|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
احسان جواد كاظم
!--a>
2011 / 7 / 28
انهن يردن قلب الدنيا عاليها سافلها اكثر مما هي مقلوبة. فلم تنفع معهن سنين البر والاحسان. يبددن قرون الدعة والسكون ليغادرن خدور العفة وجدران الحرملك المحروسة بسيوف الحمية والنخوة والغيرة الرجولية.
السعوديات حركن راكدا بمطالبتهن الجلوس خلف مقود سيارة في البلد الوحيد في العالم الذي يحرم قيادة المرأة للسيارة بدعاوى واهية نابعة من الوسواس الجنسي الذي يؤرق رجال الدين والمستند الى التفسير الجنسي الشبقي للتعاليم الدينية المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية. دعاوى فارغة تتلبس تارة لبوس الخشية عليها من ذئاب بشرية , يقومون الليل ويصومون النهار,, تتربص بها على ناصية كل شارع ومنعا للرذيلة في بلد الفضيلة الاول, وكأن سيرها على الاقدام يجنبها المعاكسة والتحرش. وتارة اخرى الخشية من الازدحامات المرورية.
ولايمكن درج مطلبها هذا تحت عنوان الترف بل هو حاجة فعلية في بلاد شاسعة, تفتقر للمواصلات العامة منعا للاختلاط وتعدد المتطلبات العائلية التي يقع اغلبها على عاتق المرأة في مجتمع ذكوري قبلي اسلامي متخلف كما السعودية.
ورغم التهويش الاعلامي من شيوخ المسلمين ورعاعهم ضد هذا الحق في عصر الاتصالات والمواصلات الفائقة السرعة فان الذكاء الشعبي يبتدع وسائله الخاصة لتفادي الاصطدام المباشر بقوى التعسف المتسلطة في بلد مثل المملكة العربية السعودية. فكانت النظرة الدونية نحو المرأة باعتبارها كائن ضعيف والتي يلهج بها المجتمع السعودي والاسلامي بالعموم اضافة الى الرادع الاجتماعي - العيب - الذي يجعل الاجهزة الامنية تتردد في معاقبة المرأة الضعيفة بشكل عنيف في شأن كهذا, هو المدخل الذي استثمرته المرأة السعودية بذكاء لجعله سلاحها الماضي لأنتزاع حق قيادتها للسيارة. فكان استغلالها لهذه النظرة الاجتماعية السلبية في مجتمعها وتحويلها لتكون لها سندا في تحقيق مطمح ايجابي احد نجاحاتها المشهودة. اضافة طبعا الى انه لايوجد بند قانوني يمنع المرأة من سياقة السيارة.
ثم كان حسن ادارة القائمات على حملة حق المرأة السعودية في قيادة السيارة بدعوتهن للسعوديات بسياقة السيارة بشكل متفرق, منفرد وفي موعد موحد في كل مناطق السعودية لتلافي احتمال استغلال قوى التعصب لقانون منع التجمع المقيد للحريات الساري في المملكة كمبرر جرمي سياسي لأعتقالهن فيما لو انطلقن جماعيا من موقع واحد.
ان مطالبة المرأة السعودية بهذا الحق الذي قد يبدو شيئا تافها مقارنة بما تطالب به النساء في العالم وخاصة في البلاد الاسلامية من حق المشاركة في اتخاذ القرار في شؤون الحياة العامة والخاصة, يأتي من اهميته كمقدمة لكسر قيد طالما كبّل رجال الدين والقبيلة به المرأة السعودية, الا وهو " ولي الأمر " الذي لاتستطيع المرأة التحرك خطوة دون اشارته وموافقته. ولهذا تثير هذه الفكرة جدلا فقهيا تقليديا وقانونيا حديثا واسعا في السعودية.
وكان شباب سعوديين رافضين للفكرة قد اطلقوا حملة معادية على الانترنيت لمن تسول لها نفسها سياقة السيارة تحت عنوان " العقال ينتظركم " . بينما ذهب بعض السعوديين حد الدعوة الى التحري عن مذهب من يؤيد سياقة المرأة السعودية للسيارة واعتبروا ذلك مؤامرة مذهبية.
النساء السعوديات رائدات التغيير القادم في السعودية. وليس في ذلك غرابة ... فذلك ديدن المرأة منذ ايام تفاحة المعرفة الاولى.
الله يجازي النسوان بألف خير رغم مسحة التشفي التي نشعرها باتجاههن : http://www.youtube.com/watch?v=IWPCv7T46eg&feature=related
* العنوان مأخوذ من اغنية للمنولوجست العراقي طيب الذكر عزيز علي