|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
محمد شحاتة
!--a>
2016 / 5 / 27
امرأة عجوز تتجاوز الستين من عمرها تجرد من ملابسها ويتم زفها عارية في قرية ابو قرقاص بالمنيا في صعيد مصر بقيادة حوالي ثلاثمائة شخص ....ثلاثمائة شخص أصيبوا جميعا بداء الدياثة لا فرق بينهم وبين القوادين وربما لكانت القرية كلها مصابة بالدياثة ...صعيد مصر الذي طالما تحدثنا عن رجاله المعروفين بالشهامة والنخوة اصبحوا في تلك الحادثة من الديوثين المخنثين فكرياً.. والمجتمع لا يحرك ساكنا امام تلك الجريمة البشعة فالمجتمع الذي يردد كلمات مثل (هي ايه اللي وداها هناك ) لا تنتظر منه أي رد فعل مضاد لتلك الجريمة ...فإنه يتعامل معها علي إنها أمر طبيعي ..لا مبال تماما !
لذلك هذه الجريمة هي جريمتين جريمة اضهاد ديني واضطهاد ضد المرأة التي تعاني أشد المعاناة من تحرش وتهديدات وأفكار رجعية وما إلي ذلك ..
تلك المرأة التي تعرت علي إثر شائعة انتشرت بين اهالي القرية من أن ابنها علي علاقة بسيدة مسلمة متزوجة وهو أمر عار تماما من الصحة ...هذا الأمر الذي جعل أهالي القرية يندفعون ليهددوا السيدة العجوز وعائلتهم إلي أن تتطور الأمر وحدث ما حدث !! لا فرق بين هؤلاء الديوثين والدواعش فالأفكار واحدة وربما الاختلاف في التنفيذ فقط ...
منذ ثلاثة أعوام تم اغتصاب سيدة مسيحية من مجموعة من المتطرفين فكريا وسط هتافات الله اكبر ! أي دين هذا الذي يؤمر باغتصاب المسيحيات وكأنهم إماء !
أولئك الذين غرست القسوة في قلوبهم وعلامات التجهم علي وجوههم ما هم ببشر ولكنهم كالحيوانات الهائجة أو أكثر من ذلك أولئك الذين يحرمون ويحللون علي هواهم ويكفرون كل من يخافلهم ويدعون الفضيلة ويدعون إلي الزهد والخير ما هم إلا بالأباليس ..
الطائفية والتمييز الديني دائما ما تسعي إليه الدولة وتعمل علي تعزيزه بهدف إلهاء المجتمع عن قمع واعتقالات وظلم الأنظمة الحاكة ودائما ما تزرع الأفكار المتطرفة في المجتمع عن طريق االمؤسسات الإعلامية مثلما حدث في مذبحة ماسبيرو من تحريض للاعلام المصري علي إشعال نار الفتنية الطائفية أو الاستعانة بتيارات الاسلام السياسي كما فعل مبارك ومن قبلها السادات ..
ودائما ما سيقف الأمن موقف المتفرج علي هذه الأمور ولن يتدخل إلا بعد وقوع الكارثة وربما سيعقدون جلسة صلح بحضور بعض الباباوات والشيوخ ...ثم يتكرر الامر ثانية وثالثة إلي ما لا نهاية ...ورغم علم شرطة المنيا بوقوعوع مثل هذه الحادثة فهي لم تتحرك ولم تتدخل لمنع وقوعها !
شعور بعض المسيحين بالاغتراب داخل هذا الوطن هو أمر طبيعي تماما وانغلاقهم وانعزالهم مع أنفسهم هو رد فعل علي الاضطهاد والعنصرية الموجهة إليهم فمنذ دخول المسيحين مصر وهم يتعرضون لأشد أنواع الأضطهاد والقمع والقهر ..
مصر لم تتعري يا صديقي بل هناك سيدة تعرت ووجب أخذ حقها ..
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|