داود اللمبجي قصه وفكر



محمد مانع غانم
2018 / 4 / 14

داود اللمبجي ..مع ان الموضوع جدا شائك ويجتاج لشجاعه وتوعيه ,,احمل بعض الفكر الحر وكان هذا الموضوع يشغل بالي لفتره طويله ,,حيث كيف يسمح المجتمع المحافظ لوجود مثل هذه الامور ويكتب عنها بالشعر والموسيقى ,,وكنت من الغشم والبراءه بمحل حتي طورت نفسي بالدراسه , وجدت ان من يزور هذه البيوت هم من الطبقه الغنيه الراقيه واشراف الدوله ونبلائها وسياسيها مثل نور السعيد ومحافظ بغداد ومدير الشرطه الى الطبقه الارستقراطيه وغيرهم ,, ومن كتب عنهم هم شعراء كبار ومن الف الموسيقى والاغاني هم مشهورين , وانا فنان درست البناء العراقي القديم من شناشيل الى سراديب وسطوح بغداد الجميله ولياليها الصيفيه فمن مؤلفين المان وعرب وكذلك معاناتي مع الحضاره الاوربيه ,, ف عملت سلسله من اللوحات لهذه الحقبه وخصوصا داود اللمبجي , والحقيقه لقد ألفت قصه بفكري وجعلته اكثر انسانيه ورحمه وربما كان كذلك ,, لانعرف الحقيقه ,, وكما يحدث بالعلم اولا توضع النظريه وتنتظر من يدحضها او يدعمها بالادله العلميه و تبدء القصه هكذا ...

عندما يزحف المساء بذيله الرمادي لكي يغطي الغسق مدينه بغداد وتلتحف بعدها بظلمه الليل يقوم داود اللمبجي بدرجه الخشبي و اناء الزيت ( النفط ) وقطع القماش بدوريته لاناره شوارع ودروبها حيث ( الدربونه) هيه عباره عن طريق ضيق بين البيوت او مجموعه ال ( حواش) وال (حوش )هو غرف نوم وحمام ومطبخ بوسطه مكان به طارمه حيث يجتمع افراد العائله وتستخدم ك غرفه راحه وجلوس تحت السماء .ويصعد داود عمود او حائط البناء كي يوقد الفانوس النفطي عند الشوارع والدروب ,,اولا يملاء الفانوس بمقدار من النفط يكفي اضاءه المكان حتي الصباح. ومرات يقوم بصيانته من تنظيف للزجاح او تعديل بعض من سلاسله واستبدال الزجاج المحيط بالشعله , وكان داود له مهنه خفيه وسريه كان يقوم مع زوجته باداره عده منازل تحتوي على غرف نوم ومطابخ واماكن للجلوس والانتظارو بنات من مختلف الطبقات يخدمن الزبائن ببيع الحب هذه المهنه الازليه التي بدات بدور العباده البابليه والسومريه حيث كانت مشرفه المعبد امراه جميله ذات صيت وسمعه لجلب الموارد للمعبد ومن ضمنها الاضطجاع مع الزبائن المرموقين وذلك تشير لها ملحمه جلجامش وكثير من الرقع الطينيه. فقد كانت مهنه مقدسه لتنقيه الرجل وتهذيب اخلاقه من خلال ممارسه الجنس واللقاء مع امراه, كذلك كتبت ورسمت على مباني الاهرام وبقيه حضارات العالم لذا سميت اقدم مهنه ولكن مع ظاهره الاديان الابراهميه والتوحيديه اصبحت المراه مع استملاك الرجل للارض اصبحت عبده ومستملكه تباع وتشترى مع الارض وبقيه الاملاك حتي اصبح تبادل الزوجات ظاهره خلال العصور التي تعرف بالجاهلي وحتي ان بعض الامراء والمفضلين يرسلون زوجاتهم كي تنام مع شاعر او مقاتل كي تستفيد من جيناته , ان العقليه البشريه والجنس امر عجيب مثل ما نعرف العقل البشري انه الوحيد الذي يدرك ذاته . فكان داود يعتني بفتياته (الان يطلق علي المراه التي تمارس الجنس من اجل الماده عامله اجتماعيه واصبح لهم اتحاد وحقوق) وكان داود اللمبجي يدافع عنهن عندما يحتاجن هذه الحمايه وقد كان رجل طويل القامه وقوي العضلات ومن هؤلاء البنات يكمن الحب والاحترام له لانه مثل العم او الاب وينعم عليهن بالمال والهدايا ويدفع عنهم شر الاشرار والاهم خلاصهن من ظلم العائله والمجتمع ,, وتقوم موده وصداقه بينهن للتسليه وتمضيه الوقت كذلك يتعلمن بعض المهن ومرات تختار البنت ان تتزوج احد زبائنها او تذهب لتعيش معه ,كثير من هؤلاء النساء اصبحن مثقفات ويتداولن امور السياسه لكثره السياسين الذين يؤمون هذه المنازل , كان يدير البيوت مع زوجته كما ذكرت للقصه ,,ولكن كيف يمكنه تلبيه طلبات الزبائن بهذه الطريقه ,,طبعا السر بمهنته الثانيه وهيه طيافه اثناء المساء والليل قرب المنازل حيث يستمع اذا من خلال الحيطان لمشاكل ومعاناه و صراخ و أمراه تتعذب بصوت عال وكل يوم يراقب ويتابع هذه العوائل والبيوت لعده ايام ومرات اسابيع او يرسل احدى بناته للاستفسار او اقامه علاقه صداقه , وبعدها يزور هؤلاء النساء عندما يجد الفرصه المناسبه ,,ويبدأ بحديثه انه المنقذ حيث يحول تفكير الفتاه الى حريه خروجها من سجن ابيها او زوج امها او اخوها الظالم الذي يضربها كل يوم بدون اي سبب او مبرر ان ظلم الاهل قاس وفضيع ومع كل ظلم وعدوان هناك ثوره وخروج عن الواقع ,وبعد ان يمانعن او يتندبهن الخجل بعد معرفه المهنه وما لها من شهره سيئه وبذيئه ولكن الواقع الذي تعيشه هؤلاء النساء تحت ظلم الاب او زوج الام او زوجه الاب او الاخ او ... ظلم لا يحتمل مع القيود ومرات كثيره تجد الفتاه مفرا لها عن هذا الطريق , لا نعلم هل هو رحمه وحريه او هو انحدار بالقيم الانسانيه ونقمه, ف المهنه بتجريد كبير هيه عمليه جنسيه وعمليه حب وبدون شهود او عقد نكاح فهيه نكاح مقابل مقدار معين من الماده لا اكثر ولا اقل ,, وهكذا وجدنا بعد وفاه اللمبجي ان كثير من البغايا كانوا يسيرون بجنازته ,,على كل حال لقد وضعت كل هذا بلوحاتي من الصميم البغدادي العريق من تلكم الحقبه الزمنيه المحصوره بين عام 1845 م الى سنه 1940 م,, وكانت نهايه حكم الاتراك مما فسح بعض الحريه للشعراء والفنانين ,ان الميزان عاكف على نفسه لاشراك المراه وحدها بعمليه الجنس التي بالحقيقه هيه بين رجل وامراه وغالبا ما يكون المبتدئي هو الرجل ,,,, اود ان ارفق بعض صور لوحاتي لحظرتكم مع شكري وامتناني لنشر رسائلي بصفحتكم الرائعه والتي تنم عن المجهود الكبير الذي تبذلونه من اجل توسيع رقعه الثقافه وتنوير العقل العربي..

الرسام محمد مانع غانم

كاليفورنيا لوس انجلس