. ليس بمسألة هينة .. يقاتل شروره .. مؤكدا سؤال التحدي .. يستولد منطوق حكمته برهان يوسف .. عندها تجاوز حد التسليم .. يفاتح أقنعته .. متحرجا .. يشعل إشاراته فتحا مبينا .. بعد توكيدها .. يتكثر فيه الإحساس طبيعة .. تتوحده الأدوار .. مزاج قائد يرسم إيقاعه ودروب توهجه .. في أمسي تخطيت شروط تبعيتي .. فانسجمت وحدود مدينتي انفعال حدَّي القوة والضعف .. يعبرني ألف ذرة وذرة .. فانشطرت منها إليها .. مرآة تسقطني قلب قداستها .. مرايا تشهدني ألف حرف يلملم فيّ حنايا الشوق .. وأمر يعاكس مني الأنا حتى بت في ذاتي وطن أشتهي سكنه .. عبرت إليه حدود الآخر حتى غلبني صدى الأنين أنينا .. فغبت فيه حنينا .. وحرفية البنوة تشهدني .. لازلت ابنا بين الأبناء فريدا .. يعانقون زهوة الانتماء .. لقِبلة .. تفخر بجل نورها كافة الأنحاء ..
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك