|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
محمد عبعوب
!--a>
2013 / 4 / 16
سؤال قد يبدو للبعض انه من باب الاثارة اوالسخرية او الاستهزاء بوعي القراء.. لكنني اراه سؤال جوهري وجدير بنا كشرقيين أن نقف امامه طويلا و نجيب عليه بكل اقتناع.. ثم بعد ذلك نحدد موقفنا من هذا الكائن الذي نرفض الاعتراف به كإنسان كامل الاهلية مستقل ونربطه دائما بكل نقيصة، ونبخسه حقه امام المحاكم ونسرق جهده على خلفية جنسه في كل مؤسساتنا الخاصة والعامة.. كل ذلك و الاسلام انصف هذا الكائن كل الانصاف و النبي محمد (صلعم) اوصانا بها خيرا..
نعم وبكل جدية اسأل مجتمعاتنا الشرقية عما إذا كانت ستقرر في الزمن المنظور اعتبار المرأة انسان حقيقي مستقل يتمتع بالحقوق كافة التي يتمتع بها الرجل، ولاينظر لها كناقصة عقل ودين.. وما اذا كانت ستنظر لها في المحاكم كإنسان وليس كبئر للرغبة و الغواية.. وما اذا كانت ستنصفها في حقوقها المادية و تتوقف عن سرقة جهدها لانها امرأة.. وما اذا كانت ستقرر معاملة طرفي جريمة الشرف بمعيار موحد وبالعدل، فجريمة الشرف طرفيها رجل و امرأة، بل إن الطرف الفاعل و المتعدي غالبا ما يكون رجل فلماذا يتم التضحية بالمرأة مرتين مرة في جسدها و الثانية بروحها؟!! ويتم تعزير الرجل قانونيا و تمجيده اجتماعيا؟!!..
على مجتمعاتنا الشرقية ان ارادت الاعتراف بالمرأة كإنسان كامل الاهلية أن تتوقف عن حصر الشرف في سلوكها ، فسلوك اي انسان سواء كان رجلا او امراة تجاه اي قضية هو الذي يحدد موقعه في اي منظومة اجتماعية وليس المرأة فقط.. كما أن جرائم الشرف التي تهدر بسببها دماء النساء لايمكن مقارنتها بجرائم الشرف التي التي يقترفها رجال وتذهب ضحيتها حرية الاوطان و قيم الامم وكرامة الشعوب وارواح الابرياء ، ونحن اليوم كشرقيين نطعن في اعز ما حبانا به الله وهو الحرية والكرامة التي نقتل و نسجن باسمها في طول الشرق و عرضه..
على مجتمعاتنا الشرقية اذا ارادت مغادرة خانة التخلف و ولوج عصر النهضة أن تعيد قراءة كل منظومة القيم و التقاليد الموروثة و تنقيتها من تلك الرؤى البالية الموغلة في التخلف خاصة منها تلك التي تتعلق بالمرأة ، واعادة الاهلية الكاملة للمرأة منبع الحياة أو كما يقول الفلاسفة اصل الحياة انثى.. وهو ما سيعيد الحياة الى نصف مجتمعنا المشلول بنظرته الدونية لهذا الكائن الذي خلقه الله كإنسان و صادرنا نحن منه انسانيته و حولناه الى قطعة مهملة من اثاث البيت لا نعرف قيمته إلا على موائد الطعام او في المخادع..
والى أن يخوض اهل الشرق هذه التجربة ويقررون حل معادلتها، فانني اشك في ان تكون المرأة في وعي المجتمع الشرقي انسان حقيقي ومستقل وكامل الاهلية.. انتهى
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|