|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
عماد ياسين الطائي
!--a>
2018 / 3 / 11
التحرش الجنسي .. مابين الطبع والتطبع ؟ عماد ياسين آل شهزي
وغالبا الطبع غلاب ولا يمكن ان نهذبه ونشذبه الا بالتطبع المفعم بالانسانية ، وفي البدء علينا ان نتذكر أن الرجل هو العنصر المبادر والمرأة هي العنصر الجاذب في أي علاقة جنسية ، وهذه العلاقة هي السبب الرئيسي في تكاثر الانسان الى قرابة سبعة ونصف المليار من بني الانسان منذ ان استوطن الانسان الأرض الى يومنا هذا.
ومن المحال ان تكون جميع هذه العلاقات كانت بتوافق تام مابين الرجل والمرأة ، والتاريخ شاهد على الكم الهائل من حالات الانجاب التي كانت تحت تأثير الرغبة او القوة او الحاجة او الاستسلام التام للغريزة الطبيعية لكلا الطرفين وهذا يا خذنا للتسليم ان العلاقة الجنسية مابين الرجل والمرأة غريزة ملحة في التركيبة البشرية ، وبالتطور الفكري والحضري تمكن الانسان من تهذيب بعض سلوكياته التي كانت اقرب الى الطباع الحيوانية في تحقيق رغباته الغريزية.
وهناك من طباع الذكورة الغريزية في الرجال التي تعود الى عصور الانسان البدائي لا تزال تجثم في الا معقول في كينونة الانسان تضمحل كلما ازداد الانسان تحضر فكري وتنشط او تضعف مع اضمحلال هذا التطور الفكري الذي يحد من ظهور هذه الغريزة ، وتباينها مابين شخص وأخر اعتمادا على الخلفية الثقافية ، والبنية الاجتماعية ، والبيئة التي يحيى في كنفها ، وكلها لها تأثيرات بالسلب ، والإيجاب على التحكم في غريزته وطرق العامل معها.
كلنا يعلم ان المرأة بكل أجزاء جسدها تعتبر محط اهتمام غرائزي للرجل تثير الغريزة ألجنسية ، واليوم تعمل النساء لزيادة حالة الاثارة الجنسية للرجل من خلال أنواع الماكياجات والملابس الضيقة والعطور وحتى في طريقة تحدثها وحركاتها فلكل رجل مواطن اثارة مختلفة عن الاخر ، ولما ارتفعت حالات المهور ، ومطالبات النساء للموافقة على الزواج بضرورة تحقيق مطالب يعجز عن تحقيقها الرجل ! صار من البديهي على الرجل التعرض للمرأة بالتحرش لتحقيق غريزته الذكورة في ضل مغريات امام تحديات صارمة .
في حديث اجريته مع شاب في الثانية والعشرين من العمر، عندما وجدته يضايق فتاة في متنزه عام ، وطالبت بمساعدتي للتخلص من مضايقة هذا الشاب ، وبعد ان استطعت ان امنعه من مضايقتها ، وجلست معه لمناقشته .
سألته لم تلاحقها وتحاول استمالتها رغم انها محجبة ، وبلباس محتشم ولم تثير غرائزك ؟ قال هي تعمل معي في نفس المصنع عاجلته بسؤال : اليس الأجدر بك ان تحترمها كزميلة ؟ اجابني قائلا: هذه الفتاة انا معجب بأخلاقها وارغب الزواج منها إلا اني لا اجرؤ على خطبتها كوني فقير، ولا املك ان اقدم لها شبكة ومهر وكل ما يجب تقديمه لأضفر بها كزوجة ، فقلت له : وهل هذا يجعلك نضايقها ؟ لتحقق رغبتك! اجابني وهو مطرق الراس قائلا: اردت ان استدرجها لأفض بكارتها لأجبر أهلها ان يزوجوني إياها خوفا من الفضيحة .. قلت : وأين ستذهب من القانون ؟ قال : سيسألني القاضي اما تتزوجها او تسجن ؟ وسأوافق على الزواج منها فورا... سألته : وهل سيسكت أهلها : هز رأسه وهو يقول :أهلها غرباء وليس لهم احد في مدينتنا ، وهم مسالمين لا يستطيعون فعل شيء .. استوقفتني هذه العبارة جليا وأحزنتني كثيرا ، حتى القانون في بعض بلداننا العربية معالجاته للتحرش باتت لا تقوى على تحقيق ادنى مقومات العدالة .
لا تقتصر أسباب تفشي ظاهرة التحرش الجنسي لغلاء المهور ، و اللمودة ، والبس الفاضح ، ولا حالات الكبت لمجتمعنا لمغلق ، ولا المواقع الإباحية التي باتت في متناول الجميع ، ولا القانون الذي لم يقر قوانين ناجعة وصارمة للحد من التحرش ، بل السبب الأكثر هو الثقافة المجتمعية التي جعلت من الفتاة مغلقة على العادات والتقاليد التي تقر بان الذكر مباح له كل شيء فمثلا عندما يمارس الشاب الجنس خارج الزواج ، لم لا ينضر اليه على انه ليس باكر؟ كما ينضر للفتاة . ما دام الدين حرم ازنا للرجل والمرأة ! اذا لماذا المجتمع لا يأخذ بهذا الاعتبار ويتغاضى عن زنا الرجل قبل الزواج .
لذا انا أرى ان مجتمعنا بحاجة الى ثورة عارمة لتصحيح الأفكار وتعيد النضر بما توارثتاه من كم هائل من الأفكار تجاه المرأة ، ولا ننسى ما اقر الله عز في علاه ان الجنة تحت اقدام الأمهات ، والأمهات نساء وقول: رسولنا الكريم رفقا بالقوارير.
كرم الله المرأة بعفة بيينة هو غشاء بكارتها بينما اهمل الرجل من العفة ؟ كونه ليس موطئ العفة ، وعلمنا من خلال القرءان الكريم ان كيد الرجال قتل، وكيد النساء محبة.. شتان مابين كيد النساء وكيد الرجال .. جاء في القرآن الكريم على لسان عزيز مصر (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ( ، وهذا كلام عزيز مصر، وهو كافر فلا يجوز اعتماد حديثه بينما جاء على لسان النبي يعقوب ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) ، وهنا دلاله على ان الرجال اكثر كيدا من النساء.
لما اراد الله عز في علاه ان يشير لكيد النساء كان على لسان كافر، ولما اراد ان يشير الى كيد الرجال جاء على لسان نبي .. اذا ايهما الاكثر صدقا الكافر ام النبي الموحد بربوبية الخالق؟ .. فالأجدر ان لا نقول ان كيد النساء ذا ضغينة لكونه كان بسبب محبة زليخا للنبي يوسف ؟ بينما كيد الرجال كان للفتك بيوسف وقتله ، وهنا اشارة الى ان كيد الرجال دنيء بينما كيد النساء محبة .. هذا ما ارد الله ان يعلمنا به والله اعلم .عماد آل شهزي
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك