|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
عبله عبدالرحمن
!--a>
2014 / 4 / 12
عبله عبد الرحمن
يقف على الحاجز الأمني وكأنه يقف على باب محل بانتظار اتمام عملية الشراء، محققا بعضا من احلامه الطارئة بعد ان يدفع الثمن، يتحسس جيوبه باطمئنان. يتحسس الحلم الذي راوده وقد سعى لتحقيقه بشكل استثنائي. اذ انه ترك خلفه ما ترك وركض وراء شائعة من اجل كسب الثواب. كثير من الوقت مرّ عليه حتى ضاق بنفسه وهو ينتظر بلوغ الحلم بأذن الدخول الى المكان الذي اصبح وجهة للكثيرين بحجج كثيرة ومن اصقاع الارض.
مخيم الزعتري، وان كان وجهة مقصودة للمعذبين والمنكوبين والهاربين من الموت، فأنه اصبح وجهة اخرى لغايات لا حصر لها من الاحلام الطارئة سواء كان الهدف لرعاية الاموال او لرعاية الاعراض.
كثيرة هي مراسم الزواج التي اقيمت على هذه المساحة المحدودة والمحددة بحسن البقاء خوفا من الموت باسم حفظ الاعراض ومنع الفضيحة دون مراعاة تحفظ للمرأة حقوقها وتمنع عنها وأد العصر الجديد باسم الزواج المبكر، حتى غدت المرأة ككيان، تقاس بمقدار ما يمكن توفيره من دون النظر لاي اعتبارات تحفظ للمرأة كرامتها، ونحن نتخطى عتبات الالفية الثالثة.
بوجع لا نضيف جديدا اذا قلنا ان تعليم المرأة اصبح اخر الاولويات رغم توفر اليات التعليم لكنها اليات لا تستطيع ان تتجاوز جهل العادات والتقاليد التي ما زالت ترسم قرارات وخطوط حياتنا.
نسي انه طالب جامعي وانه قد قطع شوطا كبيرا في دراسته حين سعى الى مقصده بإيعاز من اعلام الفضائيات والتي اخذت تصنع الكثير من احلامنا حتى الصغيرة منها ناهيك عن الكثير من الاراء المغلوطة حول الكثير من القضايا.
وحين اصبح على مرمى من الحلم ولا يفصله عنه الا ذلك الحاجز الامني تبين له صعوبة اختراقه بالطرق العادية، وصعوبة التواصل باللغة المحكية مع افراد ذلك المكان الطارئ على البلد المضيف.
قاصدا الزواج من امرأة لا يتجاوز عمرها خط الطفولة، معولا على شائعات اعلام بات يصنع كوابيس حياتنا لا احلامها حين غادر بلده وجامعته مستقلا العديد من وسائل المواصلات اذ ان وجهته بعيدة بالمسافات وبالعادات.
نسي انه يحمل شهادة جامعية تؤهله لان يكون صانعا لمستقبل منير لامته . حين فكر بغريزته وأهمل عقله، وكأن العلم وسيلة لاجتياز الشهادة وليس حاجة لرقي الامم وسموها.
في لحظة يقظة: ومن دون ان يتغافل عن رمل الصحراء وعن الناس الذين يفترشون الارض القاحلة بثياب رثة، شعر بنفسه وكأنه يؤدي دور تاريخي في مسلسل اركانه كلها متوفرة، البيوت خيام ، الافراد ينقلون بضاعتهم مستخدمين الحمير، حتى اللغة المحكية اخذت سنوات القرون السالفة.
احساس بالغربة والخزي شعر به وهو يعود خائبا من حيث آتى، متحسرا على نفسه وحاله، حين لم يسمح له بالعبور الى احلامه.
لا ادري لماذا تكون مساعدتنا لهؤلاء المنكوبين والمهجريين قسرا عن ارضهم ، بمثابة خناجر تقتلهم بدلا من تكون الايدي التي ترفع الهم والظلم عنهم، لا ادري لماذا تكون حلولنا دوما سطحية بدلا من ان تكون جذرية تسهم في رفع الظلم وإنهاء حالة التشرد والتيه لإفراد احلامهم اصبحت تحت اقدامهم.
هل من صحوة ؟؟
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|